مقالات

سيدي الرئيس.. هم العدو فاحذرهم “2”.. إن تمهلم فإن الله لن يهملهم

تحدثت سابقا في مقالتي ” سيدي الرئيس.. هم العدو فاحذرهم “1” المنشورة بتاريخ 29.03.2011 عن مدى خطورة حاشية الرئيس وامتدادهم المتمثل في رأس الحكومة ورجالاته من أحجار الشطرنج “الوزراء المتوزّرون”، وكيف أنهم أضحوا تنظيما متكاملا شكّل دائرة عزلت الصوت والصورة تماما عن الرئيس. فهم من وقفوا بكل وقاحة وجرأة بينه وبين أغلبيّته.. وهم من أمّن الظروف الملائمة لفلول المعارضة من “الداداهيين” للمّ شتاتهم واستعادة حناجرهم المتغنية دائما بإسطوانة معنا او ضدنا المشروخة.. وهم من كسر هيبة وقدسية مؤسسة الرئاسة لأول مرة منذ تأسيس الجمهورية لتُختزل الدولة ومرافقها الحيوية ودوائرها الحكومية في الباحة المقابلة للقصر الرمادي.. إيمانا من أولئك الضعاف بأن يد المسئول التي رمت بمظالمهم عرض الحائط منشغلة في لم سحت المال العام، تقابلها يد هي أنظف وأحن وأجود.. خلف تلك الأسوار.

أوضحت عدة أمور لن أبتدع جديدا عدى التذكير بها وربطها بالمشهد السياسي في البلد.. اليوم. كيف أن ذلك التنظيم المافيوي استطاع وبكل أريحية أن يعض على مفاصل الدولة ويبث سمّه القوي في عروق كل ما هو وطني صميم محب لهذا الشعب وفي قلبه إيمان بشخص محمد ولد عبد العزيز. إذا اعتمدوا على نظرية شديدة الدهاء والفاعلية وهي عزل الرئيس عن محبيه من شعبه وأغلبيته، وتم ذلك على عدة محاور.. فبدأً من البائد غير المأسوف عليه “شياخ ولد اعلي” رأس الأفعى على مستوى رئاسة الجمهورية وصولا لأصغر مكتتب في لجان الإحصاء “الإسكاني”.. قاموا بعد أن دبّروا أمرهم ليلا بالاستيلاء والتمثيل بصورة الرئيس في أعين شعبه المغلوب على أمره. أخذت أغلبية الرئيس تتطاير كذرات الرمال من يد الرجل وهو يجهل أو يخيّل إليه من سحرهم أنهم لا يبرحون أمكنتهم.. ملّوا وشبِعوا إهانات وعدم تقدير ممن يُفترض أنهم “سدنة” الرئيس المكلفون برعاية ضيوفه من أغلبيته التي راهن عليها يوما وكسب الرهان.. هاهم يسيئون صنعا. شوّهوا بكل الطرق الممكنة برنامج الرئيس المنادي بالقضاء على ظاهرة السكن العشوائي وحق كل مواطن في التملك.. هم يعلمون مدى حساسية ذلك الملف فحرصوا على حرقه بكل ما يتصوره العقل ولا يتصوره من فساد وظلم وتجبر على الضعاف.. لماذا؟ لكي يرفع الفقير عينيه في السماء مندهشا من السبب الذي آمن لأجله يوما بمحمد ولد عبد العزيز.. ” اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخلو لكم وجه أبيكم”، وغيره وغيره من صور التشوهات الوضعية المقصودة لا محالة من أجل قتل ما في قلوبنا من إيمان بذلك الرجل.

ذكرت سابقا كيف أنني مررت بأشد حالات الاستغراب وأنا أشاهد رأس الحكومة وأخوته يقفون مكتوفي الألسن والأنامل أمام ما يتعرض له السيد الرئيس من هجمات شرسة من طرف المعارضة الهرمة.. سكون هو أشبه ما يكون بخشوع واعتجاب بهجمات رفقاء الأمس الذين بيّنتُ كيف أن السيد الوزير الأول لم ينطق ولو بكلمة مدافعا بها عن وليّ نعمته ومنتشله من غياهب الجب.. بل ولم يعلن إلى حدّ الساعة ارتداده عن المذهب “التكتلي الداداهي”.. بل على العكس تماما فهم أي رجالات المعارضة لم نسجل لهم على مدار 3 سنوات أي انتقاد للسيد الوزير الأول.. ولا نستسقي من ذلك إلى كونه رضا وامتنان للابن البار. لم لا وهو الذي وظف أبنائهم وإخوانهم وأبناء أخواتهم ورعى تجارتهم التي باتوا لا يخشون كسادها. .. مضحكٌ كيف أن من يشكّك ويحارب النظام ليل نهار هو أكثر استفادة من الدولة ممن هو ظاهرا وباطنا معك سيدي الرئيس؟؟

عجزت عن تجاوز الجانب القبليّ والجهوي للرّجل.. فبتأكيد مؤامراته كلها تصب في مصلحة وزن قبلي سيساومك به يوما ما سيدي الرئيس.. يوما ما. فأنا عندما تحدثت عن أوجه إضعاف رئيس الجمهورية وتشويه صورته.. فإن ذلك كان بالتأكيد من أجل إبراز وتقوية شخص الوزير الأول على مستوى جهةٍ من أقوى الجهات الوطنية على مستوى التعداد السكاني الذي هو الفيصل في أيّ انتخابات.. وبالتالي وبعملية حسابية بسيطة أيّ استمرارٍ لك سيدي الرئيس. أغضضت الطرف وصرفت العين عن التغلغل الملاحظ لأبناء جهته وقبيلته في مفاصل الدولة.. سمّ ما شئت وأينما يمّمت فله من له هناك.. بالطبع خيركم خيركم لأهله كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم.. لكن على حساب من ولمصلحة من؟؟

لماذا عليّ ألاّ أتعجب عندما يخرج علينا المرتزق راعي المرتزقة صاحب المرتزقة “ولد الإمام الشافعي” يكيل الشتائم والاتهامات وينفث سمومه يمنةٌ ويسرى ضاربا عرض الحائط بكل مبدأ أو إحساس بالمسؤولية.. ونحن نعلم كل العلم أنه مستعد لبيع الوطن مرات ومرات بلى أسفٍ وبلا أن ترتجف منه فريصة.. أرأيت سيدي الرئيس؟؟ ألم يتوجّب عليه أن يخجل من نفسه وهو الذي مكّنهم من أمننا ومن قضائنا..ومن إداراتنا الحيوية وملأ منهم أركان مبنى الوزارة الأولى.. سيدي الرئيس، من مأمنه يؤتى الحذر ويا ريت يعقوب لم يأمنهم على يوسف.. وددت لو جالستهم في خيالي لأطلع على خبايا علاقاتهم، وأتعلم درسا في الخيانة علني أحسن حمد الله على نعمة الاعتراف بالجميل وأسجد شكرا لله أن طهر قلبي من الخيانة وكرّهني فيها.. من أنت وما وزنك لتلقي الاتهامات الباطلة وتكيل الجمل الجارحة في حق رجل أعطى البلد الكثير من حبه ووقته.. في الوقت الذي كنت أنت تشعل الفتن هنا وتذكي الصراعات هناك.. من أجل دولارات نجسة ملطخة بدماء الأبرياء وعفنة بروائح المخدرات.. من أنت كي تتطاول على من حلم يوما بموريتانيا متقدمة ومزدهرة فيما كنت تدبر السوء والمكر بنا وبوطننا.. أيها الشافعي خسر البيع.. خسر البيع. لازال أمامك الكثير والكثير لتكون أهلا لانتقاد محمد ولد عبد العزيز.

هذه دعوة مُلحّة لجلد الذات.. فكما يقال، لكل جواد كبوة وما تأخر حدوثه هو أفضل كثيرا مما لم يحصل أبدا.. هذه دعوة موضوعية لعزل هذه الحكومة العاجزة حتى عن إنكار المنكر والذود عنك.. وكما قيل.. أقل الإيمان إنكار المنكر ولو بالنية.. لكنّ المنكر أقوى وأشد من شجبه واستنكاره فقط.. بل وجب الاجتثاث والآن.. طهّر حاشيتك الأقربين.. غربل جهازنا الأمني الذي فقد أي تواصلٍ له مع الشارع.. أعد التفكير في السياسات القصيرة والطويلة المدى للدولة.. واحرص على اختيار الأنسب للمكان المناسب.. سيدي الرئيس، هل يعقل أن نجد قطاعاتنا الوزارية عاجزة عن أي انجاز متواضع على مدار أكثر من سنة؟ هل من المنطق أن تختزل دولة مؤسسات محترمة في انجازات قطاع الصحة فقط؟؟ وأن يقف الوزير بالأمس إمام النواب مفتخرا بما قد تم انجازه على يد الوزير سلفه السابق؟؟هل وصلنا من الانحدار والعجز أن نبكي أطلال ما أنجز بالأمس؟؟ كيف بلغ الجهل بوزير أن ينتقد قطاعه أمام نواب المعارضة بل وأن يصف قطاع الصحة بالمريض؟؟ هل جلد الذات مسبقا وطمر الرأس في التراب هما أسلوبين جديدين لتفادي لدغات دبابير المعارضة؟؟

سيدي الرئيس، لدينا عديد المؤاخذ عليكم.. ليس منها ما يرتبط بشخصكم لكن جلها ينصبّ في أنكم لم توفَّقوا في اختيار رجالات أكفّاء يكونون لكم سندا بعد الله في مسيرة التنمية والتقدم، بل وعلى العكس أخذتم مؤخرا في التخلي عما جاد الله به عليكم من خيرة أبناء الوطن والسبب لا زال مجهولا والمصائب سيدي الرئيس آخذة في التزايد ومقيدة دائما ضد “مجهول”. أنتم ونحن تعاهدنا على النصرة في السراء والضراء.. نحتسب إقالة مدير ديوانكم خطوة في الطريق الصحيح، لكن مازال الكثير يا رئيس الفقراء. أقيلوها .. أريحوا البلاد والعباد من شرها.. إنكم سيدي الرئيس إن تمهلوها فإن الله من فوق سمائه السابعة لن يهملها ولن يمهلكم.

الزبير ولد سيدي محمد
ناشط في حركة شباب 25 فبراير
14 – 06 – 2011

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button