مقالات

رسالة إلى “مصطفى” ولد الامام الشافعي /احمد عيسى ولد يسلم

دأب “المصطفى” ولد الإمام الشافعي، الموريتاني الأصل، البوركنابي أو النيجيري أو الليبي أو الإيفواري أو … الجنسية، على تسريب معلومات عن الوضع في موريتانيا، أقل ما يمكن أن توصف به أنها مغلوطة وتهدف إلى زعزعة الاستقرار والسلم وتمجيد الإرهاب وخطف الموريتانيين والأجانب وقتل جنودنا ومواطنينا العزل والاعتداء على سيادة موريتانيا وحوزتها الترابية.

إن القانون الموريتاني واضح وصريح في رفضه لازدواجية الجنسية، لذلك لم يعد “مصطفى” موريتانيا –على الأقل من الناحية القانونية- منذ أن حمل جنسية أخرى، لذا على الصحافة الموريتانية الكف عن وصفه ب”المعارض الموريتاني” وتلميع صورته الملطخة بالدماء، من خلال عبارات من قبيل “رجل الأعمال البارز”، و”المعارض البارز”، على صحافتنا المستقلة أن تنصاع للقانون وليس لشيء آخر، مهما كانت مغرياته.

من المفهوم أن يلجأ “الرجل الذي يهمس في أذن القاعدة”، إلى تلميع صورته من خلال ريبورتاجات–معوضة، في وسائل إعلام موريتانية ودولية مثل جون آفريك، وغيرها، وأن يقدم نفسه للأوروبيين كوسيط في إطلاق رعاياهم المختطفين من قبل عصابات الإرهاب في الساحل، أو ما أصبح يطلق عليه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو جبهة الجهاد في غرب إفريقيا.

لكننا في المقابل لا نستطيع أن نتفهم أحرى أن نفهم الشماتة في بلد بأكمله بعد أن اختطفت عصابة خارجة على القانون جنديا موريتانيا شجاعا وباسلا كان يؤدي عمله في الذود عن الوطن، وحماية الثغور، إن من يمجد هذا الفعل لا يقوم بعمل سياسي في معارضة نظام قائم، بل يسخر من محنة كل الموريتانيين، وقد كان الأولى به أن “يهمس في أذن الخاطفين” ليطلقوا سراح البطل “اعل ولد المختار”، تلبية لنداء والدته المكلومة.

لكني أنبه “المصطفى” على أن موريتانيا، استجلبت مهربا قذرا من “حصنه المنيع” بعد أن أقدم على اختطاف ثلاثة إسبان من الأراضي الموريتانية، وهو المدعو عمر الصحراوي، وقد فهم مرتزقة “القاعدة” الدرس جيدا فكفوا عنا أيديهم، منذ فترة، حتى قامت عصابة متهورة لم تقدر خطورة جرمها ولا مع من تتعامل باختطاف الدركي اعل ولد المختار.

إن نفس اليد الطاهرة، التي استجلبت “الصحراوي” مكبلا، ستعيد لا محالة الجندي اعل ولد المختار، معززا مكرما إلى والدته، إما سالما معافى مظفرا، أو – لا قدر الله أن امتدت إليه يد الغدر الإرهابية- سنستعيد جثمانه الطاهر وهو حي يرزق عند ربه، شهيدا مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.

وأجزم لك يا “مصطفى” بأن نفس الدولة وبنفس المنطق، معززا بوسائل جيدة وعناصر مدبرة وشجاعة، وإرادة سياسية صارمة، والتفافا شعبيا غير مسبوق، ستجلبك ذات يوم مكبلا بكل قيود الذل والعار وستقدم لمحاكمة عادلة. أؤكد لك أنك ستقول “يا ليتني أرد فأعمل غير الذي كنت أعمل”، تماما كما قالها المرتزق “عمر الصحراوي”.

يا “مصطفى” لقد شاركت بشكل مباشر وغير مباشر في إيلام ملايين الموريتانيين، وحملت السلاح ضد هذا البلد الأبي، لن تذهب جرائمك دون حساب عسير، لن تنام قرير العين وذووا الضحايا يسهرون بسبب “أعمالك” التي ساهمت في قتل ضباط وجنود في “تورين” و”لمغطي” و”الغلاوية” و”احسي سيدي”، وأسأت إلينا في ساعة العسرة، وعملت بكل ما أوتيت من جهد لتفت في عضدنا، وأوضعت خلالنا تبغينا الفتنة.

لا أعرف لماذا أصيب “مصطفى” بالصمم والجيش الوطني دك منذ شهور معاقل التنظيم الإرهابي في غابة “واغادو” ولم تتحدث حينها مصادر من شمال مالي لصحافتنا عن خسائر الجيش الوطني، كما فعلت نفس المصادر في سبتمبر 2010، حين هولت من خسائرنا في “احسي سيدي” وكأن الحرب حسمت يومها لصالح عدونا.

ثم تعود بعد كل هذا الصمت لتتحدث أن المعدات المدمرة هي للجيش الوطني، أنا أقول لك بأني أعرف وأنت تعرف والماليون يعرفون والجيش الوطني يعرف بأنها معدات لتنظيم القاعدة، والجيش الموريتاني لم يقم معسكرات وتحصينات بغابة واغادو لسبب بسيط وهو أنه يدخل الأراضي المالية لمطاردة فلول “القاعدة” وليس لإقامة معسكرات.

إن الرهان الذي راهنت عليه خاسر هذه المرة، فموريتانيا ليست كما تصورتها، الخاصرة الرخوة لدول الساحل ولا الحلقة الأضعف من حلقات الميدان. لقد أثبتت الأيام بأنها قادرة على حماية حدودها.

إن عملية الاختطاف الجبانة التي نفذتها عصابة من المرتزقة على بعد بضع كيلومترات من الحدود، لجندي يمارس عمله الرقابي وليس في وضعية قتالية تعد انتكاسة كبرى للعمل الارهابي وتراجع عن الأهداف المتمثلة في مهاجمة القواعد العسكرية وتدمير السفارات الأجنبية في العاصمة ومقر القيادات العسكرية.

لقد تراجع عمل القاعدة بفضل يد موريتانيا الطولى عسكريا وأمنيا في الصحراء الكبرى، هذه اليد ستطال كل من تسول له نفسه محاربتنا، ستطاله أينما كان داخل موريتانيا وخارجها، صدقني “مصطفى” لست بمأمن من المحاسبة.

صدقني “مصطفى” سأراك يوما ما داخل موريتانيا أمام قاض عادل يحاسبك على كل عمل قمت به ضدنا، ضد بلادي، وبلاد أجدادك، الذين حدت عن طريقهم.

رحم الله العلامة الجليل المختار ولد بونا الجكني، حين يقول :

ونحن ركب من الأشراف منتظم

أجل ذا العصر قدرا دون أدنانا

قد اتخذنا ظهور العيس مدرسـة

بها نبـين دين الله تبيـانا

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button