أخبارأخبار عاجلةمقالات

حين تزدهر صناعة باكوتي *

أنباء انفو- أسوأ ما قامت به الأنظمة التي تعاقبت على هذا البلد ، هو كان صناعة باكوتي (Pacotille) أي السلع رخيصة الثمن ..

صنعت الأنظمة التي تعاقبت على الحكم في البلد ما أصبح يعرف بصحافة البشمرگة و أحزاب الشنطة و منظمات الكرتون ..

كان الهدف من هذه الصناعة الرخيصة هو ما يعرف تجاريا بالاستجابة لمتطلبات السوق و القوة الشرائية للمواطن ، أما الهدف الحقيقي (غير المعلن طبعا) ، فكان تخم الساحة ، في حربهم على أي عمل جاد ؛ فأصبحت أكثر من مائة حزب حول “التكتل” و أكثر من مائتي جريدة حول “القلم” و أكثر من ثلاثمائة موقع حول “تقدمي” ..

و بالفعل ، أصبح ولد داداه “دگة قديمة” و روائع المرحوم حبيب محفوظ “وجبات ثقيلة حد سلسلة موريتانيد و ولد دهاه زعيم كوريا الشمالية ، المهدد لاستقرار الحياة على كل الكوكب..

انتصر الجهل و السخافة و الاستهتار و تحكمت أنظمة النهب و الاستبداد و أصبحت كل مَعَرَّةٍ فَضيلة و كل سخافة وجهة نظر ..

و مع قدوم قافلة الميلتيمديا الجنونية و حبوب الهلوسة و صالونات التجميل و انتشار المشروبات المسرطنة و حبوب البدانة القاتلة، كانت موريتانيا كاملة الجاهزية و الاستعداد لدخول عصر التفاهة و السفاهة و الانحطاط ؛ ليصبح الطَرْطور ابيرام ولد اعبيد نجما سياسيا و أمينتو منت المخطار داعية حقوقية لا يشق لها غبار و وحيد القرن زيدان أهم شخصية مؤثرة في البلد .
أصبح كل سائق تاكسي صحفيا مفوها ، ترتعد فرائس الجميع حين يتحدث و كل من فشل في كل مجالات الحياة ، سياسيا مخضرما و كل لص محتال رجل أعمال يحجز مقعده في الدرجة الأولى من كل مجلس نخبة و كل من يحفظ شطر بيت شعر شعبي ، عميد أدب وكل من عجز عن دفع فاتورة حلاقة ذقنه ، فقيها و مفتيا ، سليلَ ألف ولي ، يُوصَمُ و يُوسَمُ كلَّ من لا يهديه ثلث ماله و نصف دينه ، بالفاجر ، المنكر ، الحاسد لعباد الله ، الناكر لفضل الله عليهم ..

لو كنت وزير داخلية موريتانيا أو مدير أمنها يوم وفاة المغفور له عمار جوب ، لأمرت باعتقال الطرطور ابيرام و منت المخطار و ولد سيدي مولود و العيد ولد محمدن و كل مدراء القنوات و المواقع و الجرائد التي غطت تصريحاتهم الإجرامية .

كيف لبرلماني ، يعي مسؤولياته و يدرك خطىورة تصريحاته و معنى وظيفة برلماني و خطورة شهادته و قيمتها القانونية ، أن يطلق العنان لمزاجه المريض و يؤكد لوسائل إعلام تعسة ، تعيش على الإثارة السخيفة ، ليس من بينها من يفرق بين القانون و الجغرافيا ، أن المرحوم توفي في مركز الشرطة تحت تعذيب أفرادها ، من دون أي اعتبار لتقرير الشرطة و الطبيب الشرعي و وكيل الجمهورية ؟

– ما هي أدلة هؤلاء بأن الضحية توفي بمركز الشرطة ؟
– ما هي أدلتهم بأنه توفي تحت تعذيب الشرطة ؟
– ما هي الوسائل العلمية أو المنطقية التي استطاع هؤلاء من خلالها أن يفرقوا بين تعذيب الشرطة و تعذيب غيرهم ؟
– ما هي مصلحة هؤلاء في تحميل النظام مسؤولية وفاة الضحية ؟
– ما هي القيمة القانونية لتقرير وكيل الجمهورية و الطبيب الشرعي و تقارير الشرطة ، عند هذه العصابة؟
– ما هو الفرق بين برلماني لا يفهم ما يُلزمُه القانون و صحفي لا يفرق بين المسموح و الممنوع ؟

إذا كان جميع هؤلاء يدركون تجاوز أفعالهم ، فهذه كارثة حقيقية و إذا كانوا لا يفهمون فالمصيبة أعظم ؟

– هل يدرك هؤلاء الجهلة ، الأغبياء أنهم بمثل هذه التصرفات الطائشة وضعوا البلد على حافة بركان؟
– هل يدركوا أنهم بمثل هذه التصريحات الشيطانية ، يفقدون الأهلية القانونية إذا التمسنا لهم أحسن المخارج و يستحقون السجون حتى إذا لم نلتمس لهم أسوأها ؟

على هذا النظام أن يصحح هذا الخطأ القاتل و أن يفهم أن صناعة باكوتي هي أكبر و أخطر مصائب هذا البلد ..

على شعبنا و نخبنا المتنورة ، الوفية لهذا البلد ، أن يفرقوا بين مهمة الأمن و مهمة القضاء :
حين تجد قضيةٌ مثل هذه ، من ينفخون فيها بكل ما في نفوسهم من شرور ، بما يحولها إلى شرارة تفجير مجتمع بأكمله ، تكون مهمة الأمن إطفاء الحرائق و السيطرة على الوضع بالصدق ، بالكذب ، باللين ، بالقوة ، بالتهدئة ، بابتلاع الصدمات، بامتصاص الحماس ؛ كل وسيلة مساعدة في التهدئة تصبح مباحة أمنيًا : هذا هو الأمن لمن لا يفرقون بينه و بين القضاء.

من لا يفهمون مثل هذه الأمور و لا يدركون ضرورتها و عبقريتها و نبل مقاصدها ، ليسوا معنيين بشؤون الدولة و لا مؤهلين لاعتلاء مناصب المسؤولية فيها ، بالأحرى أن يكونوا برلمانيين مؤتمنين على أهم أركانها.

من حقنا اليوم بل من واجبنا المقدس ، أن نطالب بمعاقبة هذه الجماعة ، بسحب الثقة و عدم الأهلية و إلغاء الحصانة :
أما كان على هذه المجموعة الشريرة ، قبل إصدار أحكامها الشيطانية ، أن تتريث ولو قليلا ، حتى تسمع ما يصدر عن السلطات ، لتشكك في نزاهته أو تكذبه أو تفسره على أي وجه ؟
فقط ، يتوافدون في ساعة مبكرة على المستشفى (بترصد و إصرار لا يمكن أن نصفه بغير المنظم) و يصدرون أحكامهم الغبية ، المشبعة حقدا و خبثا ، بأن الضحية قتلته الشرطة تحت التعذيب و أنه توفي في المخفر و لم يصل المستشفى حيا ، من دون أبسط دليل ، كما لو كانوا في حل من التبرير !؟

سيكون تجاوز هذه الجريمة جريمةً في حق بلدنا و شعبنا . و بهذا نحملهم كل ما نتج عن تحريضهم و سوء نواياهم من شغب و حرائق و نهب و خسائر في الأرواح و الممتلكات ..

✔️ *و لا يسعنا هنا إلا أن نعبر عن كامل أسفنا على ما حصل من أخطاء تقديرية و تجاوزات تسهيلية و اختلالات جوهرية ، سمحت بوصول أمثال هؤلاء إلى قبة البرلمان : هذه كارثة حقيقية .

* سيدي علي بلعمش

مواضيع مشابهة

22 Comments

  1. A person necessarily lend a hand to make critically articles I would state. This is the first time I frequented your web page and thus far? I amazed with the research you made to create this actual publish amazing. Fantastic process!

  2. Hi there! I know this is kind of off-topic but I had to ask. Does building a well-established blog like yours take a massive amount work? I’m completely new to operating a blog but I do write in my diary daily. I’d like to start a blog so I can share my own experience and views online. Please let me know if you have any ideas or tips for new aspiring bloggers. Appreciate it!

  3. An impressive share! I have just forwarded this onto a coworker who had been doing a little research on this. And he in fact bought me breakfast because I discovered it for him… lol. So let me reword this…. Thank YOU for the meal!! But yeah, thanx for spending time to discuss this issue here on your web page.

  4. Hello would you mind stating which blog platform you’re working with? I’m planning to start my own blog in the near future but I’m having a tough time making a decision between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your design and style seems different then most blogs and I’m looking for something completely unique. P.S My apologies for getting off-topic but I had to ask!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button