رحيل ولد الطايع و سقوط الدولة / حمودي ولد حمادي
اليوم تحل علينا ذكرى رحيل الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع , لتشهد موريتانيا ثورة من الفساد الإداري و الحكومي , ولد الطايع الذي حكم موريتانيا 21 سنة, كرس الديمقراطية و العدالة و الإنسانية , وحد شعبه , أحرص على مصالحه , حرم الفساد على نفسه و حكومته , جعل المواطن هو صاحب القرار , لم يفرق بين الأبيض منه أو الأسود أو الزنجي جمع بينهم بالعدالة و المساواة و حب الوطن.
رحل ولد الطايع أو أسقط ولد الطايع بعبارة صحيحة , لتحكم أيادي شريرة لا تراعي مصلحة الشعب بل مصالحها , و لان حكم معاوية لم يعد في مصلحة فرنسا و لأن دول الغرب لم تجد ما تصبوا إليه قررت تخلص من حكم ولد الطايع بتعاون مع عملائها من قادة العسكر في حكم ولد الطايع ليتم بعد الاتفاق طعن ولد الطايع في ظهر من طرف يده اليمنى آن ذاك.
فقد وجد المواطن الموريتاني في حكم ولد الطايع ما كان يحلم به منذ يوم ولادته من أمن و أمان و اطمئنان و تعليم و صحة و مدارس و مشاريع و لان إنجازات ولد الطايع لا تحصى أترك لكم الحديث.
وقد حاول الكثيرون تشويه سمعة ولد الطايع لكن إنسانية الرجل و بساطته و عدالته و حبه لشعبه و أبناء جلدته و إنه جمع بين الجميع و لم يفرق بينهم , لم يستطع هؤلاء الفتراء الخونة تشويه سمعة ولد الطايع و لإن التاريخ شاهد فقد عرفوا أن ولد الطايع يعود له الفضل في بناء موريتانيا فقد أخرج معاوية موريتانيا من أزمات قاتلة لم تكون موريتانيا تتوقع الخروج منها أو وضع حدا لها.
لا أظن أن الشعب الموريتاني ذات ذاكرة ضعيفة لينسى أو يتناسى إنجازات معاوية و ما حققه من أشياء لم يكون المواطن يدركها, حرص ولد الطايع على بناء دولة موحدة الأطراف و تعميم إنجازاته على جميع الأصعدة الاقتصادية و الاجتماعية وقد نجح في ذلك ووحد وحدة شعبه ووفر مستلزمات الدولة الحديثة من بنية تحتية و شق الطرق إلى المدن البعيدة التي لم يكون يتوقع أحد وصول السيارات إليها و بناء المستشفايات و المدارس في كل الأرياف و توفير حاجيات المواطن من الأرز و القمح و الخبز و مياه…إلخ.
ليبقى ولد الطايع رمزا و قائدا مثاليا تعتز و تفتخر به موريتانيا جيلا بعد جيل في مشارق الأرض و مغاربها, ويذكره التاريخ سنة بعد سنة قائدا أفنى عمره في تطويد العلاقات و بناء المعسكرات العسكرية لحماية شعبه من إرهاصات الغرب, زرع ولد الطايع نبتة في الوحل لا يراها إلا الأحرار , ورفع موريتانيا عاليا في العالم و عز شعبه, ليواجهه شعبه بالخيانة و نكران و الذل و النسيان فهل وجدت موريتانيا قائدا بعد معاوية يحرص على ممتلكاتها العمومية ووحدتها الوطنية؟
ستظل يا معاوية عزيزا حتى ولو كانت الأقدار قد رمت بك خارج الوطن رغم أنف الحاسدين و الخونة ستظل رمزا تاريخيا ليذكرك التاريخ بأحسن ما يقال و تفتخر بك الأجيال , أنت الذي وحدت وحدتنا و كل من جاء بعدك حاول تفتيتها, أنت يا معاوية رمز وطني و أب لهذا البلد البائس الفقير الذي لم يشهد استقرار من يوم رحيلك اشتعلت نيران النهب و السرقة و القتل و الاغتصاب و لا تزال مستمرة.
لقد فعلت كل ما عليك يا معاوية الخير و موريتانيا لازالت بنورك تهتدي , قد ينساك الخونة و الحكام لكن لن ينساك الأوفياء من أبناء هذا الوطن الغالي , فرغم إنجازات ولد الطايع التي ستظل قائمة في جميع الأزمنة إلا أن اسم معاوية لم يختار كاسم لأحد المشاريع أو الطرق أو الأسواق أو المطارات التي أنجزها رغم أنه أهلا لها و قائدا و رمزا يستحق أن يضاف إلا الألحان نشيد الوطني , كما إن صوره التي ستظل محفورة في قلوبنا جديرة بأن تضاف على الشوارع و داخل المؤسسات و في تجمعات وطنية.
أتدري يا معاوية لماذا نحبك نحبك لأنك الأسطورة التي لم يعرف لها التاريخ مثيل نحبك لأنك نعم الحاكم نحن اليوم بلا حكام , تحيط بنا أيادي شريرة تقتل و تسرق و تحبس و تعتقل لا ترحم شعبها , لم نشهد أمن و الأمان بعدك كما لم نشهد استقرار , فمتى تعود يا خير الحكام , شعبك يحتاجك.
معاوية منذ رحيلك و نحن نتقل من أزمة إلى أخرى أنت يا معاوية من الشرفاء و لا الشرفاء لا يموتون حتى ولو بليت أجسادهم , لكن يموت الخونة حتى ولو بقيت عروشهم ما أسهل الخيانة و ما أصعب الأمانة يا معاوية.
كرس الهوية , صنع الديمقراطية, صان المصداقية, حارب الأمية,سعى إلى إشاعة المعارف النظرية والتطبيقية, جذر الروح المرابطون, فك عزلة المناطق المنسية,طور البنية التحتية… كان عراب الأفكار الحية بشيء من الجدية, فكره خليط من الرومانسية والواقعية, إنه معاوية هل عرفتموه؟
تحول علينا ذكرى تولى القائد و الرمز التاريخي لموريتانيا معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع غدا 12 ـ 12 ـ 2013 و سيشهد هذا اليوم مسيرات و حفلات لإحياء اليوم التاريخي الذي تولى فيه الرئيس الدولة فكانت الإنجازات والديمقراطية تسود البلد, و ستنطلق 8 مساءا عند الساحة التى بقرب فندق أميرة وتمر بأهم شوارع العاصمة نواكشوط.
معاوية معجزة و أسطورة لن يشهد لها التاريخ مثيلا ، لأنه نعم الحاكم ، لأنه رفع موريتانيا و أعز شعبها ، لأنه يعرف قيمة الوطن ويعرف قيمة الإنسان فلا يعرف قيمة لطن غير الشرفاء و لا يعرف قيمة الإنسانية غير إنسان عاشت موريتانيا بأشبالها و رجالها و نساءها المخلصين للقائد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع.
ألم يمل الشعب الموريتاني النفاق و الكذب و الخديعة و الخيانة و تصفيق و تلحليح و الفساد رحل ولد الطايع ليبقى الشعب الموريتاني يواجه ماساته لوحده لا يقاسمها أحد معه فمتى يعود ولد الطايع و هل سيقبل أن يعود لشعب يمتهن النفاق و الكذب و الخيانة و الخديعة ؟.
و يخلد الموريتانيين ذكرى وصول ولد الطايع لسلطة بالخروج لشارع و الإحتفال بالذكرى مع المطالبة بعودته,رافعين لافتات مكتوبة عليها عبارات مختلفة و صور مكبرة لرئيس الموريتاني معاولة ولد سيد أحمد ولد الطايع الذي أطيح به على يده اليمنى آنذاك عام 2005.
تحية تقدير و احترام لرئيس الموريتاني والزعيم الوطني والقائد الأبي معاوية ولد سيد احمد الطايع و لكل شرفاء البلد.
الكاتب: حمودي ولد حمادي ” كاتب موريتاني”
Istaylo.hamoudi@gmail.com