مقالات

معاوية المثير….أسطورة الدهاء والفعل المتنوع / عبد الفتاح ولد اعبيدن

أحدهم من المذرذرة يسمى “بدن” يقال أنه من منطلقة “إكيدي” وما هو بكذلك على وجه الطبع الهادي الحكيم، مدح مدحا عزيز الحارس السابق، الناكث لعهد ولي نعمته، ويتناول معاوية المثير -في المقابل-، بما لا يليق به على الأقل، أي “بدن” هذا، لأنه في مقام يفترض أن يكون حياديا تقنيا، مدير العمليات الانتخابية في اللجنة غير المستقلة للانتخابات.

سبحان الله، كاتب معروف، وحاكم سابق، ومهندس من أكبر شخصيات الداخلية يتعرض لمعاوية، الذي كان يوما يسأل عنه كل صباح، أحد القادة الفرنسيين العاملين بوزارة الدفاع الموريتانية في أواخر الستينات، فيقول: |أين الضابط الكتوم؟، يعني معاوية!.

يجوز لك فعلا أن تتحدث عن معاوية كما تشاء، فهو شخص أو شخصية عمومية، ولكن موقع الزور، الذي شهدت فيه، بشهادة الزور بأن انتخابات ولد عبد العزيز شفافة ونزيهة، وأقول يا “بدن”، هذا الموقع ليس من اللائق أن يتحول إلى منبر إشادة بعزيز الاستبدادي أو معاوية المثير المحير!.

“معاوية” افتقده مرة أمه زينب بنت عمار رحمها الله وهو صغير، إبان سيلان سيول جارفة، في بطحاء ترون، حيث يقيم والده، رغم أنه ولد عند أخواله في تويزكت 10 كلم شمال مدينة أطار.

فعلا افتقدته وبعد بحث مضني، ظنوا أنه توفي على إثر ذلك الاختفاء، وجدوه متعلقا بقوة الخائف، بإذن الله ومشيئته، بذراعيه ويديه الصغيرتين الجميلتين اللطيفتين بشجرة نخيل، إحدى نخيل ترون(5 كلم من أطار) في الاتجاه الشمالي دائما، واستنقذوه وترعرع وتربى في حضنها، حضن الصالحين والمجاذيب الموهوبين، إلى أن وصل إلى سن الرشد والفهم، وبعد حصوله على مستوى دراسي متوسط إختار طريق الجندية والعسكر والبطولة، والفروسية والدفاع والذود عن حياض الوطن، فنفر منه أهله وخاصيته، في مجتمع من الزوايا، يفضل العلم والتجارة وسواها من المهن على “أتصندير”، ولم يكن معاوية وقتها، يعرف “اكيدي” ولا “بدن”، ولا كان معاوية يعلم بدقة أن “اهل اكيدي” رمز للأدب العالي الجم الحقيقي، لكن مع شيء يسير، لا يظهر بسهولة من التعالي، ولا أقول الكبر حاشا وشيء من السخرية، ملح العقلاء أحيانا، وعوض تعبير المتفوقين عن شعورهم بالفارق الكبير والبون الشاسع بينهم، ومن سواهم، أو عقدة شعب الله المختار.
لكن “أهل إكيدي” و “أهل القبلة” عموما أقرب لوصفه صلى الله عليه وسلم الموطؤون أكنافا الذين يالفون ويولفون”، وليسوا مثل صنعتنا الطبيعية العصبية أحيانا نحن وبقية أهل موريتانيا!

فمن أين أتيت يا “بدن” بهذه الحدة والتصريح الزائد في العبارة، أم أن الحسد الزائد والحقد الزائد ربما، أثر عليك تأثيرا بالغا، حتى من شخص أفل حكمه، رغم أن نجمه مازال ساطعا في الأفق ورغم سلبياته المعروفة الواقعية.

معاوية يا “بدن” أثار أهل موريتانيا، أجمعين، وربما غيرهم، من بعض سكان العالم والعارفين به، وإن قلوا، وهو مثير حقا، بسلبياته المؤلمة وإيجابياته التي يقر بها، ولو في داخله العدو قبل الصديق، وكان الأجدر بك أن تتحرى حتى تخرج من دائرة عمل اللجنة الحساس، فتشبعه ضربا وركلا معنويا إن شئت، والمعيب هنا كلامك في مثل هذه الوظيفة المفترض، أن تسمو على المديح والذم الزائد لمختلف الفرقاء السياسيين الحاليين والسابقين، فللسابقين صلة مباشرة أو غير مباشرة أحيانا بالمشهد السياسي وحتى عمل اللجنة ولو بطريقة غير مباشرة، وكان الأولى أن لا يصل تقربك إلى النظام الحالي واستغلالك للوظيفة، -كما شهد الجميع-، بصورة مؤذية مقرفة إلى هذا الحد.

“لكل قوم سفهاء” كما قيل وكما يكرر دائما بداه ولد البصيري رحمه الله، شيخنا وكبير علمائنا.
فلا تلعب بالنار يا “بدن” هذا!.

لولا أنك من جوار أصهاري “زنبتي” في موقع “الرش” غير البعيد من المذرذرة المباركة الوقورة، العالية الكعب في النهاية والصلاح ودماثة الأخلاق، لأسمعتك ما يليق بك من قصاص مشروع و: “البادئ أظلم”.

أما علمت أن المسألة شخصية جدا بالنسبة لي، معاوية والدته زينب بنت عمار رحمها الله، وهي الصديقة الحميمة لجدتي من أم سلمى بنت عبد الله السالم رحمها الله، إلى جانب أنه من الباب الواسع ابن عمي، فما أطمعك في عرض معاوية إلى هذا الحد، وأنت مقيد بحكم الوظيفة أخلاقيا أن تتحامل على بعض الفرقاء أو تميل إلى بعضهم، ولو ميلا يسيرا لصالحهم، وأنت من قوم كذلك، أهل خلق وسيادة ورفعة وعقل ونباهة، وخصوصا سلامة شديدة من الناس، مشهود لهم بها!.

كل بيوت شرفاء “اسماسيد” تقريبا تضج بالألم من كلامك عن معاوية المثير.

نحن نعرف أن معاوية ككل البشر أصاب وأخطأ، وربما توغل في الصواب حتى برع، وربما توغل في الخطأ حتى أخاف وأرعب وأرعد وأثار التساؤلات المحيرة في الأذهان، لكن ربه أعلم بمصيره، وأرجو من الله أن يبدل سيئات معاوية حسنات، وأن يزيد في حسناته، وأنت كذلك يا “بدن”، عافاك الله ونحن وسائر المسلمون.

وقد عفونا عنك بسبب قرب “الرش” من المذرذرة، ولكن ألا تعلم أن الله قادر على أن يرد معاوية إلى الحكم لا قدر الله، وأبقاه بعيدا عن فتنة الأمانة فماذا ستقول وقتها، عن معاوية، لأنك صاحب مطمع وغرض واضح من خلال تجربة عملك خصوصا في اللجنة غير المستقلة للانتخابات، فماذا ستفعل وقتها، أم انك أيقنت مثلي، أن معاوية لن يرجع إلى دفة الحكم، وربما لن يرجع إلى موريتانيا، ذات السمت الأمني الشديد الاضطراب، وخصوصا في باب الاستقرار السياسي الهش وقلة العهد الرهيب!.

اللهم أرجو وأتشفع عندك أن ترد معاوية سالما غانما، وأن تضمه إلى حضني بعيدا عن أعدائه حتى يأمن، ويستقر في وطنه بعيدا عن الغربة وألمها وحرمانها للنفس من السعادة، وتعفو عن “بدن” هذا لغيظه وحقده وتحامله غير المبرر، خصوصا أنه مؤتمن على أمر يفترض فيه الحياد ولو نسبيا، وبمستوى مقبول، فمن باب أولى عند رجل من قوم “إكيدي” المعروفين بالحكمة وحسن الخلق والترفع عن المساس المباشر من الصديق والخصم على السواء، لعلو كعبهم في دماثة الأخلاق “يوطاو اعل اجرح ما عكروه” وإواعر اعليهم يوطاو اعليه”!.

يا “بدن” ماذا بك المغرب، وصداقتك مع أصحاب مارس81 وكواليس السياسة، وصدمة فشل انقلاب 16 مارس1981 على هيدالة، هل وجدت الفرصة من خلال اللجنة غير المستقلة، لترك بصمة معيبة، كهذه.

يا “بدن” معاوية أسطورة دهاء وفعل متنوع، يوصل فعلا إلى حد الإثارة، وأحسبه إن شاء الله من رجال موريتانيا الذين يستحقون الدراسة والتأمل الطويل الموضوعي، فما فعل كثير من فعل السوء على رأي البعض، دون أن يكون مضطرا أو مستدرجا من قبل بعض أركان ورموز حكمه في المراحل المتعاقبة المختلفة. ومن الغريب أن معاوية المثير هذا، مازال في المرائي الغريبة المتكررة.

أخبرني قبل ليالي احد أركان محاولة الانقلاب الدموية الفاشلة في 6-8 يونيو2003 الرجل الثالث في تلك المحاولة على ترتيب البعض النقيب وقتها عبد الرحمن ولد ميني النائب السابق والقيادي الحالي بحزب “التكتل” قال لي عبر الهاتف: “يا عبد الفتاح، وأنا نائم الليلة في مقطع لحجار على شقي الأيمن وامحجب رأيت فيما يرى الرائي، على كثيب معاوية ومعه جماعة، أعرف أحد أبرزها ولم أعد أذكر اسمه بعد أن صحوت من النوم، فخاطبته معاوية في الرؤيا، والرؤيا رمضانية في رمضان الحالي، وقلت له يا معاوية اكتب لنا مذكرات 14 سنة هذه، التي قضيت في الحكم، فإنها جزء كبير معتبر من تاريخ موريتانيا ينبغي أن لا يفوت دون توثيق، وأنتم أدرى به.
فقال لي ولد ميني، صحح لي معاوية، وقال إنها 21 سنة!.

إذن تأمل وأنظر هذا التفسير التعسفي حسب رأيك ربما يا “بدن”، ورأي بعض المتعجلين الرقم 14، يمثل خمسة وهي أركان الإسلام 4+1 تساوي5، وهي تشير إلى حكم إسلامي مدني، تشاركي موزون في موريتانيا يكون من أكبر رواده عبد الرحمن ولد ميني إن شاء الله، وصحبه من مختلف مشارب المعارضة والموالاة الحالية على السواء، إلا لغلبة لأهل الحق من كلا الطرفين، وهم مخبوءون غالبا وسيتم ذلك خلال ثلاث سنوات، تفهم من قولة معاوية في الرؤيا لولد ميني21، أي1زايد2 تساوي3، وسيستأنس رواد الحكم الجديد، من أمثال ولد ميني، ومن أمثالك فأنت إطار كبير إن سلمت من هذا التحامل والتقرب الزائف للنظام الحالي.

أقول ستستأنسون أنتم رواد هذا الحكم الجديد من الإسلاميين والقوميين والعلمانيين وكافة أهل موريتانيا بتجربة معاوية إيجابا وسلبا. أما معاوية فسيكون له هذا الدور فحسب في هذا الحكم وليس غير ذلك، ولن يكتب مذكراته على وجه أرجح، لأنه يرى ربما أن عدم الكتابة أبلغ وأكثر حذرا، وأهل موريتانيا، خصوصا أهل المخابرات منهم، والسياسة والمال والشأن والثقافة والإعلام وغيره من مقامات الأمر العمومي، حاضرة عندهم مذكرات معاوية ولو غير مكتوبة، وليس الأمر بالهين يا “بدن”، فاحذر غيبة هذا الشريف الشمسدي المبتلى، معاوية المثير.

فله شأن قطعا بإذن الله، وما أدراك فلعل أطلع على بروره لوالديه، فجاز له على غرار أهل بدر، فليفعل البار ما شاء، وكذلك أنت يا “بدن” جار أصهاري فلتقل ما تشاء بعفوية ربما وزلة لسان، فقد عفونا عنك وعن جميع جيرانهم، أعني جيران أصهاري من قريب أو من بعيد، لأن حرمي سلم بنت محمد باب ولد حيمد حفظها الله ورعاها، وهذا الأسلوب خلاف طبيعة “أهل اكيدي”، وعلى نهج قوله صلى الله عليه وسلم وترحيبه بصديقة خديجة بالتصريح، قال صلى الله عليه وسلم: “كانت تزورنا أيام خديجة”.

فقد وقفت معي الفتاة الآنفة الذكر بصبر ووفاء وتضحية مثالية نادرة، عندما سجنت وهددت أكثر من مرة ومحاولات الاغتيال أو الاعتداء والإرجاع إلى السجن، عندما حكم بعد العفو الرئاسي الهش سليمان جارا بإعادة غرامة 300 مليون أوقية على العبد الفقير إلى الله، ولعلها كلمة كلمتين على الأصح، عسى بوعماتو إن لم يجد المال، الذي لا طمع له عندي، أن يترك الغرامة ضغطا وتخويفا لبقية الأقلام والزملاء، وأن تبقى رقا ودينا وهميا في رقبتي، إلى أن أموت شهيدا في غزة إن شاء الله.

فإنني أذكر صبرها على طبعي ومحنتي المذكورة، وأقول لمعاوية هذا البدن، أبدن من مال اللجنة، وفتنه توكيل عزيز بهذه المهمة الحرجة، فتخطى خط “برليف” في استفزازنا واستفزاز سائر أهل موريتانيا، لأنهم -أي أهل موريتانيا- مثل تكبر بنت الميداح حفظها الله ورعاها، يقولون كلهم بلسان مقالهم أو لسان حالهم، إن توجسوا على مصالحهم: “الخير جان بمجيكم”.

وكل رمضان ومعشر المسلمين جميعا بخير، وغزة تجاهد.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button