موريتانيا والمغرب نحو اندماج اقتصادي رائد فى غرب أفريقيا والساحل مع المحيط الاطلسي
أنباء انفو- ارتفعت التبادلات التجارية بين موريتانيا والمغرب إلى مستويات غير مسبوقة وعلى مختلف الأصعدة خلال السنوات الثلاث الماضية مسجلة نسبة نمو ناهز فى بعض الأحيان 60 فى المئة مقارنة مع فترات سابقة مستفيدا من التطور الإستراتيجي الحاصل حاليا فى العلاقات الممتازة بين البلدين الجارين.
ومع إطلاق ملك المغرب محمد السادس، بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء 6 نفمبر 2023 , مبادرة دولية من أجل تعزيز ولوج دول الساحل الأفريقي إلى المحيط الأطلسي ، توقع أغلب الخبراء والمحللين الإستراتجيين بالمنطقة المغاربية ، ارتقاء التبادلات التجارية ومختلف أشكال التعاون الأخرى بين موريتانيا والمغرب إلى مستويات عليا أشبه بالإندماج الإقتصادي الشامل ، خصوصا بين الجهتين المتجاورتين جهة انواذيبو ، شمال موريتانيا وجهة الداخلة فى إقليم الصحراء جنوب المغرب حيث يلعب معبر “الكركرات” الحدودي بين الجهتين، دورا هاما في حركة التبادل التجاري بين البلدين، ودول غرب أفريقيا و4 دول فى الساحل(مالي، النيجر ، اتشاد ، بوركينافاسو) .
لم يُخف أصحاب القرار السيادي فى موريتانيا اهتمامهم بالمبادرة الملكية المغربية “ربط السحل بالإطلسي” من خلال تصريحات أدلى بعض كبار المسؤولين بالدولة فى أعقاب لقاءات ثنائية مع نظرائم بالعاصمة الرباط، مدركين الإستفادة الهائلة التى ستحصدها بلادهم من تفعيل تلك المبادرة .
وأشارت تقارير صادرة عن معاهد ومراكز بحوث استراتيجية ، إلى فوائد لايمكن إحصاؤها ستجنيها موريتانيا من خلال تبنيها للمبادرة الملكية المغربية ربط دول الساحل بالأطلسي ، سواء على مستوى الإستفادة من التعاون الأمني والإستخباراتي الضروري لتأمين القوافل فى منطقة تشهد اضطرابات وحالة عدم استقرار أو استفادتها فى توجيه الإستثمارات إليها عبر استغلال البنية التحتية التى أنجزها المغرب على مدى السنوات الماضية فى مختلف جهات المملكة وتحديدا فى جهة الداخلة المجاورة لجهة انواذيبو شمال موريتانيا.
تقارير نبهت إلى الأهمية التى يمكن لبعض الدول الأفريقية وفى مقدمتها موريتانيا ان تجنيها من المبادرة الملكية ربط الساحل بالإطلسي مصحوبة بعرض سخي يتمثل فى وضع البنية التحتية المغربية الجاهزة تحت تصرف الدول الأعضاء فى تلك المبادرةللإستفادة منها .
وكان تقرير نشره فى وقت سابق المكتب البريطاني المتخصص فى الذكاء الإقتصادي “أوكسفورد بيزنس غروب” (Oxford Business Group) أكد أن جهة الداخلة واد الذهب شمال اللملكة وهي الحلقة الملاصقة لموريتانيا عبر المعبر البري”الكركرات” أَهَّلت نفسها لتصبح بوابة يمكن الإعتماد عليها للتصدير من وإلى إفريقيا، وذلك نظرا لتوفرها على البنى التحتية الحديثة للنقل ابتداء من ميناء الداخلة الأطلسي الجديد الذي طلب استثمارات بنحو 1.4 مليار دولار وطريق تيزنيت – العيون – الداخلة السريع ‘بطول 1.055 كم، إضافة إلى توفر تلك الجهة الملاصقة لحدود موريتانيا الشمالية على مرافق حيوية ضخمة و مناطق صناعية وغير ذلك من المرافق الحيوية.
كما سَيُمكِّنُ بناء الطريق الجديد انواكشوط -الكركرات من تسريع حركة العبور بالشكل الذى يجعل الربط بين دول الساحل والأطلسي أكثر سلاسة وحيوية .