لماذا لم يقبل المغرب المساعدات من بعض الدول؟

غضب فرنسي عكسته وسائل الإعلام فى باريس خلال الساعات الماضية.
وكان الفرنسي آرنو فريس، رئيس منظمة غير حكومية تدعى “منقذون بلا حدود” ، اشتكى أمس الأحد، مما سماه منع المغرب فرق الإغاثة المستعدة لتقديم المساعدة لضحايا الزلزال.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن فى وقت سابق أن بلاده مستعدة لدعم المغرب عندما توافق السلطات المغربية، وقال خلال تصريحات صحافية في ختام قمة دول مجموعة العشرين في نيودلهي: “لقد حشدنا كافة الفرق الفنية والأمنية لتتمكن من التدخل عندما ترى السلطات المغربية ذلك مفيدا”.
كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر، أمس الأحد، إن “فرنسا تنتظر من المغرب طلبا رسميا لتقديم المساعدة عقب الزلزال القوي الذي وقع فيه في وقت متأخر من يوم الجمعة، وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص”.
واضافت، في مقابلة مع قناة (BFM) التلفزية: “سفارتنا بالمغرب في حالة تأهب قصوى، والأمور تحت سيطرة السلطات المغربية اليوم”.
الكثر من الباحثين والمعلقين فى القنوات العربية ، انتقلوا بشدة حملة الغضب الفرنسي ضد المغرب فى هذا الظرف، واصفين تلك الحملة بغير المبررة وغير الملائمة خصوصا في مثل هذه الأوضاع الصعبة التي يمر بها المغرب الذى هو المسؤول الأول والمعنى بحماية و انقاذ مواطنيه والحفاظ على سيادة البلد قبل وخلال وبعد الزلزال.
وحسب رأي الكثير من أولئك المعلقين ، لا تقبل المزايدة على المغرب وملكه المعروف بحكمته ورزان مواقفه خلال الأوقات الصعبة .
وقد أعلنت الداخلية المغربية أمس الأحد، أن السلطات فى البلاد، أجرت تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية، وأنه “على أساس ذلك، استجابت السلطات المغربية، في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ”.
وأوضحت، في بيان لها، أنه “باعتماد نهج التنسيق وتقييم الاحتياجات المرتبطة بهذه الفترة الحرجة، فقد دخلت هذه الفرق، الأحد، في اتصالات ميدانية مع نظيراتها المغربية”.
ولفتت إلى أنه “يمكن مع تقدم عمليات التدخل أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة، مما قد يؤدي إلى اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة”.
وقالت إنه “من هذا المنطلق تؤكد المملكة المغربية ترحيبها بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم، والتي تؤكد مدى احترام هذه الدول واعترافها بالالتزام الراسخ للمغرب ومساهماته العديدة في أعمال الدعم الإنساني الدولي، والتي تتم وفقا لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس”