أخبار

القاعدة وداعش تحول المغرب العربي إلى ساحة اقتتال

ونس – أثارت مبايعة زعيم جماعة أنصار الشريعة المتشددة سيف الله بن حسين الملقب بأبوعياض وتعهده بتوحيد الجماعات الجهادية في تونس والجزائر غضب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتزعمه الجزائري أومصعب عبد الودود الملقب بـ”درودكال” حيث رأت القاعدة في تلك المبايعة “استهدافا مباشرا لها” ولنفوذها في المنطقة المغاربية التي تعتبرها مجالها الحيوي.

وقال مصدر عسكري رفيع المستوى أنه “تم خلال الأيام القليلة الماضية رصد تحركات مكثفة لعناصر القاعدة في أقصى الجنوب التونسي على الشريط الحدودي مع الجزائر بهدف تشديد الرقابة على المنافذ التي يمكن أن يتسلل منها مقاتلوا الدولة الاسلامية إلى مناطق نفوذ القاعدة”.

وكشف المصدر العسكري الذي رفض الكشف عن هويته أن وحدات الجيش التونسي تتعاون حاليا مع الجيش الجزائري لـ”خنق الداعشيين الذين توافدوا بالعشرات قادمين من سوريا والعراق واتخذوا من منطقة وادي مزاب الحدودية معقلا لهم”.

وكان أبوعياض أعلن الأسبوع الماضي مبايعته لأبوبكر البغدادي على إسقاط الدولة التونسية وإعلانها “إمارة” تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية ودعاه إلى “توسيع نشاطه خارج سوريا والعراق ليشمل بلدان المغرب العربي” متعهدا بـ”تـوحيد الجماعات الجهادية تحت راية التنظيم”.

ويرفض تنظيم القاعدة مبايعة داعش (اختصار الاسم السابق للدولة الاسلامية) متمسكا بولائه لأيمن الظواهري الذي يرى في تنظيم الدولة الإسلامية “تهديدا له ونسفا لجهاده مند الثمانينات من القرن الماضي لما خاض حربا شرسة في أفغانستان ضد الإتحاد السوفييتي آنذاك”.

ولاحظ المصدر العسكري أن الهجمات الإرهابية التي قامت بها خلايا تابعة للقاعدة في عدد من المدن التونسية مثل القصرين وجندوبة والكاف هي “رسالة” مزدوجة وجهها “درودكال” إلى أبوعياض وأبو بكر البغدادي في نفس الوقت.

وتتضمن الرسالة الأولى تحذيرا لأبوعياض بعدم الاقتراب من تونس لأنها “خط أحمر يتوجب على مقاتلي داعش عدم الاقتراب منه باعتبارها تقع تحت سيطرة القاعدة ونفوذها مند سنوات”.

وأما الرسالة الثانية فهي موجهة لأبوبكر البغدادي تؤكد له أن “أبوعياض لا نفوذ له في بلدان المغرب العربي وهو أعجز ما يكون على توحيد الجماعات الجهادية تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية”.

ويشرف أبوعياض على معسكرات تدريب مقاتلين في مدينة درنة الليبية في مسعى لتكوين جيش من الداعشيين ذوي دربة عالية قادرين على بسط نفوذهم على محافظة مدنين الجنوبية وإعلانها إمارة إسلامية.

وتحدثت تقارير أمنية وإستخباراتية جزائرية أن أبو مصعب عبد الودود عقد خلال الأسبوعين الماضيين سلسلة من الاجتماعات مع أبرز قيادات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحذرهم من خطورة سعي مقاتلي داعش الى “سحب البساط” من تحتهم وأمرهم بـ”تصفية” كل من يقترب من المناطق التي تهيمن عليها القاعدة.

وأكد هذه المعلومات وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو حين كشف أن الأجهزة الأمنية رصدت اجتماعا لقيادات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة تقع على الشريط الحدودي الغربي مع الجزائر ترأسه أبو مصعب عبد الودود بنفسه وحضره التونسي لقمان أبو صخر واتخذوا قرارا بتصفية الداعشيين في حال الاقتراب من المناطق التي يسيطرون عليها.

غير أن الخبراء الأمنيين يقللون من “جدية” تهديدات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لداعش، مشددين على أن التنظيم الذي يقوده أبو مصعب عبد الودود يمر بفترة “إنهاء” جراء “الضربات الموجعة” التي يتلقاها من الجيش الجزائري وهي ضربات “خنقت” تحركاته في التراب الجزائري ما جعله يقتصر في هجماته على تونس.

وقال الخبير الأمني مازن الشريف أن “تونس ستواجه خلال الفترة القادمة هجمات تقودها داعش لا تنظيم القاعدة الذي فقد الكثير من جاهزيته أمام تنامي جيش من التونسيين يدين بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية”.

وعلل الشريف موقفه بوعيد كتيبة عقبة بن نافع التي بايعت داعش بأنها ستشن هجمات لإجهاض الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة .

وكانت كتيبة عقبة بن نافع قالت في بيان بثته على موقعها الرسمي إن “خلايانا مزروعة في كل مكان، ويعدون للمفاجآت نصرة لدولة الخلافة الإسلامية في التصدي للحرب الكفريّة”.

وأضافت بأنها “لن تسمح بوقوع الانتخابات في الفترة القادمة” مهددة بـ”القيام بعمليات إرهابية خلال الاستحقاق الانتخابي” الذي ستشهده تونس في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري وقالت إنها “تملك معسكرات لتدريب الجهاديين داخل المدن التونسية وهم الذين سينفذون الهجمات”.

وتعترف الأجهزة الأمنية التونسية أن تنظيم الدولة الإسلامية نجح في اختراق المجتمع التونسي وزرع خلاياه في عدد من المدن والجهات بعد عودة أكثر من 450 مقاتلا من سوريا والعراق.

وعلى الرغم من أن تلك الأجهزة إعترفت بأنه يصعب عليها معرفة عدد الخلايا المزروعة إلا أن الخبراء الأمنيين يقدرون أن داعش زرعت أكثر من 70 خلية نائمة لكنها متوثبة وتنتظر ساعة الصفر لتنفيذ هجمات.

وبخلاف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بات تنظيم الدولة الإسلامية يحظى بتأييد لدى قطاعات عريضة من الشباب المحبط من فشل حكام تونس الجدد في حل مشاكله.

وكان وزير الداخلية لطفي بن جدو صرح بأن سلطات بلاده منعت خلال الفترة الماضية 9 آلاف شاب وفتاة من السفر للالتحاق بالتنظيم الذي يقوده أبوبكر البغدادي وهو ما حدا بالخبراء الأمنيين إلى اعتبار تلك الأعداد “جيشا” لن يتردد في الانتقام من منعه من السفر بطرق قد تفاجئ الأجهزة الأمنية نفسها.

– وكالات

مواضيع مشابهة

تعليق

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button