أخبارأخبار عاجلةعربيمقالات

من يضرب النظام الموريتاني على رأسه ؟ *

أنباء انفو- الإعلان المتداول منذ أيام حول خرجة إعلامية لولد عبد العزيز بتاريخ 2022/10/02 في بوردو ، أمام الجالية في فرنسا و “أصدقاء موريتانيا” ، يحتاج إلى وقفة نبش و تفسير :
– ليس في فرنسا جالية موريتانية مستعدة لتضييع وقتها في الجلوس مع ولد عبد العزيز و الاستماع إلى أكاذيبه السخيفة ؛ من سترونهم معه في هذا العرض التمثيلي، هم وكلاء أعماله في أوروبا و غلمان مهامه القذرة و كتائب تهريب تكبير المزروعة في كل مكان.

 

 

– أما جمعية “أصدقاء موريتانيا” فليست سوى النسخة الجديدة من فرانس آفريك ، المكلفة ببقاء الدول الإفريقية تحت نير الاستعمار الفرنسي عن طريق الانقلابات العسكرية و الحروب الأهلية و البينية و تزوير الانتخابات و نهب ثروات القارة على أيادي حكامها بتغطية فرنسية مدفوعة الثمن.

في مارس 2018 , تم تأسيس جمعية “أصدقاء موريتانيا” في باريس ، على يد المحامي جمال ولد الطالب و المحامي الفرنسي إيريك ديامانتيس الذي كان يتولى مهمة الدفاع عن ولد عبد العزيز في قضية اتهامه برعاية المخدرات في المنطقة من قبل النائب الفرنسي مامير و التي تمت تسويتها بتفاهم ، يحتاج إلى نبش هو الآخر .
و تضم مجموعة “أصدقاء موريتانيا” كتيبة كاملة من أخطر العقول الفرنسية (جلهم نواب في البرلمان الفرنسي) ، برئاسة النائب الاشتراكي الفرنسي السابق ، فرانسوا لونكل و (عضو مجلس الإدارة)، إريك بيسون (وزير سابق مع نيكولا ساركوزي) و جان لوي بروجيير (قاضي سابق ، كان مستشارا قانونيا لولد عبد العزيز في قضايا الإرهاب و الحقيقة أنه كان مُوجِّها له في قضايا الإرهاب طبقا لتعليمات المخابرات الفرنسية) و الكاتب غاستون كيلمان…

كان السقوط المدوي لفرانس آفريك كارثة على فرنسا ، بعد انهيار جبل الفضائح المرتكبة من قبل هذا الجهاز اللعين الذي دمرمت فرنسا من خلاله كل القارة الإفريقية ، طيلة أكثر من نصف قرن ، فجاءت جريمة “لا بول” لتبحث فرنسا و أعوانها (رؤساء إفريقيا الطغاة )، من خلال أكاذيب جديدة ، عن مخرج من فضائح فرانس آفريك التي لطخت وجهها الاستعماري الملطخ أصلا بدماء الجزائريين و الكامبوديين و الفيتناميين و قيادتها العالمية المعلنة ، للعداء للعروبة و الإسلام..

لم تستطع “لا بول” الإتيان ببديل لفرانس آفريك ، غير هذا الأسلوب الترقيعي هنا و هناك الذي كان نصيبنا منه جمعية “أصدقاء موريتانيا” و ما هم في الحقيقة إلا أصدقاء عزيز المتفانين اليوم في إعادته للحكم بأي طريقة بدعم رسمي من كل أجهزة التأثير الفرنسية من المخابرات العسكرية ، إلى سفارات الكي دورسي ، إلى بقايا فرانس آفريك ، إلى عمالة دول الجوار ، إلى جماعات التخريب الداخلية المؤطرة و الممولة بسخاء ، إلى وسائل الإعلام المأجورة و المكشوفة منذ ولدت (جين آفريك، آفريك إينتليجان ، فرانس 24 , RFI …).

من الواضح الآن (من خلال تحركاتهم المكشوفة) ، أن فرنسا أوعزت لأياديها القذرة في المنطقة:(بلطجية عزيز و إيرا و الإخوان و افلام و القاعدة في المغرب الإسلامي (جماعة اتفاقية المتاركة) و بعض الحركات الأزوادية) و دول الجوار، بالتحرك في وجه الانتخابات الموريتانية لتنفيذ مشروع عودة ولد عبد العزيز للحكم ؛ لا أدري كيف بالضبط ، لكن المؤكد أنه إما عن طريق تحالف “سياسي” محكم و ممول بسخاء و إما عن طريق تخريب الانتخابات و خلق جو فوضوي يرتبون من خلاله عودته بالقوة و بالضغوط الخارجية الجاهزة و المتمرسة و المتخصصة في فنيات تبرير نزع الشرعية..

و ستكون عودة ولد عبد العزيز من عاشر المستحيلات مهما حصل من معجزات و من سيئ الصدف ، لكن لا أحد يستطيع تقدير فاتورة إفشال المحاولة و لا مخلفات ارتدادات نتائجها الشيطانية..

أعرف جيدا ما سيقدمه المُستبعِدون لهذا الطرح من تفنيد و تسفيه و شطط و شيطنة ، لكن من يعرفون ما خسرته فرنسا بخسارة ولد عبد العزيز ، المستعد للبقاء في الحكم مقابل أي شروط
و المستعد أكثر لاستخدام أي أسلوب قهري لضمان استمرار حكمه الضامن لاستمرار مصالح حُماة بقائه الفرنسيين و الذين لن يعيدوه إلا بشروط ملزمة و قاسية ، متأكدين أنه لن يفكر في قساوتها مهما بلغت من بشاعة، هم وحدهم من يفهمون أن هؤلاء قادرون على التفكير في أي جريمة و مستعدون للمجازفة في خوض غمار أي معركة حتى لو كانوا مقتنعين بفشلها لأنهم في النهاية سماسرة أزمات ، سيدفع لهم عزيز و ستدفع لهم فرنسا و سيتوجون أبطالا قوميين في حالة تحقيق أهدافهم في وقت تبحث فيه فرنسا عن تجارب ناجحة لتعويض لفرانس آفريك و في وقت تنغمس فيه القوى الدولية في أزمة أوكرانيا ..

هؤلاء لا يجتمعون إلا على جريمة ، لكن نقطة ضعفهم في اعتقادهم أن الموريتانيين مجرد شعب إفريقي بدائي ، يردد “أرى باريس و أموت”..

لو كانت هذه العصابة الفرنسية جمعية أصدقاء لموريتانيا لحولت خدماتها المزعومة إلى من يأتي بعد عزيز ..
لو كان جمال ولد الطالب وفيا لنظام غزواني كما يدعي ، لاستقال من هذه الجمعية أو كشف حقيقتها للنظام..
لو كانت الجالية الموريتانية في فرنسا (التي كانت أكثر الناس معارضة لنظام همجية عزيز) ، هي من ستحضر هذا اللقاء ، لما قبل عزيز حضوره و لا المشاركة فيه:
كل هذه الأمور مكشوفة حد سخافة أصحابها ..
لكنني ما زلت في حيرة حقيقية من أمر هذا النظام!!؟
تقول غادة السمان ، متمنية بتمردها الجميل : “من يضربني على رأسي بعصا الهذيان ليومض برق الحقيقة في عينيَّ”
ترى أين لنا نحن بمن يضرب نظامنا على رأسه بجبل تزاديت ليوقظ برق الحقيقة في عينيه..!!؟.

*سيدي علي بلعمش

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button