الوزير حمادي أكثر واقعية من الرئيس عزيز .. حدودنا غير مراقبة وامننا ضعيف
رغم أكثر من تصريح وفى فى أكثر من مناسبة ، يصرح الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن بلاده وهي تخوض حربا مفتوحة ضد التنظيمات المسلحة التى يطلق عليها أحيانا ‘القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي‘ أستطاعت إحكام السيطرة على جميع المنافذ الحدودية فى البلاد وتمكنت بفضل جهاز أمنها الداخلي ، تحييد مختلف أنواع الجرائم العابرة للقارات عن الداخل ، وتحولت المواجهة مع الإرهابيين من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم بعديدا عن الحدود التى بحسب ولد عبد العزيز باتت محصنة.
غير أن التقارير التى يبدو أن رئيس الدولة استأنس بها وهو يدلي بتلك التصريحات غير تلك التى كانت تصل إلى وزير خارجيته حمدى ولد حمادي الذى قال اليوم الأربعاء فى افتتاح ندوة الجزائر الأمنية ، ‘إن واقع الحال يجعل من التركيز على الأمن ضرورة ملحة في المنطقة “بسبب صعوبة مراقبة الحدود وضعف أجهزتنا الأمنية وقلة الوسائل المادية والتقنية والمصادر البشرية المتخصصة”.
وكان وزير الخارجية أكثر واقعية أيضا من رئيسه حين انتقد ضمنا السياسات الداخلية التى تتبعها حكومات دول المنطقة بما فيها موريتانيا طبعا ، وطالبها ب ‘‘وضع سياسات حكيمة وبرامج طموحة على المداءات الثلاثة البعيدة والمتوسطة والطويلة سبيلا إلى الرفع من مستوى معيشة السكان وتجاوز انعكاسات التهميش والاقصاء الاجتماعي خاصة فى أوساط الشباب الذي قد ينجر في غياب ألأفق والبطالة إلى التطرف والارهاب والجريمة المنظمة.
أما وزير خارجية النيجر محمد فقال خلال الندوة التى تحضرها القيادات الأمنية فى موريتانيا والنيجر ومالي وبوركينافاسو والجزائر المضيفة ، ان الوضع الامني في منطقة الساحل شهد تدهورا شاملا منذ اندلاع الازمة الليبية، وان المنطقة تحولت الى خزان بارود بسبب انتشار السلاح والمتفجرات.
وواضاف بازوم “ان الوضع في منطقتنا (الساحل الافريقي) شهد تدهورا شاملا منذ اجتماع قيادات اركان دول الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر في باماكو في 20 مايو الماضي”.
واضاف “الوضع تدهور بسبب الازمة الليبية التي حولت المنطقة الى مخزن بارود حقيقي بسبب انتشار السلاح والمتفجرات”.
وافتتح الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل ندوة الجزائر حول مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والتنمية في منطقة الساحل، بحضور وزراء خارجية الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، و38 وفدا من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وخبراء وممثلين من المنظمات الاقليمية.
وقال عبد القادر مساهل “ان الندوة تعد الاولى من نوعها بما أنها تجمع شركاءنا والمنظمات الاقليمية والامم المتحدة والدول المانحة”.
واكد مساهل ان تهديات الارهاب والجريمة المنظمة والفقر “تتطلب استراتيجية موحدة وتبادل المعلومات الاستخباراتية لكن ايضا وضع برامج لتنمية المناطق الاكثر عرضة لخطر الارهاب”.
واوضح وزير الخارجية النيجري أن الدليل على انتشار السلاح منذ اندلاع الازمة الليبية هو ان مصالح الامن في بلاده “ضبطت في الاشهر الماضية 500 كلغ من متفجر السامتاكس المستخدم في صناعة القنابل”.
وقال بازوم ان القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تتمركز من منطقة ادرار في مالي لكنها “تنشط في النيجر وتنفذ عمليات مذهلة”.