صحيفة مغربية : لماذا موريتانيا الرسمية ترد على تصريحات الريسوني.. وتتجنب الرد على تصريحات مسيئة إليها تصدر عن الجزائر والبوليساريو ؟
أنباء انفو- يبدو أن رد حكومة موريتانيا على تصريحات رئيس اتحاد علماء المسلمين الدكتور أحمد الريسوني، المتعلقة بتاريخ ارتباط موريتانيا بالمغرب ، أغضب بعض النخب فى الجارة الشمالية المملكة المغربية .
غضب عبر عنه بوضوح كاتب مقال فى الصحيفة المغربية “يابلادي” النسخة الفرنسية تحت عنوانا “موريتانيا تدين خروج الريسوني لكنها تلتزم الصمت في وجه تبون وغالي”.
استغربت الصحيفة موجة التنديد في موريتانيا المنتقدة لتصريحات أحمد الريسوني ، مقابل صمتهم اتجاه تصريحات مسيئة صدرت فى وقت سابق عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، وصف فيها بلدهم بالجار الضعيف الهزيل ، وكذلك صمتهم على التصريحات المتكررة المعادية التى تصدر بين الفينة والأخرى ، عن زعيم البوليساريو براهيم غالي.
قال الريسوني ، إن “وجود موريتانيا خطأ ”، قول، أدانته إلى جانب الحكومة الموريتانية ، الأحزاب السياسية الموريتانية ، ذات الميول الأيديولوجية المختلفة ، والمنظمات الدينية والمهنية .
يتتناقض تحرك الحكومة وبعض الأحزاب فى موريتانيا تمامًا -حسب الصحيفة- مع صمتهم في مواجهة تصريحات الرئيس الجزائري بشأن بلادهم والتهديدات التي أطلقها الأمين العام لجبهة البوليساريو ضد بلدهم .
الصحيفة المغربية ذَكَّرت حكومة موريتانيا بحديث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع رئيس الدبلوماسية الأمريكية أنطوني بلينكين ولعنته على الجغرافيا التى تربطهم بدول مثل موريتانيا والمغرب وقال : “نحن فى الجزائر محاطون بدول لا تشبهنا كثيراً باستثناء تونس ” وأضاف ، “كل حدودنا مشتعلة وحتى موريتانيا ليست بهذه القوة “للدفاع عن أمنها” .
تصريحات-حسب الصحيفة- تشكل اعتداء على سيادة دولة موريتانيا ،” لكنها مرت دون أن تلحظها نفس الأطراف التي تتناوب على التنديد ، هذا الأسبوع ، بخروج أحمد الريسوني”.
كما سجل صمت مشابه داخل موريتانيا-حسب الصحيفة- لما هدد زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، موريتانيا وقال أمام وفد موريتاني حضر فى شهر ديسمبر2019 إلى تيفاريتي للمشاركة فى فعالية صحراوية إن “موريتانيا ستكون أول من يتأثر بأي توتر بين المغرب وجبهة البوليساريو بسبب طول حدودها مع الجمهورية الصحراوية”على حد قوله ،
عدم وجود رد فعل من موريتانيا-حسب الصحيفة – هو ماشجع البوليساريو على حصار عناصرها لمعبر الكركرا فى أكتوبر 2020 ولم تتحرك حكومة انواكشوط أنذاك لردع البوليساريو أو إقناعها بالتراجع عن حصار اقتصادي معلن ضد الشعب الموريتاني.
وحسب الصحيفة، لم يتوقف الإعتداء على سيادة موريتانيا من طرف البوليساريو عند ذلك الحد بل تواصل لما صرح رئيس أمانة التنظيم السياسي في الجبهة في أكتوبر 2021 ، قائلا إن نقل البضائع عبر الكركرات نحو أسواق موريتانيا وغرب إفريقيا هو بمثابة ” نهب حقيقي لموارد الصحراء الغربية”.
وأشار مسؤول البوليساريو إلى أن موريتانيا التى تسمح بدخول الشاحنات من المملكة المغربية عبر الكركرات ، “تنتهك قانون الاتحاد الأفريقي وتتجاهل وجود اتفاقيات ومعاهدات تنظم مثل هذه المعاملات” .
لم يصدر تعليق من موريتانيا على كل التصريحات الصادرة عن الجزائر والبوليساريو لكن لما صرح أحمد الريسوني، الذى لايحمل لقبا رسميا في المغرب، قامت الدنيا ولم تقعد فى موريتانيا.
لم تثر تصريحات عبد المجيد تبون وإبراهيم غالي ضد موريتانيا ، أي ردود فعل تذكر داخل موريتانيا علما أنهما -تقول الصحيفة- شخصان يحملان ألقابا رسمية : الأول رئيس جمهورية والآخر رئيس حركة انفصالية مسلحة.
المتحدث باسم الحكومة فى موريتانيا وفي تصريحات للصحافة ، علق على زيارة قام بها فى شهر مايو الماضي وفد من المحامين الموريتانيين إلى مدينة العيون والداخلة جنوب المغرب ، بأن تلك الزيارة “لا تمثل موقف حكومة موريتانيا من قضية الصحراء الغربية”.
فلماذا -تقول الصحيفة- لم يقل الناطق باسم حكومة موريتانيا إن تصريح أحمد الريسوني عن وجود الدولة الموريتانية، لا تمثل وجهة نظر رسمية فى المغرب وان ليس من حقه فى ذلك الموقع الحكومي الرد عليها.