السنغال واتشاد تعلنان رسميا رفض التواجد العسكري الفرنسي فوق أراضيهما
أنباء انفو- أعلن كل من السنغال وتشاد، بشكل منفصل رفضهما التام لأي تواجد عسكري فرنسي فوق أراضيهما.
الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، قال صراحة إن وجود قوات فرنسية فوق أرض بلاده يتعارض بصورة صارخة مع سيداتها.
تصريح الرئيس السنغال جاء بالتزامن مع إعلان الحكومة التشادية انهاء اتفاقها للتعاون الدفاعي مع فرنسا وأن على القوات الفرنسية مغادرة البلاد.
إعلان تشاد جاء خلال زيارة لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى البلاد يوم الخميس وبعد ان تجول على الحدود اتشاد و السودان، حيث تنشر فرنسا هناك نحو ألف عسكري وطائرات حربية .
وقال الرئيس السنغالي، فى مقابلة مع وكالة فرانس برس أجريت في القصر الرئاسي ونشرت فى ساعة متأخرة من يوم أمس الخميس , إن “السنغال دولة مستقلّة. دولة ذات سيادة، والسيادة لا تتّفق مع وجود قواعد عسكرية (أجنبية) في دولة ذات سيادة”.
وأكّد الرئيس فاي، أنّه تلقّى من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة تعترف فيها باريس بمسؤوليتها عن “مجزرة” ارتكبتها قواتها الاستعمارية في ثياروي قرب دكار في الأول من كانون الأول/ديسمبر 1944.
وقال “لقد تلقّيت يوم الخميس، من الرئيس إيمانويل ماكرون رسالة يعترف فيها بأنّها كانت مجزرة، بشكل واضح جدا، دون أي لبس في المصطلحات”. ورحّب فاي بهذا الاعتراف، معتبرا إياه “خطوة كبيرة” من جانب ماكرون.
وخلال المقابلة، كشف فاي أن الرسالة التي أكدها قصر الإليزيه قد أُرسلت قبل ثلاثة أيام من الاحتفالات التي تعتزم السلطات السنغالية الجديدة إيلاءها أهمية خاصة. وأكد مجددا رغبته في تنويع شركاء بلاده التي تسعى إلى أن تطور نفسها وتبقى محاورا لأكبر عدد من الدول، في وقت انفصلت دول في منطقة الساحل عن فرنسا فجأة وتحولت نحو روسيا. وقال فاي “تظل فرنسا شريكا مهما للسنغال لناحية مستوى الاستثمارات ووجود الشركات الفرنسية وحتى المواطنين الفرنسيين الموجودين في السنغال”.
لكن بعد مرور 64 عاما على استقلال السنغال عن فرنسا، أكّد فاي أنّه “يتعيّن على السلطات الفرنسية أن تفّكر في إقامة شراكة مجرّدة من الوجود العسكري، ولكنّها شراكة غنيّة، شراكة مثمرة، شراكة مميّزة وشاملة كتلك التي تربطنا مع الكثير من الدول الأخرى”.
وتابع إنّ “وجودا عسكريا أو عدم وجود عسكري لا ينبغي أن يعني قطيعة”، وأوضح أنّ بلاده تربطها علاقات وطيدة مع دول عدة مثل الصين وتركيا والولايات المتحدة والسعودية و”كلّ هذه الدول ليست لديها أيّ قاعدة عسكرية في السنغال”.
وأضاف “الصين اليوم هي شريكنا التجاري الأول من حيث حجم الاستثمارات والتجارة. هل للصين وجود عسكري في السنغال؟ كلا. هل نتحدث عن قطيعة؟”.
وتحدث فاي عن تحديث مرتقب لعقيدة التعاون العسكري. وأوضح أن هذا التحديث “يعني بوضوح أنه لن تكون هناك قواعد عسكرية في السنغال لأي بلد كان”.
وقررت فرنسا تقليص وجودها العسكري في إفريقيا إلى حد كبير. وبحسب الرئيس السنغالي فقد “اعتذر” ماكرون في رسالته لعدم تمكّنه، بسبب جدول مواعيده الحافل، من المشاركة في حفل سيقام في ثياروي الأحد لإحياء الذكرى الثمانين لضحايا تلك المجزرة.
وبحسب نصّ الرسالة يقول ماكرون إنّه “يجب على فرنسا أن تعترف بأنّه في ذلك اليوم، أدّت مواجهة بين جنود ورماة كانوا يطالبون بأن تدفع لهم رواتبهم المشروعة بالكامل، إلى سلسلة من الأحداث التي أدت إلى مجزرة”.
ولم يستبعد فاي إمكان أن تقدم بلاده إلى فرنسا طلبا لتقديم تعويض لذوي الضحايا.
وفي خطوة مماثلة من تشاد، أعلن وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله الخميس أنّ بلاده ألغت اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي مع فرنسا، بعيد ساعات قليلة على زيارة نظيره الفرنسي جان-نويل بارو لنجامينا.
وقال كلام الله في بيان نشرته وزارته على صفحتها في موقع فيسبوك إنّ “حكومة جمهورية تشاد تبلغ الرأي العام الوطني والدولي بقرارها إلغاء اتفاقية التعاون الدفاعي الموقّعة مع الجمهورية الفرنسية”.
وأضاف البيان أن تشاد، وهي حليف رئيسي للغرب في الحرب ضد الجهاديين بالمنطقة، تتطلع لفرض سيادتها بشكل كامل بعد 66 عاما من الاستقلال.
وذكر أن قرار إنهاء اتفاق التعاون الدفاعي المعدل عام 2019 من شأنه أن يمكنها من إعادة النظر في شراكاتها الاستراتيجية.
وتعاونت تشاد بشكل وثيق مع الجيوش الغربية في الماضي، لكن تقاربها ازداد مع روسيا في السنوات الماضية. وجاء في البيان “وفقا لبنود الاتفاق، ستلتزم تشاد بشروط الإنهاء بما في ذلك المواعيد النهائية اللازمة، وستتعاون مع السلطات الفرنسية لضمان انتقال سلس”. وتابع أن القرار لا يقوض بأي حال من الأحوال علاقات تشاد مع فرنسا..