قصة فساد ” قصيرة ” / بقلم: محمد ولد آمة ” الشيخ “
في اجتماع عاجل واستثنائي لمجلس الوزراء تم رصد ميزانية قدرها 40 مليار أوقية لمساعدة المنمين و إنقاذ الثروة الحيوانية بتوفير الأعلاف وتعويض تأثير انخفاض مستوي التساقطات المطرية هذه السنة , و قد رست مناقصة التوريد علي رجل أعمال – يمت بقرا بات ومصاهرات ويتمتع بصلات وطيدة مع نافذين في السلطتين التنفيذية والتشريعية , بعد توزيع العمولات لضمان الصفقة وسرعة الدفع با السعر الذي حدده رجل الأعمال , تم تحويل الحبوب و الأعلاف المستوردة إلي مفوضية الأمن الغذائي التي قررت في اجتماع عاجل – بعد أن خصم المدير و مساعدوه و مستشاروه ما يسد رمق ” حيواناتهم ” الجائعة – شحن الحبوب و الأعلاف إلي الولايات و المقاطعات التي اجتمع ولاتها وحكامها مع مندوبي المفوضية الجهويين ومشرفي المخازن في المقاطعات وقرروا – بعد اقتطاع ما يكفي قطعانهم – إرسال الشحنات إلي البلديات الريفية التي اجتمع عمدها ومسيرو دكاكين (أملها) واتفقوا علي أن هذه الكمية أقل من أن يتحمل المواطنون مشقة استلامها و توزيعها , و أن الحل الوحيد لتجنب تلك المشقة هي نهبها ومنح فتاتها لسماسرة الذمم الانتخابية , و طالب العمد و مسيرو الدكاكين و الحكام و المشرفون علي المخازن والمندوبين الجهويين للمفوضية والولاة – خلال اللقاءات المتكررة لتقريب الإدارة من المواطنين – طلبوا من السكان معارضة و موالاة الإكثار من الاستغفار و الحمد والدعاء وإقامة صلاة الاستسقاء , و التوجه با الشكر إلي الحكومة علي ما بذلت و تبذل لمساعدة المواطنين و إنقاذ الثروة الحيوانية , وقطع دابر كل من تسول له نفسه مجرد التفكير في سرقة قوت الفقراء أو أعلاف مواشيهم .
– قصة الفساد هذه من نوازع و دوافع نفسي الأمارة با السوء , و وهم من نسج خيالي المفتري ووسوسة من رجس شيطاني “أستغفر الله , أستغفر الله , سامحني يا ربي , سامحني يا ربي” وان انطبقت وقائعها أو صفات ومقامات أبطالها مع أي واقع لا قدر الله فتلك صدفة لا تساوي نصف ميعاد , و مفاصل الدولة سليمة من روماتيزم الفساد ولا أثر لأورام فساد خبيثة قد تنموا و تتقيح هنا أو هناك , ومفتشيه الدولة با المرصاد لكل فاسد و فساد , وقد ملأت كل فراغ تركه غياب الدولة في السابق وانحسار قوة أدواتها لمكافحة الفساد والمفسدين , و معالي مفتش الدولة يرتبط بصداقات حميمة مع مسيري الميزانيات , و المشرفين علي المناقصات و المسئولين عن إبرام العقود وتوقيع الصفقات , و لا يتوانون في تلبية كل طلباته سواء كانت با التلميح أو با الإشارة و التصريح , وجميلهم يطوق عنقه و يغض طرفه , وكي لا يذهب تفكيركم بعيدا أيها الأعزاء فأمور الرجل كلها في السليم و علي سنة الله و رسوله و مفتشيه الدولة ل ” مقاومة ” الفساد , وليست لإخفاء الفساد ” معاذ الله , معاذ الله ” .
وختاما نقول : إذا كان الراعي صديق الذئب فعلي الغنم السلام .