أخبار

سفير روسي فى مقابلة مثيرة : القذافي ليس ممن يستسلمون أويفرون..!

في عددها الصادراليوم نشرت صحيفة “إزفيستيا”الروسية نص مقابلة مع السفير الروسي الأسبق لدى الجماهيرية الليبية أليكسي بودتسيروب.

جاء في المقابلة أن ما يشهده العالم العربي في الأشهر الأخيرة يتصف بالعديد من أوجه الشبه، فهنا تجري ولادة مجتمع مدني، غير أن الاصلاحات الملحة لم تطبق حتى الآن، ما أدى إلى التمرد الشامل.

وفي ما يتعلق بليبيا يقول بودتسيروب “إن الاضطرابات فيها تتصف بخصوصية معينة ، فهذا البلد غني بالنفط ، ويتزعمه معمر القذافي ذو الشخصية المتميزة. لقد التقيت به عشرات المرات في الفترة الممتدة بين عامي 1975 و 1996، وذلك بصفتي مترجما في البداية، ومن ثم كسفير. ومما لاشك فيه أن القذافي ، كسياسي، قائدٌ له تطلعاته، ويتقن طرح الأهداف والسعي لتحقيقها. وعندما يرتكب أخطاء فإنه يتمكن من إدراكها وتجاوز عواقبها. ولقد تسنى لقائد الثورة الليبية مرارا إيجاد مخارج من أوضاع كانت تبدو مستعصية على الحل. إن القذافي الذي عرفته سيواصل الصراع حتى النهاية ، فهو ليس ممن يستسلمون ويفرون إلى بلدان أخرى”.

ويمضي الدبلوماسي الروسي قائلا ” إن عملية “فجر الأوذيسة” التي تشنها قوات الإئتلاف لا تعدو كونها محاولة لإسقاط السلطة القائمة، وليست تعبيرا عن الرغبة بحماية السكان المسالمين. يجب أن ندرك أن تمردا مسلحا بدأ في شرق البلاد، فمنذ اليوم الأول “للمظاهرات السلمية” في بنغازي تم إحراق ثلاث دبابات. أنا لا أفهم كيف يمكن أن نطلق على مجموعات مقاتلة مسلحة صفة “السكان المدنيين”!. وفي ما يتعلق بالسكان المدنيين فعلا، أين كان مجلس الأمن عندما قام “جيش المقاومة الإلهية” الذي ينشط في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بقتل ألفي شخص في شهر شباط / فبراير الماضي، واسر ثلاثة آلاف نصفهم من الأطفال؟ ولماذا لم يبد ، ولا يريد أن يبدي، أحد اهتمامه بذلك؟ الجواب : لأن الكونغو لا نفط فيها. إن الهدف النهائي للغرب هو إيصال صنائعه إلى قيادة هذا البلد بعد إسقاط القذافي.

أما برنامج الحد الأدنى للغرب فهو فرض سيطرته على مناطق حقول النفط الأساسية وعلى مصبات الأنابيب. ولكن لكل من فرنسا والولايات المتحدة سببا آخر لمعاداة القذافي، فبعد أن سلم اسلحة الدمار الشامل وأعاد لهما بعض الامتيازات، تمت إعادة العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا. وكانت واشنطن تنتظر الخطوة التالية، أي خصخصة شركة النفط الوطنية وبيعها بالمزاد العلني، ما يتيح للأمريكيين شراءها. ولكن ذلك لم يحصل الأمر الذي اثار استياء الولايات المتحدة بطبيعة الحال. أما الفرنسيون فقد شعروا بالإهانة مرتين، فقد أرغم القذافي شركة “توتال” الفرنسية التي تعمل في ليبيا على دفع 500 مليون دولار كغرامات تأخير. وإضافة إلى ذلك استاءت باريس من تصرف القذافي الذي فضل المقاتلات الروسية على المقاتلات الفرنسية من طراز “رافال”. وأخيرا، ووفقا لاتفاقيات تقاسم المنتجات تحظى الشركات الغربية بنسبة 20 – 52% من النفط المنتج ، إلا أن الزعيم الليبي صرح منذ فترة بأنه يعتزم إعادة النظر بالعقود بحيث تنال بلاده ما لا يقل عن 80% من الناتج النفطي. تلكم هي إذن الأسباب الرئيسة لما يجري في ليبيا حاليا. ويخلص السفير السابق إلى أن القذافي لم يقدر حق التقدير امتعاض الغربيين المتزايد، إذ لم يتوقع أنهم كانوا ينتظرون ذريعة ليحاولوا كسر رقبته. إن البلدان الغربية تريد تكرار حكاية عملية العام 2001 في أفغانستان حيث كانت قوات “تحالف الشمال” تحتل المدن بفضل مساندة الطيران الأمريكي. وفي ليبيا يجري الأمر نفسه، فإذ تقوم قوات الإئتلاف بسحق مقاومة جيش الحكومة الليبية بقوة الطيران، توفر لخصوم النظام إمكانية التقدم. ومع ذلك من غير الواضح حتى الآن إن كان المتمردون سيستولون على طرابلس، إذ أنهم يعانون ضعفا من حيث التسليح والتنظيم. أما إذا قررت الولايات المتحدة زج قواتها في هذا البلد فأعتقد أن عراقا آخرا سيكون في انتظارها.

– روسيا اليوم

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button