أعجبني خطاب الرئيس..لانحيازه للمهمشين
بقلم:سيدي محمد ولد محفوظ
كثيرون اليوم ممن يتباكون على النظام السابق يتحاملون على من لم يسر في ركابهم “دفاعا عن الشرعية” اوكتب رأيا مخالفا لارائهم في ما يجرى، واختار الوقوف في الصف الذي يري بصواب نهجه، فالحق ليس بالضرورة دائما وابدا إلي جانب من يعارضون الحاكم، فعند ما يكون هذا الحاكم أكثر صدقا في توجهاته، وأكثر إقناعا وأنحيازا للمظلومين والمضطهدين..، فلا ضمير من مساندته والوقوف إلي جانبه حتى يثبت العكس.
لم أكن من الذين تأسفوا على رحيل النظام السابق وكنت أجهر في إنتقاد طريقة سياساته التي كانت تعود بالبلاد نحو المربع السابق، وصحيح كذلك أني دعمت هؤلاء العسكريين من أول وهلة ، ليس إلا لأنهم خلصوا البلاد والعباد من نظام فاسد متعفن فاقد للشرعية، وكان يخنق الديمقراطية خنقا، ولأني آمل فيهم تصحيح الأخطاء التي رافقت مسيرة المراحل السابقة، وإن كان هناك تحفظات مازلنا نلحظها على سياسة هؤلاء، إلا أن زيارات الجنرال محمد ولد عبد العزيز للأحياء المهمشة وخصوصا، خطابه قبل أمس في “حي المربط” قد أكد صدق أفكار الرجل ووضوح رؤيته، فقد قال أن السلطة للشعب وطالب باشراك الجماهير العريضة من فقراء البلد في ثرواته حيث تحتكرها اقلية نافذة.. ،وحرض تلك الجماهير المستضعفة على استرداد حقوقها وأنتزاعها من اؤلئك المسؤولين غير المسؤولين الذين عودونا على النهب والتحايل والتلون بكل الالوان، والذين لم يهتموا في يوم من الايام بمعاناة الضعفاء والمغلوبين على أمرهم، ولم يعرفو زيارة اكواخهم الا اذا حلت مناسبة انتخابية ليتلاعبوا بخياراتهم واصواتهم مقابل دريهمات معدودة، كان رئيس الدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز اذن قبل يوم أمس صريحا وصادقا وأعجبني خطاب الرجل وصدق نبرته العاطفية وثوريته وهو يخاطب أؤلئك البؤساء الذين لا ذنب لهم غير أنهم ولدوا في هذا الوطن وقنعوا باليسير من العيش وخيرات بلادهم تتقاسمها نخبة الانتهازيين والمتمصلحين من مسؤولي موريتانيا المتربين في أحضان المدرسة الطائعية، والتي سيطروا بأفكارها “النيرة” على الرئيس المخلوع ووجهوه بها نحو ماعهدو في ايام عزهم الخالية، وهنا أتساءل مع الجنرال عزيز:أين ذهبت تمويلات المشاريع الكثيرة التي لا نسمع عنها إلا لحظة توقيع اتفاقياتها اوتسليم تمويلاتها الفلكية؟ لاشيء الآن على الأرض منها ومعروفون من نهبوها سواء كانوا مدافعين اليوم عن الديمقراطية أو الكتاتورية او ما بينهما، ومن الإنصاف الان للجماهير الموريتانية أن نعيد لها ما إختلسه أولئك المختلسون من ثروات البلاد والقروض المستدانة باسمها، وحري بنا أن ندعم إرادة الاصلاح التي يحملها النظام الجديد وأن نكون أكثر وعيا، ولا يخدعنا المفسدون كما كانوا يخدعوننا علي الدوام وهم من يحاول بعضهم أنيقطع ارزاق الشعب الموريتاني ويحاصره من الخارج عندما فقد الوظائف والامتيازات..،
ويبقي الامل معقودا في هذه المرحلة علي النظام الجديد وحكومته .. ليتبعوا اقوالهم بافعالهم وينجزوا اشياء علي الارض يلمسها الجميع كما كانوا في خطة شهر الصيام التي عرفنا نتائجها في حياتنا اليومية، كما علي النظام بكل مؤسساته ومسؤليه ان يقتربوا من هموم العامة ويعرفوا ماذا يريد الموريتانيين ويستمعوا الي مظالمهم المتشتتة، والتي كانت الادارات السابقة تتصامم عنها، فلماذا لا تفتح مكاتب جهوية في كل مقاطعة من الوطن لاستقبال شكوي المواطنين ونقلها بشكل مباشر او عبر الاثير الي السلطات؟ و المهم ان تفتح هذه السلطة في الجانب السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي عهدا جديدا نحس فيه جميعا بنكهة الشفافية والاخلاص.
سيدي محمد ولد محفوظ
صحفي مستقل
Mahfod1@maktoob.com