مقالات

عدالة القضايا الصغيرة/يحي ولد اكاي /yahyalemine@yahoo.fr

لا عاقل يساند استخدام الأفراد للعنف البدني كي يعبروا عن رفضهم لما يرونهوا ظلما في حقهم مهما كانت مبررات ذلك . ولا مواطن يرضيه أن تغيب عدالة الدولة في معالجة القضايا الوطنية الكبري حتي يضطر إلي الجوء لللإنتقام لنفسه . ولعل ما تسبب في الحادث المؤسف الذي جري بين السيدين حمادي ولد حمادي وزير الخارجية و عبد القادر ولد محمد يحي المستشار الأول بالسفارة الموريتنية بتونس هو التقاعس في معالجة قضية وطنية كبري تتعلق بما تعهد به رئيس الجمهورية من قضاء علي الفساد العام وإبعاد لأهله . فلو تم تنفيذ قرار استدعاء السيد الشيخ العافية ولد محمد خونة ومساءلته عن ما نسب إليه من تجاوزات في حق المال العام ( وهي قضية كبري) لما وجدنا أنفسنا اليوم منشغلين بهذا الشجار الذي حصل بين الرجلين . وهو قضية جد صغيرة .

إن ما نخشاه هو أن يكون ولد عبد العزيز وعدالته قد فشلا في التصدي لتلك الأمور ذات الشأن الكبير والأثر الهام في حيات الناس ليتحجم دورهما في تكبير حوادث جزئية لايتعدي تأثيرها الأفراد القلائل المعنيين بها , وذلك بحجة أنها تمس هيبة الدولة ومن يمثلونها . فهيبة الدولة الحقيقية في ما تقدمه من خدمات لمواطنيها . والتعدي عليها في إفقارها وإضعافها بنهب مقدراتها وهدم اقتصادها . والإنتصار لها إنما يكون بوقفة قوية صادقة أمام مخربيها الذين كان أول من شهر بهم وتعهد بمحاربتهم هو الرئيس محمد ولد عبد العزيز نفسه .

أما الأخ الوزير حما دي فمعروف عنه الخلق والتواضع ولن يعدم من الحكمة ما يسوي به هذه المسألة دون أن يجلب منها ضررا أكبر. و لا غرابة في ذلك فهو من أحفاد العلامة الحكيم والمصلح الإجتماعي الكبير الشيخ سيد المختار الكنتي الذي كانت له أدوار تاريخية في التأليف بين القبائل وإصلاح ذات البين وجلب المنافع للناس .

وعليه فالذي تنبظي المسارعة إليه الآن هو وضع القضية في أيدي أصحاب العقل و الرشاد من الفئتين حتي ينهونها بحكمة تنعم بنتائجها جميع الأطراف المعنية بالأمر. ويتفرغ الرئيس والعدالة الموريتانية لقضايا أكبر تحتاج إلي مجهود أكبر .

نرجو الله أن يوفقهم لذلك .

مواضيع مشابهة

تعليق

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button