مقالات

قراءة في الواقع السياسي للبلد بقلم Sephora

بعد صدام الحضارات لهانتغتون ونهاية التاريخ لفوكوياما جاء الربيع العربي بنظرية بسيطة وهي أن الشعب وهي أن الشعب هو صاحب الإرادة الفعالة لتغيير الأمور وبعث رسالة قوية في العالم مفادها أن حماية الدكتاتوريات ليست بالأمر الاستراتيجي.

وبما أن عدوى الربيع العربي قد أصابت أوروبا (أوكرانيا) وإفريقيا (بوركينا فاسو) مثلا، فلابد في موريتانيا من أن نطرح أسباب الاستقرار على طاولة بحث سياسي معمق ونخاطب الشباب بصفة خاصة لأنه وقود الفوضى وعماد الاستقرار في أي بلد.

إن الطرح السياسي في بلادنا لم يكن في يوم من الأيام إلا طرحا تقليديا لا يتطرق إلا لأمور الحكامة اليومية وتمجيد الحاكم من المولاة وطلب الرحيل وتغويل الحاكم من المعارضة دون وجود استراتيجية واضحة لاستلام السلطة أو الاستمرار في معارضة إيجابية تساهم في خلق دولة مؤسساتية أو في خلق مواطن واع، وبما أن أغلبية المواطنين أناس بسطاء أو شباب غير مسيسين فمن واجب النخبة السياسية أن توجه الشباب إلى الصالح العام وتؤطره لصالح استمرار الدولة لا لمصالح الأحزاب الآنية.

كما أن على الشباب أن ينظر إلى الأحداث التي عصفت بدول كثيرة وأن يأخذ منها درسا ليجنب البلد كارثة الانهيار وذلك بعدم انصياعه للمزمرين من أبواق النظام وأن لا تؤثر عليه الدعاية المسمومة للمعارضة النمطية التي تبحث عن السلطة ولو كان انهيار البلد هو الثمن.

وبما أن المعارضة الحالية معارضة تقليدية وجميع رموزها تخطو عتبة السبعين مع احترامي الكبير لأغلبيتهم ومن المستبعد أن يضخوا دماء شابة في أحزابهم لكي تتماشى مع أفكار الشباب وتبعث ديناميكية جديدة في الصراع السياسي الدائر في البلد.

فليس أمام الشباب إلا التغيير من داخل النظام الذي أظهر رئيسه الكثير من التقرب لهم وأثبت أنه الأقرب فكريا للطبقات المهمشة والفقراء، كما أنه الرئيس الوحيد الذي وصل إلى الحكم بمشاركة فعالة من المواطنين البسطاء وجعل من “الشباب أنتم الأمل” شعارا لحملته الأخيرة.
ولكن السؤال الذي سيطرح نفسه فهو كيف نغير من داخل النظام؟

إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز كان سباقا إلى فكرة المجلس الأعلى للشباب الذي سيكون برلمانا مصغرا لقراءة أفكارهم قبل طرح القضايا على مؤسسات الدولة فعليهم أن يتبنوا المأمورية الثانية لكي يعبروا بالبلاد إلى بر الأمان وأن يقوموا بتوعية المواطنين بأخطار التطرف والعنصرية والجهل والأمية وأن يستعدوا لاستلام السلطة من رئيس هو الوحيد في تاريخ البلد الذي جاء من خارج المؤسسة الإقطاعية التي حكمتنا منذ الاستقلال.

بقلم Sephora

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button