موسم القيطنة …. ولاية آدرار في الواجهة من جديد
ما هي إلا أيام معدودة وتغلق المدارس أبوابها،وتصبح نواكشوط وغيرها من المدن الكبرى علي استعداد لتوديع الكثير من سكانها نحو ربوع الداخل في موريتانيا الاعماق ،بحثا عن الراحة والاستجمام وهدوء البال من صخب المدينة ونمط حياتها اليومي الموغل في الروتين والاستهلاك المفرط.
ولعل موسم “الكيطنة”في آدرار من الوجهات الجميلة للعديد من الناس في فترة العطلة الصيفية،فتحت قمرها الناعس فوق الجبال ،وبين واحاتها الخضراء ومياهها العذبة،ما يبدل من دورة الحياة في فضاء رحب يجسد قيم الأصالة والسياحة التراثية والارتباط بالأرض،بعيدا عن لغة المدينة اليوم ،
فهناك في تلك الوديان لا يوجد إلا قمر الكيطنة يرسل بهجته نحو الجميع،ويدعوهم إلى التأمل والتفكير والحوار الهادئ مع الكون والحياة والإنسان،فلا مهرجانات للأغلبية ولا مسيرات للمعارضة،لا شيئ إلا التمر والمرق وقطعان حيوانات أليفة تروح وتغدو بين السفوح والوهاد،وعندما تنطفئ شعلة الشمس في أحضان الأصيل،يبدأ قمر الكيطنة في كهربة مشاعر الجميع ،فتتوهج قرائح الشعراء ،ويسعد الأطفال بحكايات الأمهات،ويلهو الكبار بشريط الذكريات وهم يسترجعون محطات من العمر كانت غابرة في طيات الزمن الهارب من القرية،إنها رحلة الصيف التي لابد منها وإن طال السفر إلى قمة الجبل وواحاته الغناء،حيث وحده قمر الكيطنة،هو قنديل الدنيا الذي يغني لعودة الهديل ،ورائحة السيل في البطحاء العذراء،هناك عند تلك الشجرة المباركة تبدأ أهازيج المحبة ونشوة اللقاء في موسم أشبه بما يكون بموسم الهجرة إلى الشمال.
أنباء انفو- اوجفت -آدرار