“تصفية الإستعمار فى الصحراء”.. الذاكرة الحية,،،*
أنباء انفو- فى مثل هذا اليوم الخميس 14 نوفمبر 1975، وقعت كل من المملكة المغربية وإسبانيا وموريتانيا اتفاقية ثلاثية، أنهت وبشكل كامل الإستعمار فى إقليم الصحراء جنوب المغرب وذلك في أعقاب نجاح المسيرة الخضراء التى قادها الشعب المغربي مطالبا باسترداد الأرض التى احتلتها إسبانيا لأول مرة عام 1884 ومرة ثانية عام 1934.
الإتفاقية الثلاثية التى تمت تحت قيادتين إسبانيتين: الملك فرانكو، عجوز يحتضر وخوان كارلوس، فى عنفوان شبابه، قضت بالإنسحاب من كامل الإقليم الممتد من طرفاية إلى لكويرة.
الإتفاقية جرت طبقا للقانون الدولي المتمثل فى تسليم الأرض المستعمرة إلى أصحابها الذين تقدموا بمذكرات موثقة تاريخيا وقانونيا، تطالب باستعادة أرضهم منها تلك المذكرة التى تقدم بها المغرب رسميا عام 1963 بعد استعادة شمال البلاد.
البلد الوحيد فى العالم الذى أعلن رفضه لتلك الإتفاقية وليس معنيا بها هو الجزائر فى عهد هوارى بومدين .
الجزائر التى أنهت فرنسا استعمارها خلال مفاوضات “ليون” استمرت حوالي سنتين وتم تسليم الأرض إلى الجزائريين، بنفس الطريقة التى سلمت بها الصحراء للمغاربة ، عارضت بشدة نفس المسار.
سؤال طرحه أحد كتاب المقالات ، لماذا كان جيدًا للجزائر ان تستعيد أرضها من فرنسا، وليس جيدًا للمغاربة استعادة أرضهم من إسبانيا؟ .
لقد تمت تصفية الاستعمار في الصحراء وفق مبدأ التفاوض المباشر، بين قوة الاحتلال(إسبانيا) والمستفيد(المغرب) .. ذلك أن المغرب كان البلد الوحيد الذي واجه بمفرده وبقوة القانون ونضال الشعب الإمبراطوريتين الفرنسية والإسبانية.
غادرت إسبانيا إقليم الصحراء بعد ان سلمته إلى المغرب وموريتانيا.. لا توجد فى ذلك الوقت إشارة إلى طرف قانوني ثالث يدعي أن له حق قانوني أو تاريخي فى إقليم الصحراء .
لكن دولة ليبيا القذافي المشبعة بالأيديولوجية العتيقة، البعيدة من حدود الإقليم ، وجارتها الجزائر بومدين المنتمى إلى نفس المدرسة الأيديولوجية، أنتجتا شعار ” المغرب دولة محتلة” شعار فى نظر الكثيرين ،أقرب هو إلى السخرية منه إلى أي شيئ آخر..!.
ثم أضيفت إلى ذلك الشعار شعارات أخرى بينها مثلا: “الصحراء آخر مستعمرة في إفريقيا ” و “ الاستفتاء ضروري لتقرير مصير الصحراء ”.
لم يتوقف البلدان عند حد إنتاج الشعارات المعادية للمغرب بل توجهت مخابراتهما العسكرية أنذاك، إلى إنشاء تنظيم مسلح لمهاجمة المغرب وموريتانيا بحمل إسم “البوليساريو”.
*الشيخ أحمدامين