لقطات من واقعنا في نقاط مبعثرة ؛ مثله *
أنباء انفو- الفرق بين قانون “الكرامة” و شرع الله مثل الفرق بين خزعبلات السحرة و كرامات الأولياء (يا سارية الجبل ، الجبل) .. مثل الفرق بين انتفاضة علماء موريتانيا و مثقفيها ضد هذا القانون الإباحي و مواعظ آمنة بنت المخطار التافهة !
ما دام الدستور الموريتاني ينص على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر القانون ، لن يكون هناك أي معنى أو أي مفعول لجريمة قانون النوع ، لأنها في صدام بمقاصدها قبل موادها مع شرع الله.
أنصح فخامة رئيس الجمهورية بأن يكون صاحب الفضل في رفض هذا القانون العبثي بيِّن المقاصد ..
قل لهم بكل بساطة : نساؤنا لا تصدق كراماتكم و رجالنا متمسكون بدينهم و تقولون إن ديمقراطيتكم تحترم حق الاختيار .!!
الحياد في المواقف السياسية ، يعني غياب الرؤية و عدم اعتماد أي ستراتيجية .. الحياد هو أكبر مؤشر على تخلف الدبلوماسية .. الحياد يعني العدمية ..
الأنظمة لا تعتذر عن الماضي لأنها ليست مسؤولة عنه لكنها تعترف به إذا قبل الطرف الآخر الاعتراف بالمسؤولية عن نصيبه من التاريخ ..
موجة كراهية الأفارقة لفرنسا ، تلخصها و تفسرها أبيات ولد أحمد يورَ : “الشاةُ و الذيبُ خلوا بينهما…”
و هو أجمل ما قيل في “ازراگ” !!
على فرنسا أن تعترف بمسؤوليتها عن بغض الأفارقة لها : على ماذا تنتظر فرنسا أن يحبها الأفارقة ؟
الشعب الأزوادي شعب عربي مسلم ، لا علاقة له بأمازيغية أي جهة و لا طوارقية أي أخرى ، يتعرض لإبادة جماعية على أرضه المحروقة من قبل دول عنصرية ، تريد أرضه من دونه ، إذا لم يكن في هذا الكلام تجاوز ، فلماذا لا نغضب!؟
الانتخابات السنغالية (فبراير 2024) ، ستشكل حتما ، تحولا كبيرا في المنطقة ، سيكون له ما بعده على أكثر من صعيد ..
ما يهمنا نحن اليوم ، هو سلامة جاليتنا في السنغال في غياب أي تدابير لحمايتها : كم مات حرقا و ضربا و شنقا ، من الموريتانيين في الأزمة الماضية ؟
أين ملف السلطات الموريتانية لدى الأمم المتحدة و بقية منظمات العالم ، حول المجازر التي تعرض لها الموريتانيون في السنغال؟
ألا تُخجلنا تلك الحادثة في كل تفاصيلها؟
ألم يستقل السفير الموريتاني في داكار (ولد الخرشي)قبل خمسة أشهر من الواقعة ، معتبرا الوضع لا يطاق في ظل عدم اكتراث النظام الموريتاني بمآلاته ؟
ها نحن اليوم ، على نفس المسافة الزمنية و في نفس الظروف ، نحذر السلطات من تكرار نفس المأساة و كل المؤشرات تحيل إلى نفس اللا مبالاة المؤسفة !
الحالة التونسية كاملة الأسباب في كل دول المنطقة مع اختلاف الوسائل و الظروف : ما حدث في مالي و بوركينا فاسو و النيجر ، ليس سوى أشكال واضحة الملامح للحالة التونسية ، بطرق أخرى ، يخطئ من يعتقد أنها أقل ديمقراطية !!
من أغرب غرائب إفريقيا ، أن أكثر من يدينون الانقلابات فيها هم من وصلوا الحكم عن طريق الانقلابات ، فهل هو تسجيل موقف صادق أم وعي كاذب !؟
ملف ما يسمونه الإرث الإنساني ، الذي يستثني كل من استثنوهم في انقلابهم العنصري ، يجب أن تتم تسويته بين النظام و أصحاب الحق ؛ أي جهة أخرى تعيش على الملف من البديهي أن لا تكون لها أي مصلحة في حله..
لقد جرمت موريتانيا العبودية و أنشأت لها محاكم خاصة ؛ هنا تنتهي مسؤولية الدولة :
على من يرضى بأن يظل عبدا أن يظل عبدا و من يريد تزوير نسخة شرف أن يزورها .
و حين تتحول علاقة العبد و مولاه إلى علاقة أهلية بكامل أبعادها الإنسانية ، هل يحق لبيرام انتهاك حميميتها و صدقها و نبلها ، رغم أنف الطرفين !؟
بينما كانت موريتانيا حصريا ، من بين جميع دول العالم ، تستحق الإشادة بما قدمت من جهود صادقة لنبذ العبودية ، ها هي تُتهم بأبشع ممارساتها !؟
الأسباب أقرب مما تتخيلون : ضعف الدبلوماسية ، تبني المواقف الدفاعية بدل الهجومية ، غياب مراكز الدراسات (كان باستطاعة الأخيرة ـ لو وُجِدت ـ أن تطالب في تقاريرها بربع أو نصف ما فعلته موريتانيا في دول الجوار و توضيح الأنماط الجديدة الأبشع للعبودية الممارسة في فرنسا و بلجيكا و أمريكا و غيرها …
الفساد فتنة .. الفساد غواية .. الفساد بلاء .. الفساد مصيبة .. الفساد انتحار جماعي (…)
و ما يحدث في موريتانيا منه أصبح بلا اسم ..
ما يحدث في موريتانيا تجاوز كل الحدود عموديا .. تجاوز كل الصفات أفقيا .. تجاوز كل الأشكال في كل الاتجاهات و بكل الألوان ..
و ما لم يقم رئيس الجمهورية بخطاب يعترف فيه بتفشي آفة الفساد و يتوعد فيه المفسدين و يطلق العنان للجميع للمشاركة في محاربة ما ظهر منه و ما خفى ، سنظل في دوامة الديكة و البيضة : موضوع الفساد لا يحتمل الجدل و محاربته لا تتم بألف طريقة !!
الانتخابات القادمة ستكون الأصعب في تاريخ البلد ، لأنها ستكون حتما انتخابات حقيقية.!
من لا يفهم اليوم أين يتجه العالم ، لن يعرف غدا كيف يحافظ على موقعه :
في الأخير ، نتضرع إلى الخالق ، بما هو أعلم به من شرور المنافقين ، أن يدمر “أطر الترارزة” و يفضح “عمدها” (باستثناء بيجل الذي تبرأ منهم) و يرد كيد كل مبادرات الارتزاق في نحور أصحابها ، كما دمروا هذا البلد و شوهوا سمعته و عذبوا شعبه و عطلوا تنميته ..
اللهم اجعل حبهم للرزق وبالا عليهم و سموما في بطونهم ..
اللهم لا تبارك لهم في رزق و احشرهم يوم القيامة مع كل ظالم كانوا له سندا ..
أمنوا، أمنوا ، و ثقوا بالله : أنتم شعب مظلوم و دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب.
*سيدي علي بلعمش