أخبار

مهرجان ينجح في إبعاد شبح القاعدة ولو إلى حين

في مدينة تومبوكتو شمال مالي حيث اختطفت القاعدة سياحا وقتلت واحدا منهم في تشرين الثاني/نوفمبر، تحدى آلاف الاشخاص ومنهم أفراد غربيون التحذيرات الأمنية ليحضروا حفلا يحييه نجم الروك بونو على الكثبان الرملية.

كيتلي من السياح الاميركيين الذين تحدوا تحذيرات بلادهم التي نصحتهم بتفادي هذه المنطقة الواقعة في قلب الصحراء والتي لم يوفرها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من شره. تقول “أتيت إلى هنا في المقام الأول لأنني أحب الصحراء، بالإضافة إلى أن الامتناع عن المجيء يزيد من عزلة المنطقة”.

وقد أطلق “مهرجان الصحراء” وهو ملتقى ثقافي سنوي، فعاليات النسخة العاشرة منذ 10 أيام مع عروض لفنانين من مالي ونيجيريا وموريتانيا والسودان والهند وكندا.

ولم يردع البرد القارس (12 درجة مئوية) الحضور عن التوافد. فاحتشد قرابة 3000 شخص أمام خشبة المسرح التي نصبت وسط أربعة كثبان رملية.

فجأة علت الصيحات وشعت الأضواء التي سلطت على المغني بونو قائد فرقة “يو 2” الشهيرة والنجم الذي يحل ضيفا على الحفل. فرفع يده وحيا الجمهور قائلا “جميعنا إخوة هنا!”. فتهافتت شابات إلى المنصة في محاولة لاعتلاء المسرح لكن من دون جدوى، إذ أن حراس الأمن الأربعة كانوا في المرصاد يسهرون على أمن النجم.

وما انفك الجمهور يصفق للمغني الذي انضم إليه فريق “تيناريون” المالي وأعضاؤه من الطوارق، الذي يلقبه البعض “صوت الصحاري”.

وبعد انتهائه من تقديم عرضه، غادر بونو المسرح على وقع تشكر الجمهور. فيقول الموسيقي المالي باسيكو كوياتي “أتى إلى تومبوكتو على الرغم من التحذيرات الأمنية جميعها. ونحن لن ننسى أبدا ما فعل”.

في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، اختطف خمسة غربيين في شمال مالي، ثلاثة منهم في تومبوكتو. وقد قتل آخر وهو يحاول مقاومة مختطفيه.

وقد تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عمليات الخطف والقتل. وقبيل افتتاح المهرجان الخميس، هدد التنظيم بقتل الرهائن وأعلن أنه بصدد تحضير “عملية عسكرية”، محذرا البلدان المعنية ألا وهي فرنسا وبريطانيا وهولندا والسويد.

نوك طالب من الطوارق قدم من المغرب ليعرب عن تضامنه مع المهرجان رافضا الإرهاب. فيقول “هذا واجبنا”.

يضيف زميله وهو يشير إلى الدبابات التي تحمل مدافع رشاشة “انظروا إلى التدابير التي لجأت إليها الدولة لتضمن أمن المهرجان”.

وتخبر فرنسية أنها سافرت “خلسة” لحضور المهرجان، مبررة “لو علمت السلطات في بلدي لكانت منعنتني من السفر”.

ويشير مصرفي بريطاني فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أنه أمن رحلة مباشرة من لندن إلى تومبوكتو على متن طائرة خاصة غير آبه بالتعليمات الرسمية وحجته هي “أحب هذه الأجواء وأحب المناخ! وقد حصلت على ضمانات من منظمين الحفل” في ما يتعلق بالأمن.

ويتأسف بشير وهو مهندس معلوماتي قائلا “منذ سنوات، كان السياح يتوافدون بالآلاف لحضور المهرجان. أما اليوم فلا يتخطون العشرات، بسبب الوضع الامني. فقد ربح تنظيم القاعدة المعركة الأولى”.

على الرغم من المخاطر أصر ماني أنسر مدير المهرجان على إطلاق الفعاليات معتبرا أن “تنظيم المهرجان هو أمر في غاية الأهمية، لا سيما في ظل ما حصل”.

ا ف ب

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button