أخبار

لماذا تغيبت اللجنة الإفريقية التى ترأسها موريتانيا عن اجتماع لندن؟

من المعروف ، أن خمسة دول افريقية اجتمعت قبل أسبوع في نواكشوط وتوصلت إلى اقتراحات تقضي بوقف العمليات العسكرية التي كانت بدأتها الدول الغربية للبحث عن حل سياسي قوامه إصلاحات ضرورية للقضاء على أسباب الأزمة. كما أن هذه الدول، وهي جنوب إفريقيا و أوغندا والكونغو ومالي وموريتانيا، دعت إلى اجتماع موسع كان يفترض أن يعقد الجمعة الماضي في أديس أبابا بحضور الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية بالإضافة إلى ممثلين عن الطرفين الليبيين.

لكن هذه الدعوة الإفريقية لم تلق استجابة وما لبثت الدعوة إلى مؤتمر لندن أن غطت عليها. أما لماذا عدم الاستجابة، فلأن الأطراف الدولية فهمت أن الأفارقة تداعوا إلى التحرك بحض من العقيد معمر القذافي وطرحوا أنفسهم كجهة وحيدة قادرة على محاورة رئيس النظام الليبي. و يبدو أن اتصالات إفريقية بعيدة عن الأضواء، خصوصا مع إيطاليا، طرحت احتمال إقناع القذافي بالتنحي والرحيل إلى المنفى في جنوب إفريقيا لقاء ضمانات له ولإفراد عائلته بعدم الملاحقة.

لكن “الاتحاد الإفريقي” وحده يملك ورقة الرحيل وليس مستعدا لوضعها في التداول إلا في إطار حل سياسي لا ينفرد به “المجلس الوطني الانتقالي” للثوار. أي أن الأفارقة تبنوا عمليا خطة كان طرحها النظام لكن مع بعض التعديلات.

وعدا أن “الاتحاد الإفريقي” شكا من تهميشه وعدم التشاور معه وعدم التجاوب مع تحركه، فإنه وجد أن لا قدرة له على تعديل أجندة مؤتمر لندن الذي لم يدع إليه النظام الليبي بينما دعي معارضوه كمراقبين. ثم أن الحديث عن رحيل القذافي كنتيجة للعمليات العسكرية يعني استبعاد الحل السياسي التفاوضي.

لذا فضّل الأفارقة مقاطعة مؤتمر لندن لأنهم لاّ يعتبروا مؤيدين لأطروحاته ولكي يحافظوا على إمكان التحاور مع طرابلس، لكنهم مع ذلك تلقوا من مؤتمر لندن نصائح بالتخلي عن المناورات للشروع فورا بإقناع القذافي بالرحيل.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button