أخبار

رئيس حزب الفضيلة عثمان أبو المعالي يحاضر في الشارقة ….قوة اللغة من قوة أهلها

ضمن نشاطاته الثقافية الأسبوعية، شهد النادي الثقافي العربي بالشارقة، مساء الثلاثاء 14/ 6/ 2011، محاضرة بعنوان “أخطاء الكتابة العربية: جبرٌ أم اختيار؟!”، ألقاها الدكتور/ عثمان أبو المعالي، وحضرها جمع من المثقفين والمهتمين.
في تقديمه للمحاضرة، تناول الباحث والإعلامي محمد الأمين محمد المختار، أهمية اكتشاف نظام الكتابة، باعتبارها الوسيلة التي أعانت الأمم على تدوين علومها ونقل تجاربها، وقال إن الهدف الأساسي من الكتابة هو نقل اللغة المنطوقة إلى رموز مقروءة، مع محاولة التطابق بينهما ما أمكن، وقد ظل التحدي ماثلاً لجميع اللغات في أن تصل كتابتها إلى تمثيل كامل لألفاظها، ولم تكن اللغة العربية بمنأى عن تلك الإشكالات، حيث يتميز نظامها الكتابي بما يصفه البعض بالأخطاء فيما يصفه آخرون بأنه اصطلاحات لها تفسيراتها المنطقية، بل قد تكون حسنات ومميزات، وذلك من قبيل كتابة أحرف لا تنطق، ونطق أحرف لا تكتب، وعدم كتابة الحركات، واختلاف رسم الحرف باختلاف موضعه.. إلخ، وتلك هي الإشكالات المطروحة للنقاش في هذه المحاضرة. كما عرَّف بالمحاضر واصفاً إياه بأنه خير من يتناول هذا الموضوع، لما له من عطاء معرفي غزير وخبرة كبيرة في علوم اللغة العربية.
بدوره بدأ المحاضر حديثه بتقديم نبذةٍ عن النظريات المختلفة في نشأة اللغات، وعن نشأة رموز الكتابة، قبل أن يقسم الكتابة العربية أو الرسم العربي إلى ثلاثة أقسام لكل منها خصائصه ومميزاته، وهي: الرسم العثماني (نسبةً إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه) الذي رسمت به المصاحف في عهد الصحابة الكرام، والرسم القياسي أو الإملائي الذي جرى عليه اصطلاح الكتاب والخطاطين، والرسم العروضي الذي يقصد به تقطيع الشعر لمعرفة أوزانه، وهذا الأخير هو الذي يمثل الكلام المنطوق بدقة كاملة.
أما بخصوص الرسم العثماني فهو مخصص لكتابة المصاحف الشريفة، حيث اتفق معظم العلماء على وجوب الالتزام به في كتابتها، سدًّا لذريعة التلاعب بكتاب الله تعالى، مع إضافاتٍ توضيحية عرفت باسم (ضبط المصحف). وهناك نظريات عديدة في تفسير ظواهر هذا الرسم، منها نظرية ابن خلدون والباقلاني اللذين اعتبرا أن تلك المظاهر مجرد انعكاس لبدائية نظام الكتابة العربية حينها، أما الجمهور فرأوا أنها ظواهر مقصودة من لدن كتاب المصاحف، وفيها حكم وأسرار يدركها أهل الاختصاص، ولعل أبرزها محاولة تمثيل جميع القراءات القرآنية في رسم موحد.
وبخصوص الرسم القياسي أو الإملاء العادي، فإن قاعدته العامة هي أن تكتب الكلمة على تقدير الابتداء بها والوقف عليه، ولذلك تكتب همزة الوصل رغم سقوطها في درج الكلام، ويكتب تنوين النصب ألفاً لأنه يوقف عليه بالألف.. إلخ، أما الظواهر المخالفة للمألوف في الرسم الإملائي، فلها أيضا تفسيراتها اللغوية والصرفية، وساق المحاضر العديد من الأمثلة على ذلك، ومنها: كلمة (عمْرو) التي ترسم بواو زائدة غير منطوقة، والهدف هو تمييزها عن (عُمَر)، ولذلك لا تكتب تلك الواو في حال النصب لأن الأخيرة لا تنون، ومنها كلمة (مائة) التي تكتب بألف زائدة، والهدف هو تجنب التصحيف، خوفاً من التباسها بكلمة (منه) مثلاً.
وتطرق المحاضر إلى ظاهرة الضعف اللغوي لدى الجيل المعاصر، معللاً ذلك بالنظرية الخلدونية في أن قوة اللغة من قوة أهلها وضعفها من ضعفهم.
وفي الختام قدم المحاضر اقتراحاً لمعالجة الظواهر المذكورة في الرسم الإملائي، مقتبساً من (ضبط المصحف) الذي ذكر سابقاً، وذلك بوضع رموز إضافية تميز الأحرف الزائدة حتى لا تقرأ، ورموزٍ تعوض الأحرف الناقصة أيضا.
وبعد ختام المحاضرة تم تكريم كل من المحاضر والمقدم بشهادتي تقدير من النادي.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button