أخبارأخبار عاجلةعربي

إعتذار بيرام اعبيد للرئيس ولد الشيخ الغزواني بين الإرتياح والتشكيك

أنباء انفو- اختلف معلقون موريتانيون في تناولهم للإعتذار المفاجئ غير المسبوق الذى تقدم به مساء أمس  النائب بيرام الداه اعبيد ، لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني  ولحرمه مريم منت الداه عن تصريحات جارحة صدرت قبل أيام عن النائبتين البرلمانيتين مريم الشيخ وقالو عاشور التابعتين لحركة “إيرا” التي يتزعمها بيرام اعبيد.

وصفت النائبتان البرلمانيتان الرئيس وحرمه ورئيس الوزراء بأنهم “صراصير”، وهو ما كاد أن يدفع السلطات القضائية لطلب نزع الحصانة البرلمانية عن النائبتين المذكورتين تمهيدًا لتقديمهما للعدالة تنفيذًا لحيثيات قانون الرموز.

ويهدف هذا القانون إلى تجريم الأفعال التي تُعتبر مساسًا بسلطة الدولة ورموزها، أو بالأمن الوطني، والسلم المدني، والتماسك الاجتماعي، والحياة الخاصة، وكرامة المواطن.​

خصص النائب بيرام الداه اعبيد ليلة الخميس بثًا مباشرًا مطولًا  لتقديم اعتذار رسمي نيابة عن النائبتين البرلمانيتين مريم الشيخ وقالو عاشور عن التصريحات الجارحة التي وجهتها ضد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، معتبرًا أنها “تجاوزت الحدود”.

أكد النائب بيرام “أن اعتذاره موجه كذلك للسيدة الأولى مريم بنت محمد فاضل التي وجهت لها العبارات الجارحة، مشيرًا إلى “أن ما صدر عن النائبتين كان “غير ضروري ومبالغًا فيه”.

وتقدم الداه اعبيد أيضًا في البث المباشر، باعتذار منفصل للوزير الأول المختار ولد أجاي وأسرته ومؤيديه.

ودعا النائب بيرام، مع تقديم اعتذاره، الجميع “إلى تجاوز الاصطفافات السياسية والوقوف صفًا واحدًا في صلاة جامعة، يُرفع فيها الدعاء لموريتانيا، وذلك بحضور علماء نزهاء منزّهين عن ميول الانحياز، توحيدًا للقلوب وتضرعًا لله من أجل الوطن”.

وردًا على هذا الاعتذار، نشرت النائب مريم الشيخ على صفحتها بفيسبوك تأكيدًا على التزامها “بتنفيذ أوامر رئيس الحركة”، فيما كتبت النائب قامو عاشور في تدوينة لها: “ما قاله زعيمنا على العين والرأس”، مؤكدةً انصياعها الكامل لما أعلنه زعيم الحركة.

وجاء اعتذار بيرام الداه للرئيس تاليا لنداء وجهته حرمه ليلى أحمد خليفة، في تسجيل صوتي متداول، لمناضلي الحركة دعتهم فيه إلى “التوقف عن السب والشتم والتجريح”، معربة عن “رفضها لخطاب الكراهية”.

وأكد في اعتذاره على احترام قانون حماية الرموز “ما دام ساريًا”، رغم دعوته إلى إلغائه، داعيًا الموريتانيين إلى “الوحدة وترك الصراعات”، التي وصفها بـ”المُشغلة”.

وقع اعتذار النائب ولد اعبيد  أثار ردود أفعال متباينة جمعت بين الارتياح والتشكيك في استمرارية النائب في موقفه هذا، وفي قبول مجموعته التي توصف ب “التطرف”، بهذا التنازل.

 الإعلامي محمد عبد القادر قال إن “اعتذار الرئيس بيرام الداه اعبيد للرئيس والسيدة الأولى ورئيس الوزراء يؤكد حرصه على نهج التهدئة وسعيه الدؤوب من أجل المصلحة العامة؛ فهو اعتذار لكل الغيورين على الوطن من حلف الحكمة والحنكة في النظام ممثلًا في رئيس الوزراء المختار ولد اجاي المؤمن بموريتانيا للجميع وبالجميع؛ وستثبت الأيام وقوفه رفقة الرئيس بيرام في وجه دعاة التأزيم والإقصاء”.

أما  المدون الوالد أباه ، فقد طالب النائب بيرام الداه اعبيد “أن يقدم اعتذارًا شاملًا ومفصلًا عن كل ما بدر منه طيلة فترة نضاله من أقوال أو أفعال اعتبرها غالبية هذا الشعب إساءة عليه، كما أن عليه فك الارتباط مع الحركات العنصرية التي جعلته وسيلة لتحقيق أهدافها”.

مقابل ذلك أكدت  منصة “الشلخة أونلاين” أن النائب بيرام ولد الداه ولد اعبيد “يرتكب الجرم ذاته الذي سبق أن ارتكبه البعض في حق قانون الرموز، ثم يقدم اعتذاره، كما لو أنه يفتح الباب لتسوية لا يسبقها اعتراف صريح بالخطأ؛ فهل بعد الاعتذار أعذار؟

تساءلت المنصة  “: هل يجوز، في سياق لعبة “ليّ الأذرع”، أن يُكسَر القانون علنًا باسم التسويات؟.

وهل يكفي أن يعتذر شخص عن فعل مجرّم قانونًا؟ وهل يُقبل منه ذلك؟.

مضيفة أن ماحصل هو بمثابة” استباحة لهيبة القانون، قد تفتح الباب أمام فوضى تتجاوز هذا الحدث بعينه، وتضرب صورة الدولة في العمق”.
 

وتساءلت المنصة أيضا “هل هي دولة قانون ومؤسسات، أم دولة تُدار بالتدخلات والتسويات على حساب النصوص؟.

 

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button