‘‘شوبيكو‘‘ .. نواب ووزراء فى موريتانيا بين السجن أو الفرار

‘‘شوبيكو‘‘ أونظام السلفة البديل عن البنوك المبتدع فى موريتانيا والذى انتشر بشكل واسع خلال الثلاث سنوات الماضية ربما شجعته الهيمنة المفرطة على المال العام من طرف شخص واحد فى البلاد هو الرئيس محمد ولد عبد العزيز، إضافة إلى انحسار الطفرة المالية التى حدثت في الأعوام العشرة الأخيرة من فترة حكم الرئيس المخلوع معاوية ولد أحمد الطائع ، وما قام به النظام الجديد من تجفيف لمعظم المداخيل المشبوهة والسهلة التى كانت سببا فى الأغتناء الفاحش لبعض المسؤولين وانتقالهم من التسيير الرشيد المعقلن إلى حياة الاسراف والقماروغيرها.
‘‘شوبيكو‘‘ أو‘‘التشبيك‘‘ مصطلح من العامية المحلية مولد من اللغة العربية ، يقصد منه وقوع المتعامل بتلك الطريقة المالية فى الشبكة كما هي فريسة الصيد.. وتقضي المعاملة ان يقدم المدين للدائن ضمانات قبل ان يسلمه المبلغ المالي الذي يرغب فى الحصول عليه نقدا ، بفائدة تكون إما ثلث المبلغ أو ربعه وهي إما ‘شيكات مصرفية ‘‘ أو عقارات محفظة ، ويكون التسديد عند نهاية كل شهر ، وفى حال عجز عن تسديد المبلغ كاملا يكون إلزاما عليه تسديد الفائدة و القبول بمضاعفتها فى الشهر القادم ان هو عجز عن التسديد ثانية وهكذا .. إلى ان يصل المبلغ أحيانا إلى رقم قياسي يفوق قدرة المدين ويتجاوز باضعاف الضمانات المودعة عند الدائن.. عندها يتم الإنتقال إلى الفصل الأسود من المعاملة ويتم ‘‘التشبيك‘‘.
‘‘أنباء انفو‘‘ وهي تتابع ملف ‘‘شوبيكو‘‘ وجدت أن نوابا ووزراء وشخصيات سياسية موريتانية كبيرة يقعون يوميا فريسة لهذه الظاهرة و يبيعون كل مالديهم لتسديد فوائد يدروكون أنها لو تأخرت كانت القاضية., إما الفرار خارج البلاد .. أو السجن.
العشرات من أبناء الأسرالموريتانية الثرية يرقدون حاليا فى السجن المدني بدار النعيم ضحايا ‘شوبيكو‘‘، فى انتظار ان تسدد عنهم العائلة أو القبيلة ، كما أن العشرات أيضا بينهم محاسبون فى بعض المؤسسات وبعض الموظفين الكبار فى الدولة فروا إلى جهة غير معلومة تاركين زوجاتهم وأبناءهم لا أحد من الجميع يخبرك أين استقر بهم المقام .
تأثير ‘‘شوبيكو‘‘ بدأ يطال كذلك البنوك والمصارف فى البلاد التى وجدت نفسها تعيش منافسة سلبية ، ليس على مستوى الزبناء والفوائد فحسب بل أيضا ، كون معظم أباطرة ‘‘شوبيكو‘‘ لا توجد لديهم حسابات مصرفية ولا ودائع ذات قيمة فى بنوك البلاد ، وإنما يحتفظون بالسيولة النقدية فى صناديق خاصة فى بيوتهم .. ربما لتسريع المعاملة مع الزبائن خصوصا وأن أغلب المتعاملين معهم يرغب فى ان يتم كل شيئ فى الخفاء والليل يبقى الوقت المفضل عند أغلبيتهم..



