كتب المفكر الراحل ولد ابّاه دفاعا عن استقلال موريتانيا : إذا قال” المغاربة “أنتم منا” فليس معناه “أنتم لنا” *

أنباء انفو- رَحلَ قبل أيام قليلة ،العلامة المفكر الموريتاني الدكتور محد المختار ولد ابّاه ، تاركا خلفه انتاجا فكريا يصعب ان تجد مثيلا له بالوطن العربي ينسب إلى رجل واحد فى العصر الحديث.

لم يكن ولد ابّاه، رجلا عاديا ، بل هو أشبه بالظاهرة التى يستحيل حصر الحديث عنها فى كتاب واحد، أحرى بمقالة فى صحيفة أو برنامج إذاعة.
لم يكن ولد ابّاه، مُلكاً للموريتانيين دون المغاربة أوالجزائرين والعرب والمسلمين عامة .
كان ولد ابّاه ، يحمل همَّ أمة.. خير أُمّة مزقتها النزاعات وشطط أصحاب الزيغ .
دافع ولد ابّاه، عن سيادة و استقلال موريتانيا وانتمائها المغاربي ، داعيا إلى إنشاء المملكة المغربية الموحدة تضم موريتانيا والمغرب والجزائر ، مثلها المملكة الإبريطانية المتحدة التى ضمت إيرلندا ودلا كبيرة أخرى.
مملكة مغربية موحدة ” تتم عن طريق التراضي والإقناع” لا بقوة السلاح.
كتب ولد ابّاه: “ليس من مصلحتنا أن تكون موريتانيا تُدار من طرف ولاة مغاربة أو أن تكون الطرق والخدمات الصحية على حساب المغرب؛ فالذي نتمناه هو نوع من الوحدة “الطوعية” “.
وأضاف “الاستعمار الفرنسي بذل كل ما له من جهد في إيهام موريتانيا أن المغرب يطمع في استعمار موريتانيا لأغراض توسعية محضة، فاقتنع المسؤولون في موريتانيا بأن المغرب أصبح دولة مستعمِرة وأن السلطات الاستعمارية الفرنسية تحولت من موقف الاستعمار المعروف إلى دولة تدافع عن حرية موريتانيا واستقلالها. ونحن نعتقد أن من السذاجة أن نقتنع أن المستعمرين تحولوا بين عشية وضحاها إلى حماة الحرية والاستقلال أو أن المغرب يُبَيّت لنا أطماعا مادية أو استعمارية، فثروات موريتانيا ليست ضرورية لتنمية المغرب، وحينما يقول لنا المغاربة “أنتم منا” فليس معناه “أنتم لنا””.
وأصر على أهمية الوحدة قائلا : “إن سياسة الانكماش والتشبث بالوطنية الضيقة يغذّي نوعا من الكبرياء الداخلي؛ ولكنه لا يخدم، على المدى البعيد، المصلحة الموريتانية، إذ إن أقصر سبيل للتنمية الخارجية لهذا البلد تكمن في تحقيق الاتحاد”.
* الشيخ أحمد أمين



