زيارة صحافية “خاصة” إلى حقل الغاز المشرك بين موريتانيا والسنغال
أنباء انفو- وسط المياه الحدودية المشتركة بين موريتانيا والسنغال، حقل غاز تورتو-أحميمي ، احتياطياته من الغاز تبلغ حوالي 25 تريليون قدم مكعب .
قبل ستة أعوام، وقعت الجارتان موريتانيا والسنغال، اتفاقية مع شركة بريتيش بتروليوم البريطانية وشركة كوزموس إنرجي الأمريكية، لإنتاج الغاز الطبيعي في حقل أحميمه-غراند تورتو، الواقع على بعد خمسين كيلومترا من الساحل.
شهر إبريل الماضي ، وفى عمق مياه المحيط الأطلسي وسط الحدود المشتركة بين موريتانيا والسنغال، رست إحدى “أكبر السفن في العالم”، وهي منصة عائمة مخصصة لإنتاج وتخزين الغاز الطبيعي من الرواسب المشتركة ،
تبدو المنصة التي استغرق بناؤها في مدينة صينية ثلاث سنوات ونصف السنة، من نوافذ المروحية، مثل قارب تتقاذفه الأمواج، لكنها أقرب عند هبوطها إلى مدينة ذات طبيعة شوارعها نظيفة، الممرات وإشارات المرور الخاضعة للرقابة والعمال المؤهلين تأهيلا عاليا.
ومن مهبط طائرات الهليكوبتر، أمضينا ساعات في اتباع تعليمات أمنية مشددة، لأن الحركة في المنصة تخضع لقواعد محددة ومسار محدد سلفا، نظرا لحساسية التثبيت، لأننا لا نعبث بالإجراءات الأمنية في هذه المدينة مبنية بالحديد والخرسانة، وهو أمر مكلف بشكل خاص من حيث المال والوقت.
تتكون المنصة من ثمانية طوابق لسكن الموظفين والمكاتب وقاعات الاجتماعات والصالات الرياضية وغرفة السينما ومطعم وغرفة الشاي، وبالطبع مرافق ضخمة لإنتاج ومعالجة الغاز.
تعتبر المنصة أول محطة تستقبل الغاز من الآبار الواقعة على بعد 60 كيلومتراً تقريباً، لتنقيته من خلال عزل الشوائب والزيوت الموجودة هناك.
بعد التنقية، تقوم المنصة العائمة بنقل الغاز عبر شبكة من الأنابيب تحت الماء إلى منشأة أخرى، والتي ستقوم بتحويله إلى غاز مسال لتصديره إلى الأسواق العالمية.
وحسب الخبراء يستمر استغلال حقل الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال، حوالي عشرين إلى ثلاثين عاماً، ومن المتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 2.3 طن من الغاز سنوياً.
الآن وقد أصبح المشروع جاهزًا تمامًا لبدء الإنتاج التجريبي، من المتوقع انطلاق الإنتاج الرسمي في أوائل العام المقبل(2025).
ومن المتوقع أيضا، خلال المرحلة الأولى من التشغيل أن يصدر المشروع ما يقرب من 2.5 مليون طن سنويًا، منها حوالي 70 مليون قدم مكعب يوميًا للاستهلاك المحلي في البلدين.