
وبحسب تقرير المنظمة تبقى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي الأخطر على سلامة الصحافيين من بين جميع مناطق العالم ، ذلك أن” الصحافة المستقلة شوكة في خاصرة الحكام المستبدين”.
فباستثناء قطر، يتراوح الوضع في جميع دول المنطقة بين “الصعب” و”الخطير للغاية”، علماً أن مهنة الصحافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عالقة بين قمع الأنظمة الاستبدادية وعدم الاستقرار الاقتصادي المستمر.
وسجلت تونس (129) أكبر تراجع على مستوى المؤشر الاقتصادي في المنطقة في سياق أزمة سياسية خانقة انعكست سلباً على الصحافة المستقلة في الدولة الوحيدة التي تقهقرت في الترتيب الاقتصادي من بين دول شمال أفريقيا.
ومازالت النروج رائدة وقدوة في التصنيف العالمي، تليها إستونيا وهولندا. وجاء في أدنى القائمة الصين وكوريا الشمالية وإريتريا في المراكز من 178 إلى 180.
وصنف التحليل الوضع بـ”الجيد” فقط في سبع دول، جميعها في أوروبا. وجاء في بيان المنظمة: “بالإضافة إلى الوضع الأمني الهش وتزايد الاستبداد، فإن الضغط الاقتصادي على وجه الخصوص يسبب مشكلات لوسائل الإعلام في أنحاء العالم”.
وأضافت المنظمة أن ألمانيا، التي احتلت المركز العاشر العام الماضي، لم تعد من بين أفضل 10 دول في التصنيف، حيث هبطت إلى المركز الـ11 بسبب “بيئة العمل العدائية المتزايدة للعاملين في مجال الإعلام في ألمانيا، تحديداً بسبب هجمات اليمين المتطرف”.
وأشار البيان أنه في العام 2024 تعرض الصحافيون الذين تعاملوا مع بيئات وأحزاب يمينية متطرفة مثل حزب “البديل من أجل ألمانيا” للخطر مرة أخرى، حيث أبلغوا عن تهديدات وإهانات وخوف من العنف الجسدي.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة “مراسلون بلا حدود” أنيا أوسترهاوس: “يعيش أكثر من نصف سكان العالم الآن في دول نصنف فيها وضع حرية الصحافة بأنه خطير للغاية”.
وأضافت أوسترهاوس أن هذا بدوره له تأثير على الجدوى الاقتصادية للصحافة، وقالت: “إذا جفت الموارد المالية لوسائل الإعلام، فمن سيكشف المعلومات المضللة والدعاية الكاذبة؟ إلى جانب نضالنا اليومي من أجل سلامة الصحافيين، نعمل أيضا من أجل تعزيز الأسس الاقتصادية للصحافة”. وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام تكافح من أجل العمل بشكل مستدام في 160 دولة حول العالم.
ويُقيم تصنيف حرية الصحافة الوضع في بلد أو منطقة في إطار خمس فئات: السياسة، والقانون، والاقتصاد، والثقافة الاجتماعية، والأمن.
وأدت عودة دونالد ترامب إلى السلطة في واشنطن إلى “تدهور مقلق لحرية الصحافة في الولايات المتحدة” حسبما حذرت منظمة “مراسلون بلا حدود” في تصنيفها السنوي الذي نشر صباح الجمعة.
وتراجعت الولايات المتحدة مرتبتين وباتت تحتل المرتبة السابعة والخمسين من أًصل 180، وراء سيراليون. وقالت المديرة التحريرية للمنظمة آن بوكاندي لوكالة “فرانس برس” أن “الوضع لم يكن مدعاة للافتخار أصلاً” في البلاد التي تراجعت عشر مراتب العام 2024. إلا أنه تدهور منذ تنصيب دونالد ترامب رئيساً بسبب “هجماته اليومية” على الصحافة.



