الثوار يتهمون سكان قرية ليبية بانهم من اصول موريتانية بعد رفضهم الانصياع لأوامرهم
تُلقي معركة وقعت الأسبوع الماضي قرب مدينة الزنتان التي يسيطر عليها الثوار الليبيون، الضوء على ما يمكن أن يحمله المستقبل لليبيا أكثر مما يحمل الحاضر. فما بدأ على أساس أنه عملية من الثوار لقطع الطريق الذي تستخدمه القوات الموالية للعقيد معمر القذافي انتهى بقتال أوقع ستة قتلى من الثوار وأكثر من 30 جريحاً.
الثوار، ووفق روايتهم للحادثة، لم يقاتلوا فقط قوات القذافي بل أيضاً سكان بلدة الرياينة المؤيدة للقذافي والتي هاجموها بهدف قطع الطريق.
هؤلاء هم الجيران الذين عليهم أن يعيشوا جنباً إلى جنب متى ما انتهى النزاع الحالي. وإذا لم يتمكنوا من ذلك فقد تتحول الثورة ضد حكم القذافي إلى حرب قبلية.
وقال شاب من الثوار متحدثاً عن معركة الرياينة: «لا أحد يحب ما حصل بالأمس». وأضاف: «القذافي يحاول أن يجعلنا نتقاتل ضد بعضنا».
ولا تحمل معركة الرياينة التي تبعد 15 كلم شرق الزنتان، أي مؤشر إلى من سيحسم النزاع الحالي، لكنها يمكن أن تشير إلى متاعب مقبلة.
ويرى الثوار في الزنتان، معقل الثورة في منطقة الجبل الغربي، أن الرياينة وبعض المدن والبلدات الأخرى القريبة منها تؤيد القذافي الذي تنتشر قواته في وسطها وتقصف من هناك مواقع المعارضين.
ويقف العقيد في الثوار طارق زانبو في بلدة كابو البربرية عند الطرف الغربي في نهاية الجبل الغربي ويشير إلى بلدة تقع في السهل الصحراوي حيث تتمركز قوات القذافي. ويقول إن سكان هذه البلدة اصولهم من موريتانيا والجزائر وجاءت بهم حكومة القذافي كي يقطنوا هناك. ويتابع: «أعطاهم القذافي منازل ودعمهم كي يتحكّموا فينا … إنهم ليسوا ليبيين أصلييين». ويثير مثل هذه الأوضاع بين مؤيدي القذافي ومعارضيه مخاوف من عمليات انتقام قد تحصل بين الطرفين.
ويؤكد العقيد مختار ميلاد القائد العسكري للثوار في قطاع الزنتان والمنطقة المحيطة بها أنه «لم تكن هناك أي خطط لمهاجمة المدنيين من تلك القبيلة»، في إشارة إلى القبيلة المؤيدة للقذافي في الرياينة.