أسباب جديدة للفتور بين موريتانيا والمغرب
أنباء انفو- عاد الحديث عن فتور العلاقات المغربية ـ الموريتانية إلى السطح مرة أخرى بعد ظهور أعراض انتعاش طفيف تزامن مع حفل تنصيب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لمأمورية رئاسية ثانية حيث شارك وفد مغربي رفيع فى تلك المناسبة .
حالة من الفتور وصلت حد الجمود منذ عدة أعوام، على خلفية تباين مواقف البلدين إزاء ملفات الصحراء الغربية والحرب على الإرهاب والموقف من تداعيات ثورات الربيع العربي.
وتشير مصادر موريتانية مطلعة، إلى أن السبب في فتور العلاقات المغربية ـ الموريتانية يعود إلى تباين مواقف البلدين إزاء ملفات الصحراء الغربية والربيع العربي والحرب على الإرهاب، حيث أن موريتانيا انحازت لتمتين علاقاتها مع الجزائر وأنها في الموقف من الصحراء الغربية تحديدا أقرب إلى الموقف الجزائري، كما أن موقفها في محاربة الإرهاب في شمال مالي قريب أيضا من الجزائر، بالإضافة إلى أنها تقف إلى جانب الجزائر في مناوءة الربيع العربي وما أثمره من صعود للإسلام السياسي.
ورأت هذه المصادر، أن هذه التباينات هي التي تفسر عدم وجود سفير لموريتانيا في المغرب منذ أكثر من عام، وأن ممثل نواكشوط الآن في الرباط هو مستشار انتهت مهمته منذ عدة أشهر، بعد أن تم تعيينه سفيرا لموريتانيا في مالي.
لكن أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المغربية الدكتور عبد اللطيف حسني، مع إقراره في تصريحات نشرتها “قدس برس” بجمود العلاقات المغربية ـ الموريتانية، وإرجاع ذلك إلى الاسباب الآنفة الذكر، فإنه أضاف إليها أيضا سببا آخر يتعلق بضعف التخطيط الاستراتيجي لدى الديبلوماسية المغربية، وقال: “لقد أراد الحكم الجديد في المغرب الانفتاح على إفريقيا، ولكن في وقت متأخر نسبيا، وما شاب العلاقات المغربية ـ الموريتانية من جمود للأسباب الواردة من موريتانيا، وارد، لكن المشكل الذي يبقى قائما أن علاقات المغرب بإفريقيا ظلت تراوح بين المد والجزر، وظلت سياسة المغرب الإفريقية متذبذبة، فالرباط تستهدف تقوية العلاقات مع بعض الدول التي تؤيد المغرب في وحدته الترابية، بينما هنا نفور من الدول التي لا تقف موقفا إيجابيا من وحدة المغرب الترابية”.
وأضاف: “في هذا الإطار خرجت موريتانيا من مظلة المغرب إلى مظلة الجزائر بحثا عن مصالحها، وبدأت في التعامل مع تجمع دول الساحل ومع دوله المركزية وبالاساس الجزائر، وهذا طبعا ليس في صالح المغرب”.
وتابع: “أعتقد أن التأمل في مسار الديبلوماسية المغربية يمكنه أن يلحظ بدون عناء الكثير من الأخطاء والعثرات، ويلاحظ أيضا غياب التصورات الاستراتيجية، بل إن هذه السياسية مازالت تتعامل بمنطق الحرب الباردة، ولم تأخذ بعين الاعتبار أن العلاقات الخارجية أصبحت تقوم على أساس المصالح، وأن الدول لا تتعاطى إلا مع مصالحها، بينما بقيت الديبلوماسية المغربية ديبلوماسية متشنجة، تريد تحقيق أشياء في إفريقيا لكنها تحاصر نفسها بتصورات قديمة”.
وأشار حسني إلى موقف المغرب من الأزمة الليبية ومن الحرب على الحرب على الإرهاب في دول الساحل، وقال: “لقد تم استبعاد المغرب من المشاركة في بحث الأزمة الليبية على الرغم من اهتمامه المباشر بها، كما أن المجتمع الدولي يريد من المغرب في الحرب على الإرهاب أن يوقف المغاربة من الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهذا كله نتيجة الرؤية الديبلوماسية القديمة التي لا تأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي طرأت على العالم بعد نهاية الحرب الباردة”، على حد تعبيره.
– أنباء انفو- خدمة قدس برس