مهلا سعادة السفير الجزائري .. موريتانيا ليست ولاية جزائرية ولن تمارس عليها وصاية خارجية *
أنباء انفو- ما دلالةُ إصداركم ياسعادة السفير الجزائري المحترم اليوم ، بيانا عريضا تُنْكرون وتنتقدون حُرِّيَّةَ بعضِ الصحفيين الموريتانيين في التعبيرِ عن رأيٍ أو مَوقفٍ سياسي؟.
أوَيُـخَيَّلُ إليكم أن موريتانيا وِلايةٌ جزائريّةٌ أوِ امتدادٌ لِـمُخيَّاتِ الانفصاليين الصحراويين في لِـحمادة وتيندوفْ؟.
أمْ تُصَدِّقونَ أنّ الشناقطةَ لا يَرَوْنَ مِن الآراء السياسية إلا ما رآهُ لـهم جنرالات الجزائر، ولا يعلمون مِن العلم إلا ما علِمَهُ لهم النظام السياسي الجزائري، على نسَقِ ما تصوّرهُ الْوَاهِمُ المغرور فرعونُ ذو الأوتادِ مِن وِصايةٍ على عُقولِ الناسِ وتفكيرِهم وتصوُّراتِهم كما في المثاني:
﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى﴾[غافر 29]
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْـمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِن إِلَـهٍ غَيْرِي﴾[القصص 38]
ويعني أنَّهُ لَا يرضَى لَـهم أن يَرَوْا مِن الآراءِ إلا ما رآهُ هو لهم، ولا يرضَى لهم أن يعلموا مِن العلم إلا ما عَلِمَهُ هو لـهُم.
أتَـمنَّى على الشعبِ الجزائري الشقيق تنبيهَ مُـمَثِّلِيهِ في سفارتِهم في نواكشوط إلـى أنّ الموريتانيين أحرارٌ في التعبيرِ عن آرائهم ومواقفهم السياسية، ومنها انتقادُهم علَنا وجهرةً في كلِّ يومٍ مواقِفَ وقراراتٍ اتَّخَذَها رئيسُ الجمهوريّة ومَن معهُ من الساسة والقادة.
أتَـمَنَّـى على الشعبِ الجزائري الشقيق تذْكيرَ مُـمَثِّلِيهِ في نواكشوط بأَنَّ سفارة المملكة المغربية الشريفة في نواكشوط لَـمْ تَتَـمَلْمَلْ يومًا ولا مرَّةً واحِدَةً مِن حُرِّيَّةِ الصحافة في موريتانيا، ولَـمْ يَصْدُرْ منها بيانٌ يُنْكِرُ على بعضِ الساسة أو الإعلاميين رَأْيًا سياسيا غَيْرَ وُدِّيٍّ أو زِيَارَةَ بعضِهم مُخيَّماتِ الانفصاليين في جنوب الجزائر، بل لا تَزالُ السفارة المغربية الرزينة الهادئة تَفْتَحُ أبوابَها وتَـمْنَحُ تآشِرَها لِموريتانيين أعلنوا عَدَاءَهم الوِحدةَ المغربية احترامًا منها جوازَ السَّفَرِ الموريتاني وقوانينَ البلدِ الْمُضيف.
أدعو السفارة الجزائريّة إلى الاعتذارِ جهرة عن وَهْمِ وِصايَةٍ يتوهَّمونَها على موريتانيا.
* الحسن ولد ماديك
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسانِ العرب