أخبار

المسرح والغناء للقضاء على وصمة المرض العقلي في موريتانيا

يندر في موريتانيا أن تقر عائلة باصابة أحد أفرادها بمرض عقلي أو نفسي وأن تسعى لعلاجه بالطرق الصحيحة حيث يعزى الاضطراب النفسي والعقلي في معظم الأحيان الى الجان.

ولا يوجد في موريتانيا سوى مركز واحد لعلاج المصابين بأمراض عقلية أو نفسية.

لكن حملة أطلقتها منظمة غير حكومية تدعى الصحة في الجنوب تسعى لتوعية الموريتانيين بخصوص الصحة النفسية والعقلية من خلال المسرح والغناء.

ويقول الخبراء ان السببين الرئيسيين للاضطرابات العقلية في موريتانيا هما الصدمة التي تصيب الذين تتدهور أحوالهم المعيشية والزحف العمراني خلال الأعوام الاربعين الماضية على المناطق الريفية والصحراوية.

وتخجل عائلات المصابين باضطراب نفسي أو عقلي في معظم الاحيان من المريض وتفضل اللجوء الى أنواع تقليدية من العلاج لا تحقق الشفاء.

وقال عبد العزيز سالي الموظف بمركز الامراض العصبية والنفسية في نواكشوط “عند اكتشاف أول أعراض المرض العقلي تحاول العائلة في باديء الامر التزام الصمت وإخفاء المريض في المنزل أطول وقت ممكن. ثم يصطحبونه الى المعالج الديني في الحي ثم الى الساحر وأخيرا يرحل بعضهم من القرية. يجربون كل ما في استطاعتهم وبعد أن ينفد مالهم ويبيعوا كل ما يملكون عندئذ فقط يفكرون في اللجوء الى العلاج النفسي ولا يحدث ذلك في العموم الا بعد عدة أعوام.”

وعرضت في إطار الحملة في الآونة الاخيرة بمركز الامراض العصبية والعقلية في نواكشوط مسرحية عن أسرة يصاب أحد أفرادها بمرض عقلي. وتلجأ الاسرة الى إمام المسجد المحلي الذي ينصح باستشارة طبيب. وتنتهي المسرحية برسالة مفادها أن “الاضطرابات العقلية لها علاج” يمكن الجمع فيه بين الروحاني والتقليدي والطب الحديث.

وقال عبد الرحمن صو منسق مشروع الصحة النفسية “عندما نقدم مسرحية يمثل فيها أشخاص من سكان المكان يشعر الناس أنهم يحظون بتمثيل جيد وذلك أفضل من عرض فيلم أو طريقة أخرى للايضاح.”

وقالت امرأة تدعى أتيا ديالو شاهدت المسرحية بمركز الامراض العصبية والعقلية “كثير من الناس لا يعلمون شيئا عن تلك المشاكل وهذه المسرحية توضح لهم. كثير من الناس لهم أقارب مصابون بمرض عقلي ويرفضونهم ويتركونهم في الشوارع حتى يختفوا من حياتهم. اذا كان لك قريب مريض يجب ألا تتخلى عنه.”

وقال رجل يدعى أبو دياو بعد أن شاهد المسرحية “هذه الطريقة تجعل الأمور أكثر وضوحا للناس. كل من حضروا العرض سيفهمون المشكلة. أي وسائل أخرى للتوعية.. ربما لا يتاح لبعض الناس الوصول اليها.. لكن مسرحية من هذا القبيل يشاهدها الجميع صغارا وكبارا رجالا ونساء.”

ورغم افتقار نظام الرعاية الصحية في موريتانيا بصفة عامة الى الاطباء الاكفاء والتجهيزات المناسبة يعالج مركز الامراض العصبية والعقلية في نواكشوط أكثر من 2000 مريض سنويا.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button