“سلطة تحرير أزواد”.. إطار تنظيمي جديد يجمع مختلف فصائل الحركات الأزوادية
أنباء انفو- كشف قادة الحركات الأزوادية يوم الإثنين 3 ديسمبر 2024 عن ميلاد إطار تنظيمي جديد يطلق عليه “سلطة تحرير أزواد” تم تأسيسه قبل يومين واندمجت فيه جميع الفصائل الأزوادية.
وذكر بيان لأولئك القادة “أنهم عاكفون على صياغة ميثاق للسلطة ووضع هيكلها التنظيمي، وأجهزتها الإدارية، على أن ينعقد مؤتمر استثنائي لاحق للمصادقة عليها”.
وفي خطوة كانت مستبعدة جداً بفعل الخلافات الداخلية، وفي ظل تحارب متقطع مع الجيش المالي المعتمد على المسيرات، دفعت التطورات المتلاحقة في منطقة الساحل الحركات الوطنية الأزوادية التي كانت منضوية تحت مظلة الإطار الاستراتيجي الدائم للعمل السياسي والدفاع عن أزواد، لحل نفسها، وإنشاء سلطة أزواد التي أعلنوها “كياناً سياسياً وعسكرياً جديداً يقود إلى تحرير أزواد الكامل، ويُمثل تطلعات شعب أزواد في حقه بتقرير المصير، وممثلاً شرعياً وحيداً له”.
ووقع على ميثاق توحيد الحركات الأزوادية الذي تلقت “القدس العربي” نسخة منه، القادة الأزواديون التاريخيون، وهم: بلال أق الشريف عن الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وإبراهيم ولد حنده عن الحركة العربية (جناح سيما)، وفهد أق المحمود عن غاتيا (جناح فهد) وقد قتله الجيش المالي ساعات بعد توقيع الميثاق، وهنون ولد علي عن الحركة العربية (جناح بلات فورم)، والعباس أق إنتالا عن المجلس الأعلى لوحدة أزواد، وحبلة أق حمزة عن غاتيا (جناح حبلة).
وأكد المسؤولون عن الحركات المنضوية تحت مظلة الإطار الاستراتيجي الدائم للعمل السياسي والدفاع عن أزواد، أنهم قرروا إنشاء جبهة تحرير أزواد ككيان سياسي وعسكري جديد وموحد يقود إلى تحرير أزواد الكامل وإنشاء سلطة أزواد، وذلك ببركة وجهود الشخصيات الدينية والتقليدية، وخلال مؤتمر استثنائي عقدوه بمدينة تنزواتين المقاومة، بإقليم كيدال، وخصصوه لدراسة الوضع الاجتماعي والسياسي والأمني في منطقة الساحل بشكل عام، وفي أزواد بشكل خاص”.
وأوضح القادة الموقعون “أنهم اتخذوا قرارهم آخذين بعين الاعتبار عدم احترام الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقيات الموقعة مع الأنظمة المركزية المتعاقبة منذ إلحاق أزواد بدولة مالي، مع إدانتهم للمجازر المرتكبة ضد المدنيين، وتدمير البنى التحتية ووسائل الحياة والبيئة من قبل المرتزقة الروس التابعين لمجموعة فاغنر والجيش المالي، بتواطؤ وإدارة مغرورة من المجلس العسكري الحاكم في باماكو، إضافة إلى التهجير القسري الذي تعرض له مئات الآلاف من الأسر بفعل جميع الأنظمة الحاكمة في مالي”.
وأضاف القادة الموقعون “أن قرارهم اتخذوه مدركين لوجود العديد من الحركات في أزواد، ونظراً للحاجة الملحة إلى توحيد الصفوف لمواجهة التحديات المشتركة، ومقدرين للسياق الحالي في منطقة الساحل والصحراء الذي يشهد تدهورًا أمنيًا وعدم استقرار متزايد، مع انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان تستهدف المدنيين والبنى التحتية الاجتماعية الأساسية؛ مع استنادهم إلى قرارات وتوصيات المؤتمرات التي نظمتها حركاتنا، والتي دعت إلى الوحدة الشاملة لشعب أزواد”.
وأكد القادة “أنهم مستندون في قرار توحيد صفوفهم إلى إيمانهم بأن الوحدة، القائمة على أسس العدل والنظام وقيم التسامح والتعاون والأخوة والدفاع عن الحقوق التي يدعو إليها الإسلام، هي السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف النبيلة والتاريخية لشعب أزواد؛ كما أنهم يستجيبون بقرارهم هذا للجهود المتواصلة التي بذلتها مختلف مكونات شعب أزواد عبر الزمن، واستجابةً لدعوات شيوخ القبائل والأئمة وقادة الرأي والشباب والنساء لتعزيز الوحدة والتماسك الاجتماعي”. وأضاف الزعماء في نص ميثاقهم “أنهم بعد مشاورات موسعة وبناءة مع القوى الحية في أزواد، يقررون وبأثر فوري، إنشاء جبهة تحرير أزواد ككيان سياسي وعسكري جدي، مع تبني علم تعكس ألوانه واقع شعب أزواد وتطلعاته، وصياغة ميثاق تأسيسي يحدد أهداف ومبادئ سلطة أزواد”.
ودعا المؤتمر “جميع أبناء أزواد، بمختلف توجهاتهم الفكرية، إلى الانفتاح على الوحدة لضمان الاستقرار الداخلي وتعزيز التماسك بين مكونات أزواد كافة، كما يناشد الأزواديين داخل الوطن وخارجه للالتفاف حول هذه المرحلة التاريخية والدفاع عنها وحمايتها من أي تهديدات أو أعداء”.
ووجه المؤتمر “نداءً إلى دول الجوار والمجتمع الدولي للاعتراف بـ “سلطة تحرير أزواد” ممثلاً وحيداً وشرعياً لشعب أزواد.
وتعهد القادة الموقعون على الميثاق، وجميع أعضاء الحركات المدمجة في هذا الاتحاد، “بعدم التسامح مع أي فعل أو مبادرة تهدف إلى تقويض الوحدة التي تمثلها سلطة تحرير أزواد، مع اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد أي انتهاك”.
هذا ولم يصدر عن حكومة باماكو التي ألغت في يناير الماضي اتفاق المصالحة الموقع عام 2015 مع ثوار أزواد بوساطة جزائرية، حتى الآن أي ردة فعل إزاء توحد الحركات الأزوادية.
ويتجه الأزواديون نحو تأسيس جيش أزوادي موحد في مواجهتهم للجيش المالي المدعوم من روسيا ومرتزقة فاغنر، والذي بدأ عملية تجهيز موسعة بمعدات روسية وتركية.
– أنباء – صحف – وكالات