ليتك تقولها يا بيرام لتعرف من أنت *
– قلها يا بيرام لتدرك في أقل من مرمَى صرخة، أنك أصغر بكثير و أجبن بكثير و أحقر بكثير ، من أن تؤذي أي نملة في هذا البلد..
– قلها يا بيرام و اركب لها أعز خيلك و أخطر عدتك ، لتفهم أنك أهون شأنا من أي بعوضة في هذا البلد..
– قلها يا بيرام لتفهم (و آن لك أن تفهمها)، أن صراخك هو دليل ضعفك و أن صمت غيرك هو دليل ثقتهم في هوان شأنك..
قل لهم أن يضربوا الشرطة لترى من سيضرب .. أن يضرموا النيران في الدرك لترى من سيحترق .. أن ينسفوا الحياة على أرضنا ، لترتوي من كأس سهولة نهايتك و هوانك ..
– لا تحتاج وزارة الداخلية اليوم إلى أي قرار فوقي لرمي بيرام في السجن ، مع كل التجاوزات الممكنة..
– لا تحتاج إدارة الأمن اليوم للبحث عن أي مبرر، لإفهام بيرام أن ما يتبجح به من قوة أهون من بيت العنكبوت ..
– لا يحتاج البرلمان الموريتاني اليوم إلى قرار سياسي لمنع بيرام من دخول قبته و لن يكون لأي برلماني يقبل الجلوس معه بعد اليوم ، أي حق علينا ..
– لا يحتاج القضاء الموريتاني اليوم، إلى مسطرة و لا ترتيبات لتجريم تهديدات بيرام الإجرامية ، المباشرة و معاقبة تبجحه مستهتر الغرور..
لقد وقع بيرام اليوم في فخ جهله و حماقته و أوصل تعامل النظام معه إلى طريق مسدود بلا مخرج و لا تراجع و لا علاج ؛ أن يُعاقَبَ بيرام أقصى عقوبة أو تسقط هيبة الدولة بما يفضي حتما إلى فوضى بلا قاع.
لقد تجاوز هذا المعتوه كل الخطوط الحمراء و كل حدود اللباقة في اعتدائه بالضرب على مواطنين لم يرتكبوا في حقه أكثر من رأي يشهد بصحته الجميع و في تحدي السلطة و المجتمع بتهديد قوَى الأمن بإعلان حرب كامل الأركان ، لم يراعي فيه وازعا دينيا و لا أخلاقيا و لا وطنيا ..
على السلطات اليوم أن تثبت أن بيرام يتمتع بقواه العقلية و مكانه السجن أو لا يتمتع بها و مكانه مستشفى الأعصاب ..
آن لفوضى بيرام أن تنتهي ..
آن له أن يفهم أنه أسوأ من يدافع عن أي قيم إنسانية..
آن له أن يتذكر أنه أجهل و أسخف و أحقر و أتفه من أن يحمل رسالة أي شعب أو يدافع عن كرامته و هو من يعرف ضعف نفسه أمام إكراهات النضال و إغراءات الترف..
آن لفوضى بيرام أن تنتهي ..
آن للجميع أن يفهموا أنه أسوأ من يدافع عن أي قيم إنسانية.. أن يدركوا أنه أكذب من يتشدق بالحرية و الديمقراطية .. أنه أحقر من اعتلى منبرا في تاريخ البشرية ..
آن له أن يتذكر أن من صنعوه و مولوه و وجهوه و سلطوه و رشحوه، قادرون في أي لحظة أن يحرقوه ..
آن لبيرام أن يدرك أنه أصغر بكثير من هذه اللعبة و أجبن بكثير من خوض غمارها و أكذب بكثير من أن يستحق وفاء رجالها ..
آن لبيرام أن يكاشف نفسه بحقيقته ليتذكر أنه أكثر من يفتقر إلى أخلاق الأبطال .. إلى سلوك الزعماء .. إلى وفاء الرفاق ..
و إذا كان التهديد سلوك الجبناء فإن بيرام هو الدليل الأوضح و المثل الأصدق ، لمن لا يفهمون غير المرئي الملموس..
* سيدي علي بلعمش