عشرات من الصحراويين يقاتلون مع فاغنر فى شمال مالي
أنباء انفو- تداولت بعض مجموعات “سوشيال ميديا” وصفحات جادة على مواقع التواصل الإجتماعي ، صورا وفيديوهات يظهر فيها شبان بشرتهم سمراء يرفعون شعارات فاغنر وهم يشاركون فى أعمال قتالية وسط وشمال مالي .
وأكد معلقون على تلك الصور والفيديوهات ، أن أغلب أصحاب البشرة السمراء الذين يظهرون بوضوح فى تلك الصور ، من أصول صحراوية ، اكتتبهم فاغنر لأنهم يتقنون استخدام الاسلحة الروسية الموجدة لدى المجموعة وقد تدرب أغلبهم على تلك الأسلحة فى مراكز تدريب تابعة لجبهة البوليساريو بولاية تيندوف الجزائرية.
وجاء فى تقرير مفصل جديد صادر عن منتدى دعم الحكم الذاتي في تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، أنه فى الآونة الأخيرة ظهرت معطيات مؤكدة تشير إلى تورط جبهة البوليساريو في نقل شباب المخيمات إلى مالي، قبل أن تنقطع أخبارهم ولم يعثر لهم على أثر رغم المحاولات الحثيثة من أقاربهم.
المنتدى أوضح أن حادثة هجوم مرتزقة “فاغنر” قبل أيام قليلة على الأراضي الموريتانية، واقتحام قريتي “دار النعيم”، و”مد الله”، واطلاق النار، واعتقال أشخاص وإصابة آخرين بجروح، كشف عن أسرار خطيرة، بعد حديث بعض الضحايا عن مرافقة ملثمين لمجموعة “فاغنر”، مهمتهم تسهيل التواصل مع الضحايا ولاحظ بعض الأهالي أن أولئك الملثمين يتحدثون بالحسانية، غير أنها مختلفة عن لهجة أهل البلد.
ونقل مجموعة من الموريتانيين إلى ساكنة مخيمات تندوف خبر تواجد ملثمين يتكلمون اللهجة الحسانية رفقة عناصر “فاغنر” الذين اقتحموا القريتين، لتنطلق جولات البحث الجماعي عن حقيقة اختفاء عشرات الشباب الصحراوي، وعلاقة ذلك بالانخراط في صفوف مرتزقة “فاغنر”.
المنتدى أكد أن بعض الأهالي استطاعوا عبر استغلال علاقات القرابة التي تربطهم مع بعض كبار التجار، أن يحصلوا على معلومات تفيد أن “فاغنر” استعانت بشباب من المخيمات قامت بتدريبهم وتأهليهم للمشاركة معها في عمليات بالساحل الافريقي، والمساعدة في أعمال الترجمة والتمويه مستغلين في ذلك اللهجة ولون البشر، مقابل مبالغ مالية مغرية.
وعملت المجموعة الأولى من المجندين الصحراويين الملتحقين بـ “فاغنر” على التوسط لاستقطاب 500 شاب من مخيمات تندوف لتدريبهم ونقلهم إلى مناطق مختلفة، داخل إفريقيا وترحيل بعضهم لروسيا قصد المشاركة في عمليات عسكرية لمدة لا تتجاوز ثلاث سنوات، يحصلون بعدها على الجنسية والمساعدة في الاستقرار، مع راتب شهري يفوق 3000 دولار .
المنتدى أشار إلى أن الانخراط في صفوف مرتزقة “فاغنر” يخضع لشروط صارمة، منها قطع المجندين علاقتهم مع ماضيهم، والتخلي عن هويتهم الحقيقية، والالتزام بعدم التواصل مع عائلاتهم، كما يمنع الانضمام على المتزوجين والآباء، خوفا من أن تجرهم العاطفة الى الهرب أو الاتصال بأي شكل من الأشكال مع عائلاتهم، مما قد يؤثر على عملية التنسيق والتجنيد التي تشرف عليها جبهة البوليساريو عبر وسطائها من التجار والمهربين، بمباركة جزائرية.
المصدر، شدد على أن هذه العملية تتم دون مراعاة مستقبل الشباب المغرر بهم، ولا شعور عائلاتهم المكلومة بالمخيمات، في مخطط يعكس ما يتم التحضير له في الشمال الافريقي من تخريب ودمار وإشاعة الخوف والرعب، انطلقت أولى فصوله في الأراضي الموريتانية، ولا شك أن شرارته ستتسع في المستقبل القريب.
المنتدى أرجع سبب خضوع شباب المخيمات لمغريات “فاغنر”، إلى انعدام الأمل لديهم في الحصول على مستقبل جيد داخل تندوف، وهو ما حدى بهم إلى سلك مسارات شديدة الخطورة انتهت بهم ليكونوا أداة لإيقاد حروب لا علاقة لهم بها في الساحل، وهو الرأي الذي يشاطره فيه الكثير من سكان مخيمات الذل والعار.
.