النرويج تقرر إغلاق سفارتها فى دولة مالي
أنباء انفو- أعلنت الحكومة النرويجية اليوم السبت أنها قررت رسميا إغلاق سفارتها في دولة مالي بحلول نهاية العام الجاري.
الحكومة النرويجية بررت ذلك القرار “بالحالة الأمنية الآخذة في التداعي في مالي والتي استدعت اصدار قرار من مجلس الأمن الدولي في الثلاثين من أغسطس الماضي بإنهاء عمل ومهمة قوات حفظ السلام الأممية المتعددة الجنسيات في مالي بنهاية العام 2023″، بحسب ما أورده بيان صادر عن الخارجية النرويجية اليوم.
الخارجية النرويجية اعتبرت أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير مؤشر على المخاطر المحدقة بعمل البعثات الدبلوماسية ومكاتب المنظمات الدولية فى مالي التي لم تتح أوضاعها الداخلية مجالا أمام المؤسسات الدولية لمباشرة مهام الإغاثة الإنسانية التي يحتاجها ملايين المعوزين والمشردين من أبنائها، وأنه لهذا السبب بات مستحيلا على النرويج أن تباشر بعثتها الدبلوماسية فى باماكو مهامها بصورة طبيعية وآمنة…..”.
و تأتي خطورة هذا القرار من الجانب النرويجي بالنظر إلى قيام سفارة النرويج في باماكو بمهام التمثيل الدبلوماسي للنرويج فى كل من بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر وتشاد، وقد اكدت الخارجية النرويجية فى بيانها ” ان كافة التدابير تجرى الان دراستها للحفاظ على التمثيل الدبلوماسى النرويجى فى الدول الاربعة المشار اليها بعد اغلاق مقر البعثة الدبلوماسية النرويجية فى مالى”.
و قالت الخارجية النرويجية فى بيانها إن تردى الاوضاع فى عدد من دول الساحل الإفريقى كما هو الحال فى مالى وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا بات يستوجب إنشاء الية لفض المنازعات فى هذا الجزء من العالم وذلك اذا كانت قيادات دوله تنظر من العالم الخارجى مزيد من الدعم الانسانى والتنموى.
أما بالنسبة لقرار اغلاق السفارة النرويجية فى باماكو عاصمة مالى قالت الخارجية النرويجية انه جاء بعد دراسة دقيقة وتقييم شامل للموقف الأمنى فى مالى اخذا فى الاعتبار المحافظة على المصالح النرويجية فى هذا البلد، وهو ما انتهى باتخاذ قرار بالاغلاق بنهاية العام 2023.
وأشارت الخارجية النرويجية إلى أن مالي قد شهدت انقلابين متعاقبين في عام 2020 و2021 ومن وقتها لم تهدأ الاوضاع فى هذا البلد الافريقى بل صارت على صفيح ساخن لا سيما بعد انهاء حكومتها العسكرية الانتقالية كافة برامج التعاون الدفاعى والأمنى مع فرنسا.
وقال مسئولون فى الخارجية النرويجية ان قرار اغلاق السفارة النرويجية فى باماكو عاصمة مالى لا يعنى انتهاء تفاعل النرويج مع قضايا وهموم منطقة الساحل الأفريقى أو انساحبها من هذا الجزء الهام من العالم وهو ما اكد عليه بيان الخارجية النرويجية فى جانب منه ” ان النرويج ستظل دائما شريكا يعتمد عليه للمدنيين من شعوب منطقة الساحل الافريقى…. “.
يذكر أن النرويج تقدم دعما ماليا لدول منطقة الساحل الإفريقي بلغ قيمته فى العام الماضي وحده ما اجماليه 745 مليون كرونة نرويجية من بينها 180 مليون كرونة حصلت عليها مالي وحدها، فضلا عن ذلك دأبت النرويج على تقدم مساعدات إنسانية وإغاثية لشعوب دول الساحل الأفريقي بما فى ذك جمهورية مالي بلغت 450 مليون كرونة خلال الفترة من يناير وحتى 30 أغسطس 2023.
وتمتلك الحكومة النرويجية 96 بعثة دبلوماسية وقنصلية تغطى كافة مناطق العالم منها 78 سفارة و8 قنصليات عامة و9 وفود تمثيل دائمة ومكتب تمثيل دائم واحد، الا ان إدارة اذرع التمثيل الدبلوماسي الخارجى للنرويج يتسم بحسب الخبراء بطابع ديناميكى يتغير بتغير اعتبارات الأمن والاستقرار وتطورات السياسة فى دول العالم ومناطقه، كما يتم زيادة او تقليل اعداد الموظفين الدبلوماسيين فى تلك الاذرع على ضوء تلك الاعتبارات.