مقالات

سحقا للشامتين …./سالم ولد العربي

في خضم ماتتعرض له ليبيا المسكينة من حرب منظمة وعدوان صليبي غاشم تقوده قطر والإمارات ، وأقزام يتخذون من دين الله شعارا بإسمه يسرقون ويكذبون ويقتلون عباد الله ويفتحوا بلاد المسلمين أمام اليهود والنصارى ، في خضم كل هذه الأحداث المؤلمة والتي يجب أن تكون ساعة حداد عند كل مسلم مؤمن بالله وبالقدر خيره وشره ، فاجئنا أقزام موريتانيا من منتسبي حزب العمالة والخيانة “تواصل”بمسيراتهم المباركة لسقوط عاصمة عربية أخرى وتدميرها على رؤوس من فيها من أطفال ونساء وشيوخ ، إن ما يحدث في ليبيا هو نفسه ما حدث قبل سنوات في العراق ونفس الذين دخلوا مع الغزاة الأمريكيين عاصمة الرشيد هم نفسهم اليوم أدلاء الطائرات الصليبية التي تقتل أحرار ليبيا بإرشاد وتوجيه من جماعات “الإخوان العملاء” .

إن الذين وقفوا في مسيرات للفرح بسقوط طرابلس الصابرة هم نفسهم من فرحوا في 2003 بإحتلال العراق وهم نفسهم الذين قال شيخهم ــ غير الوقور الغلام الغلام ــ بأن شهيد الله وعريس الجنة الخالد صدام حسين المجيد ذهب لأسياده هو في روسيا ، والله يعلم أين يضع كراماته والله هو الذي أختار لصدام تلك النهاية ، وأختار لهم هم العمالة والوضاعة والإرتزاق بإسم دين الله والأكل على كل الموائد … أليس من العار أن يخرج غلمان “تواصل” في مسيرة إحتفالية برحيل القذافي ، ومرشدهم القرضاوي كان معه قبل شهرين من المؤامرة وزكاه على كل شاشات العالم تزكية هو في غنى عنها ، ألم يكن دجالهم جميل ولد ابرهيم في تسعينيات القرن الماضي ـــ أيام التشرد والتسكع ـــ من الآكلين خبز الفاتح والمترددين على ليبيا ، أليس من العار أن يخرجوا شامتين في رجل وقفوا خلفه ليأمهم بين يدي الله ناسين أن إمامة الزائر للمقيم فيها رأي وكلام ، أليس من العار أن تكون ساعة انهيار دولة عربية كانت لشهور قليلة ملاذا للملايين من العرب والمسلمين الباحثين عن لقمة العيش هي لحظة فرح وانتشاء عند هؤلاء المتاجرين بدين الله وبدماء الشهداء ودموع اليتامى والأرامل ، أليس من العار أن تكون ساعة انهيار رجل عربي كبير مهما كان خلافنا معه ومهما كان رفضنا لإستبداده واستمراراه في الحكم وقمعه لحظة عرس وانتصار عند آخرين يزعمون أن الدين يجمعهم به والعروبة ، ألا ينهى هذا الدين الذي حولوه لمؤسسة تجارية عن الشماتة ودعى للوقوف مع الأقربين وقال رسوله الكريم “أكرموا عزيز قوم ذل” ، لكن الرجل الظالم المظلوم الزعيم الواقف في وجه مشروع صهيوني مدعوم من أمراء الخليج الفارسي لن يذله الله وسيهبه شهادة تطهره وتخلده في العلياء كما وهبها لأخ له من قبل وما ذلك على الله بعزيز… وسيظل لأبد الدهر طيب الذكر خالدا في الذاكرة لايغيب ، وسيظل الأقزام والعملاء كما هم سائرين في درب الغزاة وأدلاء لركب الشر وسيقال بعد زمن أن القذافي لقي ربه شهيدا وأن الأعمال بخواتمها وأنه أستشهد على يد قوات الناتو المحتلة وأنه مات دفاعا عن أرضه ، وأن “التواصليين” بجميلهم وقبيحهم بشيخهم وغلامهم كانوا فرحين بسقوط عاصمة عربية وشامتين في رجل أكلوا من مائدته .

عندما تسقط ليبيا وترتاح أقدام الغزاة فوق أرضها الشامخة ، عندما تنهب فرنسا خيرات الفقراء الليبيين وتسومهم سوء العذاب ، عندما تتحول ليبيا لدمار وخراب على يد الجماعات المتأسلمة ، سيقف التاريخ ومعه ملايين الأرامل واليتامى والثكالي ليحاكموا الغزاة وسيكون قبلهم ومعهم وبعدهم جماعات “الإخوان العملاء” والذين كانوا في كل مرة أدلاء جحفل الإحتلال.

سيكون القرضاوي مسؤولا بين يدي الله والناس والتاريخ عن كل ليبي مات بطائرات الناتو المزودة ببترول الخليج الفارسي ، سيكون جميل ولد ابراهيم مسؤولا عن كل أسرة موريتانية طردت من مكان رزقها وعيشها ، وستظل بشاعة الجريمة تلعن الوجوه الدميمة ، والأرواح البريئة تطارد كل الذين رقصوا في شوراع انوكشوط فرحا بإزهاقها وخراب وطنها .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button