“ستيف جوبس” أشهر مبتكري العصر الحديث عربي الأصل
“ستيف جوبس” ليس أقل ولا أكثر من مخترع شركة أبل التي يزن رقم أعمالها، اليوم، أكثر من 350 مليار دولار أمريكي، إحدى أكبر شركات العالم والتاريخ على الإطلاق. ويكفيه أن كل جرائد العالم، الصغيرة منها والكبيرة، أعلنت نبأ وفاته، كما تعلن عن كارثة كونية. ولم يحدث، من قبل، أن تسابق زعماء القوى العظمى في اختيار الكلمات المناسبة للتعبير عن أساهم لوفاة هذا العبقري الفريد من نوعه، الذي ساهم في تغيير وجه العالم.
ولد ستيف جوبس بسانفرنسيسكو في الرابع والعشرين من شهر فيفري 1955، من أم سويسرية الأصل وأب سوري يسمى عبد الفتاح جندالي، أستاذ في العلوم السياسية. وتبنته، بعد ذلك عائلة أمريكية جوبس من كاليفورنيا. ولستيف أخت من أبويه البيولوجيين هي الكاتبة الأمريكو- سورية الشهيرة مونا سيمبسون، والتي لم يقدر لها أن تتعرف على أخيها إلا سنوات طويلة بعد ذلك. وقد قامت بإهداء أولى رواياتها “إلى أمها جووان وأخيها ستيف”. ولم تتكلم المصادر كثيرا عن أصوله العربية ولا اهتمت بعلاقته بوالديه الحقيقيين، إلى درجة جعلتنا لا نعرف عنها شيئا أو تكاد. وكل ما استطعنا العثور عليه أن أبيه حاول مرارا الإتصال بابنه من خلال رسائل بعث له بها وبخاصة بمناسبة عيد ميلاده، متمنيا ملاقاته “ولو لشرب فنجان من القهوة”، ولكنه لم يتلق أي جواب. ويعلق أحدهم على ذلك: أن قضية انفصاله عن والديه الأصليين يبقى أمرا غامضا. وما روي من أن والديه لم يكونا متزوجين، بشكل رسمي، وكان شابين يوم ولادته (كان عمر أبيه 23 سنة)، ولذلك اضطرا إلى التخلي عن تربيته، لا تفسر كل شيء. وتقول بعض المصادر: إن ستيف جوبس اكتشف أصوله العربية سنوات طويلة بعد ذلك، ولكن هذه المصادر تتوقف عند هذا الاكتشاف ولا تتكلم عن مصير أبويه. وتقول إن الصفحة الخاصة بأبيه في موسوعة ويكيبيدا قد حذفت يوم 28 مارس 2008، بعد ثلاثة أسابيع من نشرها.
وبطبيعة الحال فإن الأمر لا يتوقف فقط بعودة ابن إلى أحضان والديه، ولكن يتجاوز ذلك إلى الآثار المترتبة عن اعتراف ملياردير في حجم ستيف جوبس بأبويه البيولوجيين في مسألة الميراث.
ومهما يكن من أمر فقد كان لهذا النسب العربي تأثير، خفي، في شخصية ستيف طول حياته من خلال اهتمامه بالفلسفات الشرقية. بل إنه بقي شرقي الروح إلى آخر أيام حياته. ومن الأشياء التي قرأناها على شبكة الأنترنيت أن زائريه في بيته يدهشون لكثرة الصور واللوحات عن مدينة دمشق السورية. وهناك أيضا جانب آخر، أكثر غموضا، ويتعلق باهتمام جوبس بالهند. وإذا كان الكثيرون يرجعون ذلك إلى علاقته بعالم الهيبي، ذلك العالم البوهيمي الذي لا يعرف له حدود، فالأقرب إلى الصحة هو أنه كان يرى في الهند البلد الأكثر تمثيلا لروح الشرق. وهنا أيضا لا تتكلم المصادر كثيرا عما فعله جوبس في الهند وما لم يفعله، ولا عن سبب عودته إلى عالم الإلكترونيك والحاسوب مرة أخرى. وعلى الرغم من ذلك لم ينقطع ما بينه وبين هذا البلد من حميمية، فقد عاد إليه ليدشن مركز آبل في الهند. والكثيرون كانوا يعتقدون أنه كان ينوي العودة نهائيا إلى الهند لقضاء بقية أيام حياته وتكريسها للنشاط الروحي هناك.
هذا ولم يعرف ستيف جونس مسيرة دراسية منتظمة.. فلم يبدأ في دراسة علم إلا وسرعان ما تبرم منه. ولعل من الدراسات التي كان لها كبير الأثر في ابداعاته، تلك المتعلقة بدراسة عالم “الجرافيزم”، وهو ما عبّر عنه شخصيا عندما اعترف بفضل ما تعلمه من هذا العلم على ابتكاراته في ميدان الكومبيوتر.
والذي ميز ابتكارات ستيف جونس ليس جدتها بقدر استغلالها ما هو موجود من تكنولوجيات وأفكار للبناء عليها وتطويرها. فقد كان، كما قيل عنه، أكثر إحساسا بحاجة المستهلكين للإستهلاك أكثر فأكثر..
– أنباء انفو – وكالات