مقالات

هل سيعاد رسم الخرائط السياسية في الانتخابات القادمة؟ *

بعد عام تقريبا سيكون على الشعب الموريتاني التوجه إلى مكاتب الإحصاء الانتخابي تمهيدا لانتخابات تشريعية وجهوية وبلدية حاسمة إن شاء الله.

 

انتخابات يفترض أن تجدد نخب الواجهة التمثيلية للشعب بمصداقية أكبر ؛ ليصعد حزب الموالاة الرئيسي والأحزاب الداعمة له نخبا وطنية على قدر تحديات المرحلة ؛ تمثل الشعب تمثيلا حقيقيا وترمم جسور الثقة معه بعد عقود من تآكلها بسبب هيمنة لوبيات جهوية على لوائح المرشحين وتحكم المال السياسي في ذلك عبر الدعم اللوجستي للحملات .
و ستسعى المعارضة لتسجيل حضور صعب في استحقاق محوري يسبق الرئاسيات بعام واحد؛ فلم تحقق المعارضة في موريتانيا نقاط قوة منذ نشأتها؛ وتمر بمرحلة وهن هي الأبرز في تاريخها.

و بعد عامين تقريبا إن شاء الله سيكون وطيس الانتخابات الرئاسية كثيف النقع وربما يشهد مفاجآت غير سارة للذين يطلقون حملاتهم المبكرة اليوم.
وتشير المؤشرات السياسية الظرفيه إلى تحقيق كتلة الأغلبية الداعمة للرئيس ولد الغزواني لفوز كاسح متوقع في الانتخابات التشريعية القادمة بإذن الله .

فالنسبة المتوقعة لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية قد تتجاوز 65%من البرلمان ؛ و80%من العمد على المستوى الوطني ؛ و85% من المجالس الجهوية

كما يتوقع أن تحقق أحزاب داعمة للأغلبية نسبا أفضل من نسبة حضورها في الخريطة ؛ خاصة حزب الإصلاح الذي قد يرتفع تمثيله البرلماني إلى 7نواب مع حصة في العمد والمستشارين البلديين أكبر.
وستتراجع حصيلة حزب تواصل ليفقد كرسي زعامة المعارضة ؛ لتضطر المعارضة لتشكيل ائتلاف هش بين أحزابها تكون رئاسته بالتناوب.

وتستند هذه التوقعات لمعطيات موضوعية برزت على الساحة السياسية ؛ منها انسحاب كتل ناخبة متعددة من حزب تواصل وإيرا والتكتل والتحالف الشعبي وحركة أفلام باتجاه الأغلبية ، ومتغيرات جيوسياسية داخل كل ولاية تفرض ثقلها على الساحة.

ولاشك أن اللائحة الناخبة في هذا الموسم السياسي قد ترتفع عن معدلاتها السابقة عددا ونسبة مشاركة ؛ فقد تصل حدود مليوني ناخب مؤهل للتصويت ؛ وربما تتجاوز نسبة المشاركة 70%، فحجم الشحن السياسي الاستباقي لهذه الانتخابات يتزايد الآن ونحن على بعد عام منها

ولاشك أن نتائج التشاور قد تضيف جديدا لضوابط العملية الانتخابية .
أما الانتخابات الرئاسية فهي معركة سياسية مختلفة ؛ يتوقع أن تظهر في لوائح مرشحيها أسماء مألوفة تنافس الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ؛ كالمرشح الرئاسي السابق السيد سيدي محمد ولد ببكر ؛ لكن من دون حلفه التواصلي السابق ؛ وربما يضمن سرا دعم بعض رجال الأعمال الذين يطمحون لتسجيل بصمة لهم في مستوى صناعة القرار ؛ ويفرقون عادة بيضهم في سلال المتنافسين السياسيين .
وقد يدفع حزب تواصل بمرشح جديد للرئاسة كزعيمهم الذي اختاروه قائدا للمعارضة.
برامه قد لايجد فرصة للمنافسة للعجز عن استكمال ملف تزكيته للترشح ؛ فملف ترشحه السابق ملف تم “إعداده ” بتوجيه من جهة نافذة ؛ فجمعت له توقيعات دون علم أهلها، ولامبرر لإعادة الكرة .
ولدى الجهات الوصية على التزكية مايكفي من أسباب لمنع تزكية برامه قانونيا.
فقد تنكر للوطن واتجه إلى منابر الصهيونية لوصف بلدنا ببلد (الأبارتايد) رغم تصعيده نائبا برلمانيا ومرشحا رئاسيا سابقا ؛ ورغم منحه ثاني ترتيب في الانتخابات الرئاسية بصورة يقال أنها مرتبة !
وبث برامه أكثر من 5000آلاف مادة صوتية تحث على الكراهية وتحرض على العنف ؛ وحرص على الإساءة لمذهب بلدنا المالكي والإساءة لكل أعلام البلد ومجتمعه ؛ وأعلن تحالفه مع حركة افلام المتطرفة وحرض على كل ثوابت هويتنا ووحدتنا الوطنية ؛ فكيف يسمح لأمثاله بالمنافسة على أعلى منصب جمهوري في الوطن .

ستدفع حركة افلام بمرشح ضعيف لتسجيل حضور في اللعبة لاغير ؛ لكن هذا الوضع سيخلف ظرفا سياسيا ضاغطا على متطرفي إيرا وافلام يدفعهم للبحث عن مرشح يقبل دعمهم وتصويتهم العقابي.

وربما تقدم مرشح من الأغلبية بملفه للمنافسة لكنه احتمال غير أكيد ، فقد سبق أن تنازل عن الترشح لصالح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ؛ وليس هناك مايبرر عودته لمنافسته في ظرف وطني يقتضي التفاف نخب الوطن وجماهيره حول الرئيس ولد الغزواني ؛ حماية لمشروع دولة المواطنة وثوابت البلد في وجه مشروع معاد لسيادة الوطن ووحدته الوطنية.

ستكون الحملات الرئاسية عالية النبرة ؛ وسيحاول المتطرفون الاستفادة من اكتظاظ انواكشوط وانواذيبو بالمهاجرين ؛ وسيسعون لخلق بلابل أمنية قبيل وأثناء وبعد إعلان النتائج ؛ ولاشك أن مؤسساتنا الأمنية تعد لكل ذلك عدته.

سيصرخ برامه كثيرا ويدعو ” حلفاءه” من جماعات الضغط الغربي لنجدته مدعيا إقصاءه من المنافسة الرئاسية لأنه كان سيفوز بها حتما ؛ وتلك أباطيل روج لها كثيرا ؛ لكن لحظة الحقيقة ستكشف زيفها.

نتائج الانتحابات الرئاسية ستتمخض عن فوز مريح للرئيس ولد الغزواني بنسبة تقترب من 60%أو تتجاوزها قليلا إن شاء الله.

وستكون المأمورية الثانية مختلفة عن الأولى إذ سيعمل الرئيس غزواني براحة سياسية أكثر لاستكمال برنامجه الوطني الطموح.

كما ستشهد موريتانيا تغييرا جذريا في خرائطها السياسية التي هيمنت على الواجهة طويلا وصنعت صورة سلبية عن الوطن.
هناك أجيال ستضطر لتواريها عن الواجهة وهناك كشكول سياسي كان جزء من عقد الوطن المزمنة لابد أن تطوى صفحته ؛ فالرهان على موريتانيا آمنة ومستقرة ومتجهة للتنمية ولاشيء غيرها رهان يتعزز بهدوء في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ؛ وعلينا أن نلتف حوله جميعا ليتمكن من تحقيق إصلاح سياسي وإداري واقتصادي لا خيار إلاهو مهما كانت التحديات .

 

* عبد الله ولد بونا

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button