موريتانيا ومخاوف اشتعال حرب جديدة فى الشمال*
أنباء انفو- أظهرت صور متداولة على نطاق واسع صواريخ إيرانية محمولة على سيارات تابعة لجبهة البوليساريو تتحرك بالمنطقة الصحراوية المحاذية لولاية تيندوف الجزائرية شمال شرق حدود موريتانيا .
وفي 28 أكتوبر المنصرم، زار نائب وزير القوات المسلحة الثورية الكوبية الجنرال خواكين كينتاس سولا، العاصمة الجزائر والتقى قائد الجيش سعيد شنقريحة.
بعد ذلك وبفترة قصيرة تحديدا فى 2 نفمبر الجاري عاد تفس المسؤول العسكري الكوبي الجنرال خواكين كينتاس إلى الجزائر لكنه فى هذه المرة اجتمع مع زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي.
الكاتب الصحافي الجزائري المعارض وليد كبير، علق على لقاء زعيم جبهة البوليساريو مع الجنرال الكوبي ، قائلا::”هل تعلمون لماذا وجّهوا له دعوة لزيارة الجزائر؟ لبحث إمكانية إرسال مرتزقة كوبيين إلى مخيمات تندوف لدعم ميليشيات البوليساريو في إطار خطة جديدة غايتها توسيع العمليات العسكرية، أو بالأحرى الهجمات الإرهابية ضد القوات المسلحة الملكية المغربية المرابطة بالجدار الدفاعي”.
وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة ، أكد أمام برلمان بلاده (مجلس النواب) ، أن لديه معطيات تفيد برغبة دولة محاورة لبلاده في جر المنطقة المغاربية إلى صراع مسلح.
وأضاف بوريطة قاىلا ، “هناك من يريد جر المنطقة إلى الحرب” مشيرا إلى الجهة التى تسعى حاليا إلى “التصعيد”، والدخول في مرحلة “المواجهة”، في الوقت الذي يعاني فيه العالم من 39 نزاعا مسلحا، وانتشار أنشطة 200 جماعة مسلحة، وهو ما أنتج فاتورة بقيمة 17 تريليون دولار.
و بعد ان صادق البرلمان الجزائري على تخصيص 25 مليار دولار أميركي، لوزارة الدفاع، بارتفاع وصل إلى ثلاثة مليارات مقارنة بالسنة الماضية ، رفع المغرب مرة أخرى ميزانية الدفاع لتصل إلى 133 مليار درهم حسب مشروع قانون مالية 2025.
إلى ذلك ومن وجهة نظر تحليلية لسباق الجزائر والرباط نحو التسلح يذهب عالم السياسة صموئيل هنتنغتون Samuel Huntington إلى وجود علاقة بين طول سباق التسلح واحتمال أن ينتهي بالحرب.
وطبقا للرؤية التحليلية أيضا، إذا وجدت دولة معادية أنها لا تستطيع، تحقيق مبتغاها بالطرق الدبلوماسية وخصمها يتقدم عليها بسرعة فى ذلك المجال ، فإنها قد تتخبل أن الحرب يمكن من خلالها تحقيق ماعجزت عنه السياسة .
أصحاب ذلك التحليل ، يرون أن الإنتصار الدبلوماسي الكاسح الذى حققه المغرب فى ملف الصحراء خلال السنوات الماضية و الذى لاشك سيزداد بقوة مع تسلم الرئيس الأمريكي ترامب، السلطة شهر يناير القادم ، قد يدفع بجبهة البوليساريو إلى تطوير أسلوبها فى حرب العصابات ضد المغرب، ما من شأنه-إذا حصل- وصول المنطقة بأسرها إلى حافة حرب مفتوحة.
وفى مقال صحافي نشرته أمس الأربعاء، صحيفة القدس العربي ، ناشد الكاتب الصحافي التونسي نزار أبولحية، زعماء دول جوار الجزائر والمغرب ، موريتانيا خصوصا ، ان تتحرك اليوم قبل غد .
تحرك جدي فعال، يدفعه الإدراك بمخاطر ماسيلحق ببلادهم من أضرار كبيرة إذا نشبت حرب بين الجارتين (الجزائر ، المغرب) .
تحرك لايتوقف قبل “جلوس قادة الجارتين معا للحوار بشكل صريح وغير مشروط حول كل القضايا والمواضيع الخلافية بينهما”.
وأشار الكاتب التونسي ، أن تحرك موريتانيا لتحقيق ذلك الهدف ، ليس لكونها من الجيران فحسب بل كونها أولا وقبل كل شيئ من الضحايا المحتملين لأي حرب تشتعل بين الجزائر والمغرب- لاقدر الله.
* الشيخ أحمد أمين