مقالات

شكوي من وزريتين و اكثر من وزير…(نيازك الغضب 1)/محمد ولد سيدي محمود/شاعر و صحفي بالإذاعة الوطنية

سامحوني إذا عنونت شكواي هذه باسم شبيه بأسماء العمليات العسكرية الحديثة، فقد دفعت دفعا لدخول حرب جنحت فيها ولم يجنح سواي للسلم كما دفع الحرث ابن عباد إلى دخول حرب البسوس وقال :

لم أكن من جناتها علم اللــــــــــــــــــــــــــه وإني بحرها اليوم صال
قد يقول قائل إن الأسلحة غير متكافئة في حرب بين صحفي وشاعر مسكين وبين متنفذين من الحكومة ضربوا عرض الحائط بتعليمات القيادة الصريحة حول تكريس قيم المواطنة ودولة المؤسسات.

فالأول لا يمتلك إلا مقذوفات من كلمات وجنازير من تعابير ومجنه الذي يتقي به الضربات قد يكون أوهى من مجن عمر بن أبي ربيعة الذي قال عنه :

فكان مجني دون من كنت اتقي ثلاث نساء كاعبان ومعصر

صحيح ما ذهب إليه هذا القائل لكن ألم أقل لك إني دفعت الى الحرب دفعا؟!، وعندما تفرض عليك الحرب قد تبري أظافرك للدفاع عنك إذا تعذر السلاح المناسب ومع ذلك فكلمة أنبتها الحق نباتا ليست بسلاح متهالك أوما قالوا “في البدء كانت كلمة”.

قد يستعجل البعض قصة هذا الصحفي الشاعر المسكين ويقول ما خطبه؟ :

أنا صحفي بالإذاعة الوطنية منذ عام 1999 وقبل ذلك كنت متعاونا معها لمدة أربع سنوات عجاف وبينما كانت إجازتي في مدينة لعيون بالحوض الغربي قاب قوسين من أو أدنى من النهاية اتصلت بي إدارة الإذاعة الوطنية وكلفتني بأن أتسلم تسيير المحطة الجهوية بالمدينة فتوجهت رأسا إليها وباشرت عملي وسقط في يدي حينما أرسلت الإذاعة في اليوم الثاني مذكرة عمل رسمية بتعييني مديرا للمحطة، وفي اليوم الثالث زار والي الحوض الغربي المحطة رفقة الحاكم والسلطات الأمنية واجتمع بنا وأعطى توصياته وهنأني على هذا المنصب الذي لم أطلبه أصلا، وانهالت علي التبريكات والتهاني من الأهلين والأقربين والأصدقاء وغيرهم وبعد انقضاء الزيارة بعشر دقائق أبلغتني الإذاعة شفهيا أن السيدة المحترمة المديرة السابقة في طريقها الى لعيون بوصفها مديرة للمحطة.

إذن هو تعيين دون طلب وخلع دون سبب فمذكرة عملي سرى مفعولها يوما واحدا غير أني أقحمت في صراعات (لا تنتهي أبدا أو ينتهي الأبد) كما قال العباس بن الأحنف.

هنا بدأت أناجي نفسي في (منولوڨ) داخلي، هل أنا إرهابي؟ هل أنا متعاطي مخدرات؟ هل أنا تنقصني الكفاءة؟ هل أنا لست موريتانيا؟ هل أنا معارض على الأقل؟ أسئلة كثيرة من هذا القبيل لكن بعد لحظات أطّرحت وساوسي وتكشفت لي الحقيقة الرعناء وهي أن المفعول السحري للوساطة تغلب بل داس قيم الإدارة ورمى بها في القمامة.

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا وياتيك بالأخبار من لو تزود
أكثر من وزيرة ووزير هم أعضاء هذه الفرقة الموسيقية الآثمة طبعا منهم الطبال والعازف والراقص والمغني والمايسترو.

قال لي قائل : أيمكن أن تستفحل الوساطة إلى هذا الحد في بلد رئيسه لا يفتأ يعلن الحرب من على المنابر على المحسوبية والفساد والوساطة؟ قلت هون عليك كم من رئيس سعى جهده لإصلاح بلده فضيع بعض من يحيطون به مسعاه، أليس ما يسمى بالربيع العربي خير شاهد على ذلك.

مشكلة الوساطة أنها تحسن ظاهريا الى البعض بطريق غير مشروع وفي المقابل تسيء الى الآخرين وتترك فيهم جروحا قد لا تندمل وهذا هو ما دفع بالكثير من المغلوبين على أمرهم إلى أن يمتهنوا التشدد والتطرف والإرهاب والجريمة المنظمة وينقلبوا آثمين على بلدهم أسوة بقول القائل :

إذا لم يكن للمرء في دولة امرئ نصيب ولا حظ تمنى زوالهـــــا
وما ذاك من بغض لها غير أنه يرجي سواها فهو يهوى انتقالها

أو على الأقل يتراجع عندهم منسوب الوطنية ويكون لسان حالهم يردد بيت أبي نواس :

لا أذود الطير عن شجر قد بلوت المر من ثمره

لا لن أنقلب على بلدي ما حييت لكني لن أبلع ريقي وقد تعرضت للظلم في مؤسسة خدمتها مذ طَرَّ شاربي إلى أن ضحك المشيب برأسي كما قال دعبل الخزاعي :

إن السكوت على الظلم قد يهون أما على الهوان فيصعب :

فإنك لن ترى طردا لحر كإلصاق به طرف الهواني

قال لي قائل كيف لوزيرتين ومثلهما من الذكران أن يدسوا أنوفهم في وساطات شيطانية لا تجدي البلاد نفعا في وقت يتعين فيه أن تكرس كل الجهود للخطة الاستعجالية وغيرها من القضايا المصيرية، قلت هون عليك أويخفى عليك أن من بين أفراد الحكومة من تعرض لظلم كبير بتعيينه على رأس الوزارة خاصة وأنه يعرف في قرارة نفسه أنه قد يعجز حتى عن تسيير مراحيض عمومية وإلا فكيف تقدم وزيرة أو وزير يحترمان نفسيهما على التدخل في شأن لا يعنيهما ولا تترتب عليه المصلحة العليا للبلد.

وهنا أقول لرئيس الجمهورية إن الخطوة الأولى في محاربة الفساد هي تطهير الحكومة ممن يعتنقون هذا المذهب ممن يغردون خارج السرب ويجدفون عكس التيار وذلك لتحصل الأسوة الحسنة ولا يتندر بقول القائل :

طبيب يداوي الناس وهو عليل …

لا وأيم الله لن أقول للوزيرتين وقد هتكتا حرماتي واستباحتا عرضي ما قال كثير :

هنيئا مريئا غير داء مخامر لعزة من أعراضنا ما استحلت

أوما كان يتوجب عملا بالقيم الإدارية أن يصار الى حل يرضي جميع الأطراف لا يشعر أحدهم فيه بالغين والاهانة دون العمل بالقاعدة القائلة : (من له وسيط فلغنم ومن ليس له فليشرب ماء البحر)؟.

أما سمعتم قول ابن قريع :

ولا تهين الفقير علك أن تركع يوما والدهر قد رفعــه

وصل حبال البعيد ان وصل الــــــــــــــــــــحبل وأقص القريب إن قطعه
حذار يا رئيس الجمهورية من فعل ذوات الضلع الأعوج فقد قالت العرب قديما (جنت على أهلها براقش).

للحديث بقية مع ذكر الأسماء إن شاء الله

مواضيع مشابهة

تعليق

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button