لا نامت أعين الخونة *
أنباء انفو -الحالة الأمنية في البلد تزداد تعقيدا يوما بعد يوم بسبب اضطراب بعض الأنظمة المجاورة (الجديدة على السياسة و القيادة) و تزايد مغامرات قراصنة الهجرة السرية و حالة التخبط التي تعيشها المنطقة و محاولات التدخل الخارجية من قبل قوى الشر المسؤولة عن كل آلام البشرية في كل مكان .
قوى الشر المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي (حلف الناتو) ، لا تسمح لأي من هذه البلدان بأي إصلاحات و لا بأي حد من الاستقرار خارج منظومة إملاءاتها الملغومة و لا بممارسة أي مستوى من الديمقراطية (غير الشكلية) ، التي حولت حياة هذه الشعوب إلى جحيم حقيقي و حكامها إلى جرافات تدمير لآمال شعوبهم باسم ديمقراطية مكذوبة و تنمية مغشوشة و كرامة مُهانة و حرية مُداسة :
نعم ، تعيش بلادنا اليوم بين صراع مزمن لا يمكن أن نكون طرفا فيه و لا يمكن أن لا نكونها و بين صراع أحقاد لا يمكن أن لا نكون طرفا فيه و لا نعرف كيف نكونها :
كل الصراعات المحيطة بنا جزء من مسؤولياتنا الدينية و الأخلاقية و التاريخية و كل المتورطين فيها يتعاملون معها من زاوية المصالح و منطق القوة : لا دين و لا أخلاق و لا أي احترام للتاريخ و لا للجغرافيا !!
المهم الآن ، هو :
ـ أن لا تنسى موريتانيا أبدًا عبارة “*بين دولة جارة و دولة شقيقة*” ..
ـ أن لا تقبل أن يبتلعها بطن “*أفعى*” سينغور المتربصة بها ..
ـ أن لا تقبل أن تصبح *أرض ميعاد* الدياسبورا الإفريقية المتسكعة على أرصفة الضياع ..
# أردت هنا أن أذكر شعبنا بمقولة المناضلة الغواتيمالية الكبيرة ريغو بيرتا مينشو “*يمكننا أن نغفر الكثير لكن علينا أن لا ننسى أي شيء*” !!
# أردت هنا أن أنبه قادة البلد اليوم و غدا ، إلى أن عليهم أن “يقولوا شيئا و يفعلوا شيئا آخر و يفكروا في شيء ثالث” : *هذا الشيء الثالث* وحده هو القادر على انتشال موريتانيا من مأزقها و هي مهمة تحتاج عقولا أكبر و مقاربات أدهى ، لا تجرها الاستفزازات إلى معارك غير معركتها و لا يجرفها أي تيار إلى السباحة عكس أهدافها و لا تُحمِّلُ الزمن أخطاء مغامريها !!!
# أردت هنا أن أذكر شعبنا أن مخالب الأعداء تتربص بمقاتله و الخلافات الداخلية (حتى لو كانت صحية في أكثر أوجهها) ، هي اليوم زاوية اختراقه الأخطر:
ـ على النظام الموريتاني أن يفهم أن أهم معركة و أصعبها يمكن أن نكسبها اليوم ، هي الخروج من المرحلة من دون الدخول في أي صراع من الصراعات المحيطة بنا ..
# أردت هنا أن أذكر شعبنا بما قاله مراسل *العربي* الكويتية في تقريره الطويل عن موريتانيا سنة 1968 “*إذا لم نفعل شيئا ستكون لدينا فلسطين أخرى في الغرب الإفريقي ، فالحصول على الجنسية الموريتانية لا يتطلب إلا أوقية واحدة هي ثمن تذكرة العبارة و تصبح موريتانيا*” و ما زال شلال المهاجرين الأفارقة إلى موريتانيا في تصاعد حتى اليوم !؟
# أردت هنا أن أذكر شعبنا في هذا الوقت الذي تعاد فيه عملية إعادة رسم العداوات و خرائط تفجيرها ، و تشكيل أحلاف الشر ، بوعد غولدا مائير (رئيسة وزراء الكيان السابقة) “*من بين الدول العربية و الإسلامية الأكثر عداء لإسرائيل هي موريتانيا و سندخلها يوما في مشكلة لن تعرف كيف تخرج منها*” : كان ذلك بعد تولي المرحوم المختار ولد داداه رئاسة الاتحاد الإفريقي في دورتين متتاليتين هي الأولى في تاريخ الاتحاد (1971 – 1972) ، *قطعت أو جمدت فيها 48 دولة إفريقية علاقاتها مع الكيان الصهيوني* ..
# أردت هنا أن أذكر شعبنا و جيشنا و أمننا ، أن العربي الجيد عند الكيان الصهيوني ، ليس العربي العميل لهم و لا العربي المهادن لهم و لا العربي غير المهتم بصراعهم مع العرب و إنما هو حصريا *العربي الميت* : لوبيات الصهاينة في الداخل تبدأ بـ”افلام” لكن أخطرها “إيرا” و تصوُّف بيرام يؤسس لمرحلة أخطر ، لا أفهم بماذا تُعِيبُ الإبراهيمية !؟
كل معطيات الواقع الجيو سياسي تجعل التموقع الموريتاني محسوما ، كما توضحه مواقف رئيس الجمهورية في كل خطاباته ، من القضية الفلسطينية التي لم تعد غير قضية غزة .!!
و نصرة غزة و مد يد العون لها بكل ما أمكن ، ليست موقفا سياسيا و لا وجهة نظر تحتمل الاختلاف بل واجب ديني مُلزم ، أعيذكم من تحويله إلى خيار و هي بالضبط حالة القضايا المحيطة بنا ..
نعم ، هنا تتضح أذرع الإبراهيمية السياسية ، بالعودة إلى مقابلة بيرام مع بعض الصحف المغربية قبيل الانتخابات الأخيرة و وعده بتبني مغربية الصحراء في حال فوزه !!
على من يعتقدون أن مثل هذه الارتباطات يمكن أن تفوت علينا ، أن يفهموا أنهم سذجٌ واهمون !!!
أستقبِلوا بيرام على بساط أحمر ..
امنحوه رتبة حاخام ..
تراقصوا من حوله ، احتفاء بقدوم موكبه العظيم ..
انسجوا وشائج الدين و الدم و العمالة ، من خلف غبائنا و ارفعوا رايات العبور و الانتصار ..
اختموا ثُمْنَ وفائكم لهذا الوطن بخُماسية الطابور الخامس الأقدم أو سُداسية داوود الأعظم !!؟
لكن تذكروا أن لهذا الوطن حراس ذاكرة و وجدان سيحولون نشوة كل لحظة عماء تخطفكم ، إلى مشروع ندم !.
*سيدي علي بلعمش