أخبارأخبار عاجلةعربيمقالات

هل تفرض المتغيرات الدولية على موريتانيا الإعتراف بمغربية الصحراء.. وهل تَقدِرُ على نزع فتيل قنبلة البوليساريو؟*

أنباء انفو- شهدت الأعوام الثلاثة الماضية تغيرات هائلة و كبيرة على ملف النزاع فى  إقليم الصحراء جنوب المملكة المغربية .

أبرز تلك التغيرات ،  الإعتراف الأمريكي بمغربية الإقليم ، وإشادة إسبانيا وآلمانيا ودول غربية أخرى بمقترح المملكة الذى منح الإقليم حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية الكاملة. ، ثم نقل عشرات الدول قنصيلياتها إلى مدن الإقليم الكبيرة مثل العيون والداخلة.

 متغيرات رغم سرعتها وقوتها ، لا تأثير لها يذكر  فى موقف  جارة المغرب الجنوبية(موريتانيا) من ملف النزاع  ويعلن رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني. فى كل مناسبة إن بلاده متمسكة بموقف الحياد .

 يصف بعض المتابعين لتطورات ملف الصحراء ، موقف حكام موريتانيا من ذلك الملف بأنه سباحة عكس التيار ،  وأن سياستها المتمثلة فى  مسك العصا من الوسط ، لايمكن ان تستمر طويلا  فى ظل تسابق الدول الأخرى نحو الإعتراف بمغربية الصحراء ، سبيلا إلى إغلاق الملف حتى تتفرغ المنطقة لقضايا البناء والتنمية ومواجهة التحديات الأمنية الكبيرى.

   وإذا كان حياد حكام موريتانيا فى ملف الصحراء مرده الخوف من شطحات جبهة البوليساريو المدعومة بقوة من الجزائر، فإن ذلك الحياد  سينهار لا محالة ان عاجلا أو آجلا.. خصوصا أن جبهة البوليساريو  تستغله إذا كان فى مصلحتها و تخرقه  متى شاءت،  شاهد على ذلك حادثة  إغلاق معبر الكركرات دون استشارة  موريتانيا  التى تعتمد على 70% من واردات الخضروات والفواكه القادمة من ذلك المعبر الرابط بينها و المغرب و لم يفتح المعبر إلا بعد العملية النوعية  التى شنها الجيش المغربي فى  13 نفمبر 2020.

 يقول الكاتب الصحافي التونسي نزار أبولحية فى مقال نشره اليوم الأربعاء فى صحيفة القدس العربي ، إن  أكبر تهديد لوحدة الأراضي الموريتانية هو خطر جبهة البوليساريو، فالروابط العرقية والثقافية الوثيقة التي تجمعهم بالصحراويين-يقول-  لا تجعلهم يغفلون، أو ينسون أن عاصمتهم كانت أواخر السبعينيات قاب قوسين أو أدنى من السقوط تحت سيطرة ذلك التنظيم المسلح، لولا أن تدخل الطيران الحربي الفرنسي في آخر لحظة،

واعتبر الكاتب التونسي مغازلة رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني الأخيرة للفرنسسين فى مقابلته الأخيرة مع صحيفة “لوفيغارو” هي  بمثابة الإستثمار فى فى العلاقة مع فرنسا ” في حال ما إذا وجدت نفسها داخل أتون معركة، أو حرب قد تشن عليها من جانب البوليساريو لسبب أو لآخر؟”.
وتساءل الكاتب التونسي ، “وما الذي يمكن أن يدفع الجبهة لأن تهاجم دولة تعترف بها وتقيم معها علاقات وليست في حالة حرب معها؟” ثم يجيب ” الفرضية الوحيدة التي يمكن أن يحصل فيها ذلك هي في حال ما إذا قرر البوليساريو توسيع نطاق المواجهات مع المغرب ونقلها من الصحراء إلى داخل موريتانيا وطالبها الموريتانيون في تلك الحالة بسحب قواتها، أو الالتزام بعدم القيام بأي عمل عسكري انطلاقا من أراضيها.”.

وأضاف إن ما ” حصل في السنوات والشهور الأخيرة يدل على أن مثل ذلك السيناريو ليس بالأمر الخيالي، أو المستبعد.”  وقال إن الذى ” حصل في منطقة الكركرات قبل ثلاث سنوات حين قام منتسبون له بغلق الطريق الوحيدة التي تربط المغرب بموريتانيا، ربما يتكرر وبأشكال أخرى وقد يترتب عنه جر الموريتانيين بطريقة ما إلى الدخول مباشرة في النزاع “.

وتساءل الكاتب نزار ، أيضا، ” هل ستكون فرنسا في تلك الحالة هي طوق النجاة المثالي لموريتانيا؟ أم أنه بإمكان الموريتانيين أن يعتمدوا أيضا على أصدقاء آخرين من خارج أوروبا؟ المؤكد أن تخلصهم من واحدة من القنابل الموقوتة وهي قنبلة البوليساريو لن يكون بالعمل الهين”.

*الشيخ أحمد أمين

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button