مقالات

رحم الله النباش الأول – د. زيد خضر

أنباء انفو – يحكى أن زعيماً في بلدة ما كان إذ مات إنسان في بلدته ودفنه أهله وغادروا المقبرة ، يذهب إلى قبر الميت وينبشه ويأخذ ما دُفن معه من متاع ،وذات يوم اكتشفه أهل البلدة فثاروا عليه وقتلوه ، وجاءوا بزعيم جديد فكان هذا الزعيم يذهب إلى قبر الميت وينبشه ويسرق ما معه من متاع ثم يُجلس الميت على خازوق ويذهب ،ولما اكتشفه أهل البلد قالوا :” رحم الله النباش الأول ” .

هذا حال المقامة الفلسطينية اليوم مع نظام السيسي في مصر ، فالنباش الأول ” مبارك ” كان إذا أرادت إسرائيل أن تضرب غزة تأتي ” ليفني ” إلى القاهرة وتُعلن ضرب غزة منها ، وإذا اشتبكت حماس مع الصهاينة يلتزم الصمت ، ويُبقي وسائل إعلامه صامتة وربما حَرضت ضد المقاومة من طرف خفي ،وقد يبادر إلى معاهدات لوقف القتال بعد مشاورة فصائل المقاومة الفلسطينية ، وإذ ما خَطفت حماس جندياً صهيونياً فإنه يُرسل سراً مخابراته لتبحث عنه في نفايات غزة ،وإذا ما نشطت حماس في حفر الأنفاق فإنه يدمر بعضها ويبقي البعض الآخر ، أما المعبر مع غزة فإنه كان يغلقه أحياناً ويفتحه أحياناً أخرى .

أما النباش الثاني ” السيسي ” فإذا أرادت إسرائيل أن تضرب غزة فإنه يُرسل مدير مخابراته إلى عاصمة الصهاينة وينسق معهم ، بل وينذر حماس أن الصهاينة سيدمرون ثلث غزة ،وإذا اشتبكت حماس والمقاومة مع الصهاينة ودافعت عن نفسها ، فإنه يتهمها بالإرهاب ويُحرض عليها ،ويأمر وسائل إعلامه بمهاجمة حماس وشتمها وشيطنتها ، بل يوحي إلى وزارة أوقافه أن تعلن أن إسرائيل جارة وصديقة ولا يجوز الإعتداء عليها وأن حماس والمقاومة معتدون آثمون ، وعليهم أن يوقفوا العدوان فوراً .

وإذا ما قُتل ثلاثة صهاينة في الخليل فإن النباش الثاني يتباكى عليهم ويتهم حماس بخطفهم وقتلهم،ويصفها بالإرهاب والهمجية والعنصرية ، ويُرسل مخابراته للبحث عنهم ، أما معبر رفح مع غزة فإنه يغلقه تماماً وربما فتحه للجرحى حتى يعتقلهم ويحقق معهم ، ويساعد الصهاينة في إحكام حصار غزة لتركيعها .

وإذا ما توسط لوقف النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية فإنه يقدم مبادرة تمليها عليه إسرائيل لتحقيق مصالحها ، ويتم بموجب هذه المبادرة تجريم المقاومة الفلسطينية ونزع سلاحها ، وتسليم رؤوس المقاومين لقمة سائغة لليهود ، بحيث لا يتبقى في الأمة العربية من يدافع عن أرضه وعرضه أمام الأعداء المحتلين .

أجل رحم الله النباش الأول ، وأعاذنا الله وإياكم من ” نباشي القبور ” وهم كُثر هذه الأيام ، مع ملاحظة أن هؤلاء النباشين لا يستطيعون أن ينبشوا إلا قبور الأموات أما حماس والمقاومة ومعها كل غزة وشرفاء الأمة فهم أحياء صامدون لا يستطيع النباشون ومن ورائهم من الأقزام أن يقتربوا منهم ،نصر الله المقاومة التي تدافع عن شرف الأمة وحمى غزة وأهلها ولا نامت أعين الجبناء .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button