أخبار

حمار اوباما يهاتف حصان الجنرال عزيز (المشهد الثاني)

نشر موقع “أنباء” أمس السبت ، الحلقة الأولى من النص المسرحي الساخر ، “حمار اوباما يهاتف حصان الجنرال عزيز “للكاتب الشيخ ولد أحمد أمين ، حوار الحمار والحصان فى المنظر الأول ، ركز على تعميق التعارف بين الإثنين ، ومحاولة كل طرف ان يبين ولو قليلا جانبا من تصوراته حول التحديات والمخاطر التى تواجه مشروع “التغيير” الذى بشر به اوباما الأمريكيين، وان لا خوف على الولايات المتحدة من الإنقلابات ، حين قال إن الإنقلابات لاتحدث إلا فى الدول الفاشلة وامريكا بعيدة من ذلك الوصف . وقد توقفنا أمس ، عندما شكر حمار اوباما محاوره على تذكيره له بموضوع المهاتفة ، موقع “أنباء ينشر اليوم المنظر الثاني.

المنظر الثاني

– العفو…

* آسف أولا إذا صارحتك أننى لم أسمع بموريتانيا ، قبل أيام وقد ينطبق ذلك الجهل على أغلبية الأمريكيين ، قادة ومواطنين عاديين ، ربما لأنكم مساكين و فقراء ، علمت ببلدكم عندما فاز اوياما برئاسة الولايات المتحدة ، وبدأت رسائل التهنئة تصل من كل الدول فى مختلف القارات ، وسمعت أحدهم يقول كل دول العالم هنأت اوباما ، عدا موريتانيا ، استغربت الأمر ، اذ كيف لدولة فى العالم لا تعترف بهذا النموذج الديمقراطي الرائع الذى جسده نجاح السيد اوباما فى أكبر دولة فى العالم وأكثرها تنوعا وتداخلا فى الديانات والأعراق ، سالت عن موريتانيا ، وعن نوع النظام السياسي الذى يحكمها ، فعلمت أن بلدكم يحكمه جنرال غريب أمره ، يقولون إنه أطاح بنظام ولد الطايع الديكتاتور المستبد ، ثم عاد وأطاح بأول نظام ديمقراطي منتخب فى البلد ، أذهلنى ماسمعت وأصررت على ان أتعرف بنفسي على حقيقة مايحصل فى هذا البلد ، وبما أنى سمعت أن الدول المتخلفة تحتقر الحمير ولا تعيرهم أي اهتمام حاولت الإتصال بحمار الجنرال ،لكنهم أخبرونى أن الحمير لاتناسب مكانته وأنك حصانه المفضل طلبت ان يحيلوا الخط إليك ، علك تساعدنى فى فهم ما يحصل فى بلدكم.

– ماذا تريد ان تعرف بالضبط؟

* ما معنى ان يطيح صاحبك الجنرال ، بنظام ولد الطايع بحجة أنه غير ديمقراطي ، وبعد ان يصبح هناك نظام ديمقراطي بشهادة الجميع ، يعود ويطيح بذلك النظام ..!؟

– انتم معشر الحمير ، لاتفهمون بسرعة للأسف ، حتى ولو البسوكم علم أكبر دولة فى العالم ، إن الجنرال لم يفعل انقلابا لا فى الأول الذى تتحدث عنه ، ولا فى الأخير ، الجنرال ، كان قريبا من القصر وقريبا من الشعب ،فى المرة الأولى أزاح سلطة الفرد المستبد ولم يحتفظ بها لنفسه حين أشرف على أول انتخابات ، انت بنفسك شهدت بنزاهتها ، هذه السلطة انحرفت وكادت ان تدفع بالبلد إلى أتون حرب أهلية لا قاع لها ولا مستقر ، الجنرال ، كان مثل المرة الأولى قريبا من الشعب وقريبا من القصر ، أحس بطوق المسؤولية يلتف على عنقه ، لم يرتبك ولم يخجل حين أعاد العربة خلف الحصان وضمن لبلاده وضعها الطبيعي المتوازن .

* عجبت لفصاحة بيانك ، وتفسيرك الديماغوجي الأخاذ ، لكن ألاترى فى موجة الإرتداد هذه، تعطيلا للتنمية ، أولم تكن هناك وسيلة من داخل النظام الديمقراطي الذى ارتضيتموه ، تستطيعون بها تصحيح الإنحراف ، أو الإعوجاج الذى تتحدث عنه غير الإنقلاب العسكري ، الذى لم يعد مستساغا فى النظام العالمي الجديد ؟

– أتفق معك ، أن الإنقلاب أسلوب رجعي لايحدث غالبا إلا فى الدول المتخلفة ، وأنه معطل كبير لمشاريع التنمية ، ولا أحد يرضي به وسيلة أولى ولا ثانية ولا ثالثة للإصلاح أو التغيير، لكن ماذا لوكان حالة مفروضة وملاذا أخيرا ..؟

(يقاطعه حمار اوباما)

* لن تقنعنى بهذا.. الإنقلاب عمل مدمر للنظام الديمقراطي و خارج الشرعية ، ومهما وصل النظام الديمقراطي من سوء ، لا يوجد منطق أو تبرير يبرر الإنقلاب عليه بغير الوسائل الديمقراطية ، وهي متاحة فى كل دستور ديمقراطي .

– لن أعاتبك على المقاطعة ، فأنا أفهم مدى غيرتك على النظام الديمقراطي .. لكن سواء اقتنعت أم لم تقتنع ، أريد منك أولا ان تعلم ، أن لكل شعب ميزاته وخصوصياته ، خارج أي نظام حكم سياسي يرتضيه ، وهي مستمدة من ثوابت توجهه ، لا يهمه انسجمت مع النظام الديمقرطي الذى تؤمنون به فى امريكا أم تعارضت ، انت تعرف أن تركيا تغلب العلمانية على الديمقراطية ، ومع ذلك تسعى إلى ان تصبح عضوا فى الإتحاد الأوروبي ، وماتمارسه بلادك فى العراق وأفغنستان ، وتعذيبها للمعتقلين فى “اكوانتنامو” كله مخالف للنظام الديمقراطي .

*( يتواصل)

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button