أخبار

“الانتحار حرقًا”.. ملاذ البائسين للهروب من سوء الأوضاع

أنباء انفو-نظر إلى حاله وما وصل إليه من فشل ويأس.. فلا ملجأ ولا ملاذ له.. لم يعد يطيق حياته .. ولم يعد أمامه إلا الحل السحري للخلاص من كل هذا الضيق، وضنك الحياة التي يعيشها.. إنه الانتحار.

فهذا تدنت حال بلاده قبل قيام شعبه بثورة في تونس، وآخر ضاعت فرصته في أن يجد عملًا يناسبه.. الجميع اتفقوا على أن يتركوا تلك الحياة بما فيها من صعاب ويرحلوا، وبدون تفكير أشعل كل منهم النيران ووضعوا أنفسهم أمامها بحثًا عن حياة أفضل.
إشعال النار في الجسد.. انتشر في المجتمع العربي انتشار النار في الهشيم.. فزاد الإقبال على تلك الوسيلة للخلاص من الحياة كوسيلة للهروب من المشكلات.
وبداية من إشعال البوعزيزي نفسه في تونس، والذي كان الشرارة لإشعال ثورة الياسمين، مرورًا بالكثيرين، وصولاً إشعال محصل بهيئة النقل العام النيران في نفسه أمس، أمام مجلس الوزراء، فقد حضر المحصل إلى المبنى، حاملا “جركن” بنزين وطلب الدخول إلى المسئولين، ثم سكب البنزين على نفسه وأشعل النيران فيها.
المحصل يدعى “سعد أحمد”، الذي تم فصله من الخدمة منذ عام ونصف بعد تحقيق إداري معه، وتقدم بطلبات إلى محافظ القاهرة لإعادته إلى العمل مرة أخرى.
إشعال النار في الجسد، لم ينل هذه الشهرة (رغم انتشاره قبل ذلك) إلا عندما أضرم الشاب التونسي “محمد البوعزيزي”، النار في جسده؛ تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطة.
وتوفي البوعزيزي في نفس اليوم بمستشفى “بن عروس”، وتم إطلاق اسمه على المستشفى تخليدًا له؛ بسبب حروقه البالغة.
البوعزيزي.. بات هو العامل المشجع لكل شاب فقد الأمل وتطلع إلى الأفضل الذي لم يجده إلا في الانتحار، ومنه إلى الشاب “محسن بوطرفيف” الذي لم تختلف ظروفه عما سبقوه ولن تختلف، فهو شاب عاطل عن العمل في الجزائر, وأب لطفلة لم تتعدَ عامها الخامس، أحرق نفسه بعد ما هدد رئيس البلدة بقوله: “سأحرق نفسي إن لم أستفد من عقد عمل بالمنجم”، وبكل سخرية دعا رئيس البلدة هذا الشاب إلى حرق نفسه إذا كانت لديه شجاعة البوعزيزي التونسي.
وبالفعل انتحر محسن حرقًا بعد ما صب على جسده سائلًا سريع الاشتعال، وأضرم بنفسه النار مباشرة بعد خروجه من مقر البلدة، وتوفى متأثرًا بحروقه، في مستشفى حكومي بالجزائر.
“أمن الدولة يا أمن الدولة حقي ضايع داخل الدولة”، كانت آخر كلمات نطقها المصري “عبده عبدالمنعم حمادة جعفر خليفة”، 48 عامًا، قبل إشعال النيران في نفسه عام 2011؛ بسبب تردي أوضاعه الاقتصادية، وهضم حقوقه الإنسانية، حيث بدا لحراس أمن الدولة في بادئ الأمر كما لو كان جاء للاعتصام أمام مجلس الشعب، وأن أربعة ضباط حاولوا إبعاده من المكان، لكنه ابتعد عنهم قليلًا ثم أشعل النار في جسمه.
والمواطن “طارق محمدين سلام”، الذي استطاع دخول مبنى وزارة الكهرباء العام الماضي، وهو يخفي في ملابسه زجاجة بنزين، كما كان يحمل طلبًا للتعيين في إحدى شركات الكهرباء، إلا أن العاملين بالوزارة فوجئوا وبدون سابق إنذار بالمواطن يسكب البنزين على جسده أمام المكتب الإعلامي بالوزارة ويشعل النار في نفسه.
وفي موريتانيا أشعل مواطن موريتاني النار، في نفسه وسيارته أمام مجلس الشيوخ الموريتاني؛ احتجاجًا على البطالة، وذلك بعد أيام من المظاهرات شهدتها العاصمة الموريتانية مؤخرًا.
ولم تقتصر تلك الظاهرة على البلاد العربية فقط، في إيطاليا أشعل رجل النار في نفسه أمام البرلمان الإيطالي بالعاصمة روما؛ احتجاجًا على الأوضاع الاجتماعية في البلاد.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button