موريتانيا الحاضر الغائب فى الإجتماع الأمني الجزائري المالي
نشرت صحيفة الخبر الجزائرية الصادرة اليوم خبر المباحثات التى جرت ، أمس، بين الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري مع العقيد فورو غاي آمادو، المستشار التقني لدى وزير الدفاع المالي المكلف بالتعاون العسكري، ملفات التنسيق الأمني ومحاربة الإرهاب.
يذكر أن الشريط الحدودي بين مالي والجزائر يشهد دائما اشتباكات مسلحة بين الجيش الجزائري وعصابات التهريب تارة ومع الإرهابيين تارة أخرى. وكان من المفترض ان تتم هذه المباحثات بحضور الشريك الحدودي الثالث ، الطرف الموريتاني الذي يشارك الطرفين نفس الهواجس الأمنية ، غير أن سوء العلاقات بين الجزائر وموريتانيا بعد انقلاب 6اغشت الذي أ طاح بنظام ولد الشيخ عبد الله المنتخب ، ربما كان السببالرئيسي أمام تغيب موريتانيا عن اإجتماع المنعقد فى الجزائر.
و جاء فى الصحيفة ، أن بيانا أصدرته، أمس، وزارة الدفاع، أكد على أن زيارة الوفد العسكري المالي ”تندرج في إطار التعاون العسكري الجزائري المالي في مجال محاربة الإرهاب”. وأوضح ذات البيان أن الفريق قايد صالح استقبل العقيد غاي آمادو على هامش الأشغال الجارية بين الخبراء العسكريين الماليين مع نظرائهم الجزائريين بمقر وزارة الدفاع الوطني. وقالت مصادر على صلة بالملف أن هناك مخططات ستعتمدها سلطات مالي والجزائر تخص التنسيق الأمني بخصوص محاربة عناصر القاعدة في المغرب العربي في المنطقة العابرة للساحل.
وكانت الجزائر ومالي قد اتفقتا في أكتوبر الماضي على تعزيز التعاون لحماية الحدود من النشاط المكثف للجماعات الإرهابية ومهربي السلاح وتجار المخدرات، والحد من ظاهرة الهجرة السرية لآلاف الأفارقة. وتعهد الجانبان في ذات الاتفاق على دعم دوريات حرس الحدود المالي والجزائري، بأسلحة وعتاد حديث لتمكينه من تأدية المهام الجديدة. ومن هذا المنطلق ينتظر أن يعكف خبراء البلدين على وضع الآليات المطلوبة لتجسيد هذا الاتفاق على أرض الميدان وبالشكل الذي يوضح المهام المنوطة بكل طرف.
ولا يستبعد أيضا أن يكون هذا التنسيق بين الخبراء العسكريين الجزائريين والماليين ردا على تصريحات سابقة للمبعوث الأمريكي نيفروبونتي، الذي اعتبر التنسيق الأمني الجاري بين مالي والنيجر بأنه ”لا يرقى إلى المستوى المطلوب في ظرف يتميز بقدرة كبيرة للإرهاب على اختراق الحدود”. وتحدث عما وصفه ثلاث بؤر إرهاب في الساحل الإفريقي، اعتبرها مصدر خطر على المصالح الأمريكية بالمنطقة والموجودة في كل من شمال مالي وجنوب الجزائر وشمال شرقي موريتانيا.
ويأتي هذا اللقاء العسكري بين خبراء البلدين غداة الدعوة التي وجهها المفوض الأوروبي للشؤون الإنسانية الذي طلب مساعدة الجزائر من أجل الإفراج عن السائحين النمساويين اللذين اختطفا في شهر فيفري الماضي في الجنوب التونسي من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعدما فشلت المفاوضات التي باشرتها حكومة فيينا مع المختطفين، وهو ما يعني أن الجزائر تعد دولة محورية في المنطقة ويعوّل عليها كثيرا في تحقيق الاستقرار واستتباب الأمن في منطقة الساحل.