صمت موريتانيا والجزائر أمام إعادة طرح مقترح “تقسيم الصحراء”
أنباء انفو- لم تكن تسريبات عادية تلك التى توصلت إليها وكالة أنباء رويترز، وتضمنت بعض تفاصيل موضوع للنقاش حول مقترح لتقسيم الصحراء قدمه المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا فى جلسة مغلقة لمجلس الأمن يوم الأربعاء الماضي.
السؤال الذى يطرح على نطاق واسع هو : من نفض الغبار عن مقترح “تقسيم الصحراء” الذى ظهر لأول مرة مع قادة الإنقلاب العسكري فى موريتانيا(1978) لما اقترح المقدم محمد خونا ولد هيداله ،على جبهة البوليساريو تسليمها القسم الصحراوي الذى كان يتواجد فيه الجيش الموريتاني ضمن اتفاقية شاملة تنهى النزاع لكنها لم تقبل ذلك.. ثم أعيد طرح نفس المقترح في عام 2002 من طرف الرئيس الجزائري فى تلك الفترة الشاذلي بن جديد، عبر المبعوث الأممي أنذاك إلى الصحراء ، جيمس بيكر، ليرد عليه المغرب انه لا يقبل التفاوض حول صحرائه، ويقبل التفاوض بشأن نزاع إقليمي مع بلد جار ينازعه في سيادته على أرضه..!؟.
وإذا كانت البوليساريو سارعت من خلال بعض قادتها عبر تغريدات وتصريحات صحافية إلى رفض المقترح القديم فى طبعته الجديدة ، إلا أن كلا من الجزائر وموريتانيا -حتى الآن- لم يصدر عنهما اي تعليق حول الموضوع.
المملكة المغربية وعلى لسان وزير خارجيتها ناصر بوريطة ، أكدت أن المبعوث الأممي عرض في زيارته الأخيرة للمغرب في أبريل الماضي، على الوفد المغربي ذلك المقترح، وكان الرد صريحا وواضحا وهو : أن “هذه الأفكار مرفوضة وغير مطروحة نهائيا” وأن “المغرب لم ولن يقبل حتى أن يبدأ في سماعها، لأنها تتعارض مع الموقف المبدئي للمملكة المغربية وموقف كل المغاربة بأن الصحراء مغربية، وجزء لا يتجزأ من التراب المغربي”.
محللون دوليون حاولوا الربط بين توقيت التسريبات والتطورات المتسارعة التى حصلت على مستوى ملف النزاع فى الصحراء نتيجة النجاحات الدبلوماسية الكبيرة التى تحققت لصالح سياة المغرب على الإقليم وظهور مؤشر دخول الملف إلى آخر فصل يفضى إلى حسمه وإنهائه .
بناء على ذلك لايستبعد أصحاب تلك التحاليل ان تكون التسريبات مجرد تمهيد أعدته” أطراف وقوى إقليمية ودولية باتت تتهيأ لما سيحدث في المنطقة في المرحلة المقبلة وتتطلع إلى الوضع الذي سيكون عليه الشمال الافريقي، بعد أن يطوى ملف الصحراء بشكل نهائي”.
كما لايستبعد آخرون ، ان تكون التسريبات خرجت للحد من سرعة ولادة حل آخر لملف الصحراء أصبح “قاب قوسين أو أدنى” خصوصا بعد اعتراف معظم دول العالم وفى مقدمتها الدول الكبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، إسبانيا…) بمغربية الصحراء.