أخبارأخبار عاجلةعربي

دعوة إلى “نظام فيدرالي مشترك” بين موريتانيا والمغرب

أنباء انفو- لايوجد شيئ ساكن فى منطقة المغرب العربي وشمال غرب أفريقيا .. انقلابات وفوضى واستقرار محفوف بتحالفات إقليمية ودولية مجهولة الغايات والأهداف.

وسط كل ذلك وإلى الآن حافظت كل من موريتانيا والمغرب على توازنهما و استقرارهما .

لكن المحافظة على استقرار الدولة، لايعنى من وجهة نظر الباحثين الإستراتجيين، تشبيك اليدين ثم الوقوف إلى جانب الجدار  خوفا من الشظايا المتطايرة.

واجب موريتانيا  كما هو واجب المغرب اليوم ، إدراك المخاطر الداخلية والخارجية  الكبيرة التى تهدد أمنهما و استقرارهما وتسرعا فى وضع خطط جديدة توفر صمامات أمان تحمى استقرار البلدين , درعا لمواجهة المخاطر والأطماع.

إحدى أكثر الخطط واقعية وجدية وأقربها للتطبيق ، تأسيس نظام فيدرالي مشترك بين الجارتين(موريتانيا،المغرب)  يكون درعا يؤمن البلدين كثير المخاطر ويفتح أمامهما فرصااقتصادية لامتناهية الفوائد.

سيواجه هذا المقترح عند عرضه للنقاش أسئلة وجيهة قدمها الباحث محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري فى المغرب ، أبرزها : ما هو موقف بعض المؤسسات الكبيرة فى موريتانيا أهمها مؤسسة الجيش، من تلك الشراكة مع المغرب والإندماج الإقتصادي بينهما؟  و كيف يمكن التعامل مع المتغيرات الاجتماعية والإثنية أو العرقية في موريتانيا خلال تأسيس تلك الشراكة ؟ ما هي مكاسب ومحاذير هذا الاندماج بالنسبة للمغرب وموريتانيا؟ ما هي حدود قدرة الجهات الإقليمية المعادية لأي تقارب موريتاني مغربي  لإفشال الاندماج؟.

يضيف الأستاذ محمد الزهراوي، أن مستويات التشبيك بين الإشكالات والمصالح المعقدة، تجعل” من المفيد على المستوى الاستشرافي إعادة طرح سيناريو فيدرالية المغرب الكبير ضمن سياقاته وإن كانت محرجا للبعض وغير ذات أهمية للبعض الآخر.”

وجاء فى مقال جديد نشرته صحيفة “هسبريس ” للباحث الزهراوي حول مقترح بناء فيدرلي بين موريتانيا والمغرب فى هذا التوقيت ، يمكن التفكير فيه انطلاقا من ثلاثة مستويات:

المستوى الأول: تاريخي، إذ يعتبر المعطى التاريخي مؤسسا لفهم الحاضر على مستوى العلاقة بين الطرفين، وبعيدا عن النقاش حول الإرث الإمبراطوري والامتداد التاريخي للمملكة المغربية(…).

المستوى الثاني: جيوسياسي، إن المتغيرات الإقليمية والدولية باتت تنذر ببروز قوى جديدة وتوازنات من غير المستبعد أن تكون مختلفة عن التي سادت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومن منطلق سعي المغرب إلى لعب أدوار كبيرة والتموضع بشكل جيد ضمن خريطة التحالفات الجديدة، فإن تحقيق مبتغى القوة الإقليمية يتطلب تنزيل المشاريع الكبرى، خاصة مشروع الأطلسي، وتأمين أنبوب الغاز المغربي النيجيري.

المستوى الثالث: استراتيجي، فالاندماج المغربي/الموريتاني يشكل مناسبة لتقديم أجوبة واقعية واستشرافية على بعض التحديات الراهنة والمستقبلية، لا سيما أن الامتداد التاريخي للبلدين، بالإضافة إلى المقومات المشتركة خاصة على المستوى القبلي (مجتمع البيضان)، كلها عوامل تدفع في اتجاه تقوية وتحقيق هذا الاندماج.

استراتيجيا، فالاندماج أو “فيدرالية المغرب الكبير” يمكن أن تحقق كل شروط الإقلاع الاقتصادي بين البلدين، قد لا يتسع المجال للخوض في الأرقام والمؤشرات؛ غير أنه بشكل عام يمكن الاستثمار في شبكات الطرق والقطارات السريعة، ونقل رؤوس الأموال والرساميل الكبرى للاستثمار في الموانئ وفتح الباب أمام الشركات المغربية والحلفاء الخليجيين في موريتانيا من منطلق رابح/رابح.

على المستوى العسكري، فالاندماج يحقق استراتيجيا مكاسب كبيرة دفاعية وأمنية، سواء من خلال تأمين الحدود البحرية والبرية على كافة الواجهات مع ضمان طي ملف النزاع حول الوحدة الترابية ميدانيا وعمليا وفعليا.

ختاما، يعتبر خيار “فيدرالية المغرب الكبير” خيارا قد يبدو غير واقعي في الوقت الراهن؛ لكن رهان “تحريك الجغرافيا” أو “المصالحة مع الجغرافيا” وتحت أية مسميات تعتبر مداخل استراتيجية ـ وإن كانت مقترنة بالمتاعب والصعوبات والمحاذير ـ، وبقدر ما أن البلدان كانت محكومة بحسن الجوار والتعايش السلمي، وتصفير المشاكل بين دول الجوار، إلا أن ذلك لم يتحقق، بل بات صعبا إن لم يكن مستحيلا في ظل النماذج المتعددة، وبفعل رواسب الاستعمار وضعف الديمقراطية الداخلية وفشل السياسات التنموية..”.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button