مقالات

إبقاء العسكر لسنين / البشير ولد سليمان *طيار عسكري سابق benbiya_1@yahoo.com

ليس لأني كنت عسكريا ولكن كغيري من الموريتانيين وليس تشاؤما نشعر أن بنية البلد لازالت هشة و البلد في حاجة للم الشمل والأمن و الحفاظ علي الاستقرار, وهذه الأمور في نظرنا سباقة أو ينبغي أن تكون للديمقراطية والانتخابات و غير ذلك , فالاستقرار و الأمن و كبح الفوضى و النهب و التسيب في المال العام و أراضي الدولة و مشاريعها هي الخطوة الأولي التي يجب عملها لدولتنا الحديثة النشأة و المندفعة اندفاع سابق لوقته و في غير محله إلي ما يعرف بالديمقراطية بشكلها المعروف اليوم , و دون الدخول في جدلية الديمقراطية بطريقتها الغربية التي فرضت فرضا علي شعوب العالم الضعيف , و دون الخوض في الصلاحية و هل النموذج الديمقراطي الأوروبي يصلح لنا أو لغيرنا من الشعوب الضعيفة وذلك رغم الاختلاف في المرجعية الدينية و التاريخية و الاجتماعية و البشرية لشعوبنا و الشعوب الغربية , فان الأرضية اليوم و الحالة الاجتماعية و مستوي الوعي لدي مجتمعنا لا يستوعب الديمقراطية و مفاهيمها في الوقت الحالي و إن كان لا بد فثمة خطوات أخري تحضيرية لم تعشها البلاد بعد .

فمن مصلحة موريتانيا في وقتها الراهن ان تبقي الجيش لسنين حتي يتكرس مفهوم الدولة لدي الوزراء و الأمناء العامون و المدراء و النواب و العمد و الأساتذة و المهندسون و الأئمة و الفقهاء و كل شرائح المجتمع المدني و حتي يكتمل بناء المؤسسات و بناء البني التحتية الأولية , فللجيش هيبة و رهبة يحتاجها المجتمع المدني الموريتاني وخاصة في هذه المرحلة من عمر الدولة وذلك في وجه موجة الصخب الديمقراطي و الانتخابات و تعدد الحريات و الآراء التي يعرفها العالم من حولنا اليوم .

فالبلد في حاجة أن يحكمه الجيش لسنين وذلك ليس حبا في تسلط الجيش و جبروته إنما الوضع يملي ذلك , فموريتانيا ذلك البناء الذي وضع المرحوم المختار بن داداه أساسه لم يكتمل بعد و مازالت تبحث عن من يكمله , جاء العسكر ( الجيل الأول ) و جاء آخرون و حدث مد و جزر و لكن لم يحصل أي تغيير و لم يكتمل البنيان , أملنا وهي وجهة نظري و آخرين أن يكون في الجيش ( الجيل الثاني ) و هو الجيل الحالي , أن يكون فيهم خير لهذه الأمة و أن يوفقوا لبناء موريتانيا حديثة قوية متماسكة , فمؤسسة الجيش رغم علاتها و ورغم ما طالها من خراب كغيرها من مؤسسات الدولة الاخري, هي المؤسسة الوحيدة التي بقيت متماسكة و لو نسبيا و الكل يعرف ذلك و لذلك في نظرنا أن الأولوية الآن تكمن في التعاون مع هذه المؤسسة و ذلك لإخراج البلاد من المأزق المهددة بالوقوع فيه , و القول بان الجيش جرب من قبل و أن كل ما حل بموريتانيا سببه العسكر وحكوماتهم , قد يكون شيء من ذلك لكنني و آخرين نري أن وضعية الجيش تغيرت و قد انخرط فيه في الآونة الأخيرة مآت المثقفين و المخلصين لهذا البلد , و تغيرت الأمور و نمي الشعور و الغيرة علي مصلحة البلد لدي العسكريين , فلا مجال في نظرنا للقياس وأملنا أن الجيش اليوم قادر علي إدارة شؤون البلاد و الأخذ بالبلد الي مصاف الشعوب المتقدمة فلنعطيهم فرصة و لن يكون الا الخير إن شاء الله .

فالبلد في حاجة للانطلاقة الأولي , لبني تحتية و لو بدائية , لمؤسسات دولة ولو بسيطة , لاستقرار سياسي لسنين تعطل فيها الانتخابات و كل ما يمت لها بصلة , تسلم فيها الدولة للجيش فيشرف بنفسه مستعينا دون تحيز بمختلف الفصائل و الوجهات السياسية في البلد علي تسيير المشاريع متخذا الوزراء و الولاة و الحكام في المرحلة الاولي من العسكر وجاعلا مستشاريهم من المدنيين من مختلف أطياف الساحة السياسية في البلد , بمعني آخر توجه أولي لحصر السلطات في الجيش باستثناء السلطة التشريعية التي تبقي مرشدا مدنيا و مرجعية ثابتة يحتكم اليها الجميع , فموريتانيا اليوم لغز محير , لغز اجتماعي , لغز اقتصادي , لغز معرفي , لغز ديني , لغز أخلاقي , لغز في كل شيئ , و لكي نخرج البلاد من هذه المعضلة و الأزمة و الوضعية اللغز و المنزلة البرزخية , علينا ان نسلم نفوسنا لقوي قامعة وقبضة صلبة حتي نعي و نعرف ما نريد ثم بعد سنين و بعد ما يفتح الوزراء و المثقفون أعينهم عندئذ ندخل في تيار الصراخ و ضجيج الدمقراطية , قد يري البعض في الأمر دعوة الي الدكتاتورية و كبح الحريات , قد يكون الامر كذلك و لكن لا بأس , فبعد ما عرفته البلاد من الخلط في الأوراق والتجاذبات والتغيرات والتكالب علي التعيينات و تنوع الشعارات وتعدد صور النفاق و تعدد الأوجه و ما شابه ذلك , لا بأس من وجود قبضة صارمة عسكرية تدير شؤون البلاد حتي يعي كل مسؤول مسؤولياته و حتي يقتنع الوزراء و المدراء و المثقفون ان الوزارة و مؤسسات الدولة ليست لهذا الوزير او ذاك اولهذه القبيلة او تلك وان ميزانية المشاريع ليست ملكا للأشخاص ليتصرفوا فيها كما يريدون .

ثم إن الكل مدنيون و عسكريون إخوة , عائلة واحدة , بيت واحد هو موريتانيا و التسامح و التآخي ميزة حسنة في مجتمعنا , فلنتسامح وناخذ الكل بحسن الظن و نعلم انه بقدر حرص المدنيين علي الإصلاح فكذلك العسكريون , و ابناء الجيش في موريتانيا ليسوا قادمين من المريخ انما هم ابناء هذا الشعب و ان كان فيهم الطالحون و الفاسدون ففيهم كذلك الصالحون و المصلحون , ولنرجح كفة الاصلاح و التفاؤل بالخير .

والرئيس السابق وبغض النظر عن ما قيل من علاقات و اتصالات مع العسكر قبل الانتخابات و بغض النظر عن تصريحاته المدعمة لذلك والتي صرح فيها بتلقيه الدعم من بعض العسكريين الشيئ المنافي لحياد العسكر الذي ظنه الجميع , فقد ظن الكل موريتانيون و غيرهم أن الانتخابات السابقة كانت فعلا شفافة و ان الجيش كان محايدا غير منحاز لأي من المرشحين , الا انه بعد تصريحات الرئيس السابق علي قناة الجزيرة و يومها كان لا يزال رئيسا اصبح الكل يقتنع ان حياد الجيش ( كبار الجيش ) كان فيه و فيه و انه فعلا كما قيل كانت هناك أمور أعدت بليل , ولكن رغم كل ذلك يبقي الرئيس السابق بمنزلة الوالد و كغيره من كبار السن في مجتمعنا منزلته فوق الرؤوس و احترامه واجب و تقديره و إعطائه حقوقه كإخوته من الرؤساء السابقين اوجب , هذا من جهة , و لكن من جهة اخري وحتي لو افترضنا ان الجيش اخطأ في حق الرئيس السابق , فهل يعقل او يقبل من الرئيس السابق تحركه او سعيه أو سعي الجبهة الداعمة له لزعزعة استقرار البلاد و ارسال البعثات الي الخارج و السعي للمزيد من الضغوط و علي من ؟ علي العسكر اصحاب الامس ثم علي موريتانيا بلد الجميع , هل يقبل ذلك من سيادة الرئيس السابق أو من رجال الجبهة الداعمين له ؟ و كيف يستبشر اصحاب هذا الاتجاه بعزلة موريتانيا و فرض العقوبات عليها ؟ وهل ذاك هو رد الجميل لهذا الشعب البريئ ؟

الكل أخطأ , أخطأ الفريقان و حصل ما حصل , و عشنا دمقراطية لا نقول مزورة و مغشوشة و مبنية علي باطل , و نكتفي بالقول انها كانت دمقراطية ناقصة , لكن عفا الله عن الجميع و عن ما سلف و مهما يكن من امر فالكل موريتانيون و مصلحة البلد ورفض تجويعه و فرض الحصار عليه يجب ان تكون فوق الدمقراطية و التصويت و وريقات ملونة يقذف بها في صناديق الاقتراع , فالبلد هو بيتنا الواحد الذي نعيش فيه جميعا , قد نختلف لكن لا ينبغي ان يدفعنا الخلاف و حب السلطة الي تدمير البلد , والاقصاء السياسي ليس جريمة وقد يكون ظاهرة ايجابية في فن السياسة , و السياسة كلها ما هي الا لعبة كبيرة , يتعامل الناس فيها بروح رياضية كمرحلة انتقالية , يوم لصالح هؤلاء و يوم لؤلائك , ويبقي الكل اخوة تحت سقف البيت الواحد ( موريتانيا ) , فالبلاد ضعيفة و لا تحتمل أي ضغوط ولا مبرر لاي شخص و لا تأويل لأي كان في الركض وراء اجانب او غيرهم لمحاصرة و معاقبة هذا الشعب الطيب , وأي تأويل يصب في هذا الاتجاه فهو تأويل خاطئ و مرفوض .

والصراع بين العسكريين و المدنيين علي السلطة صراع قديم , بين مدرستين مختلفتين , فالعسكري يتسلح بقاعدة هامة و هي ان : // المدني لا يفهم // , وفي المقابل يري المدنيون ان العسكريون جهلة متعجرفون و قليلوا الخبرة و الثقافة , و لا غرابة فكلا الفريقين من مدرسة , و لنفترض ان كلا الطرفين محق , و ليقبل المدنيون هذه المرة بالتنازل طواعية و يتركوا الامور بيد الجيش الموريتاني , فإن هؤلاء العسكريون لن يخذلوا البلد بل سيسهرون علي مصلحته و بناء مؤسساته , وأنتم أيها العسكريون بعد احتفاظكم بالحكم عليكم ان تقدروا المسؤولية و ان تجدوا للنهوض بالبلاد فكفي موريتانيا كل هذه المعانات وليكن في نصب أعينكم باستمرار الخطوط الحمراء للجمهورية الاسلامية الموريتانية و المتثملة في الوحدة الترابية و التآزر والتآخي بين أبناء موريتانيا باختلاف أجناسهم و الحفاظ علي الدين الاسلامي كدين وحيد في البلاد , وعلي اللغة العربية ( ليس لأنها لغة قوم انما لأنها لغة القران ) كلغة أساسية و جوهرية في تكريس الوحدة الوطنية و ذلك بتعميم تدريسها في المراحل الابتدائية و الاحتفاظ بها لغة رئيسية رسمية للجمهورية , بث الوعي الوطني و تعزيز المصلحة العامة و التركيز علي عنصري الكفاءة و النزاهة في أفراد القوات المسلحة و أفراد الأمن الذين تسند اليهم مناصب هامة في الدولة , الرفع من مستوي رواتب أفراد القوات المسلحة و أفراد الأمن و كل موظفي الدولة الآخرين باستثناء رئيس الجمهورية و الوزراء و الأمناء العامون و البرلمانيون , فهؤلاء يجب خفض رواتبهم ليظل في أذهانهم أن المهمة تكليف و ليست تشريف , وعلي العسكرأيضا تصحيح التوجه الاقتصادي و عقلنة الليبرالية المفرطة التي عرفتها البلاد و ذلك بدخول الدولة من جديد في مجال النقل الحضري بتوفير باصات النقل في العاصمة و المدن الكبري و بين المدن و تقوية دور شركة الدولة سونيمكس وفتح استيراد المواد الغذائية وغيرها بالتساوي أمام الجميع و عدم احتكار ذلك لصالح شخص او جهة معينة وكذلك يجب الحد من الخصخصة و استرجاع ما امكن استرجاعه من مؤسسات الدولة التي بيعت او أفلست في الماضي القريب و الأولوية لذات السيادة منها ( الخطوط الجوية الموريتانية ) , مراجعة نصوص الاستثمار المعدني و العقود السابقة بشكل يحترم حق الاجنبي و لكن في نفس الوقت يوفر للدولة استفادة معقولة او علي الاقل يوفر الحد القليل الذي يمكن السكوت عليه .

لقد تفشت في البلد ظاهرة النفاق السياسي و انتشر المنافقون و متعددي الوجوه ولما فتح الباب في الماضي القريب للترشحات الرئاسية ظهر عشرون مرشحا للرئاسيات و هو رقم قياسي لم تعرفه البشرية من قبل وفي المقابل كان هناك ما يقارب الخمسين حزبا , فما السر في ذلك ؟ و هل ينم ذلك عن معرفة عميقة بالدمقراطية لدي الشعب الموريتاني ام انها الفوضي العميقة و اللامسؤولية والتلاعب بمشاعرالشعب و أصواته ؟ , واقع الامر يقول ذلك فليست هناك سياسة و لا أحزاب سياسية إنما في الغالب عمليات بيع و شراء و تجارة أشخاص و مصالح , لقد امتلأت الساحة بنفس الاشخاص , نفس الوجوه الذين عرفهم الجميع وحتي الاطفال حفظوا أسماءهم و أشكالهم , ملهم المجتمع لكثرة ما تعود وجودهم مع كل حاكم جديد و تلك ظاهرة أخري من أوجه موريتانيا اللغز , و أصبح المجتمع يتوق لرؤية وجوه جديدة , لسماع خطابات جديدة مغايرة للصيغة القديمة لإظهار الولاء او لاظهار المعارضة , صيغ جديدة بعيدة عن النفاق او التجريح لأن كلا السلوكين مرفوض في تعاليم ديننا الحنيف .

ولهذا و ذاك وأمور أخري , فكل شيئ يكبح و يوقف هذا الاندفاع و التطلع الي التعيين و التوظيف و احتلال المناصب العالية الذي نشاهده يوميا يتنامي لدي المدنيين و المثقفين الموريتانيين , كل شيئ يوقف ذالك التيار مرغوب فيه و محتاج اليه اليوم , حتي يتعلم الكل و خاصة السواد الأعظم من الأطر و المثقفين ان التكالب و التهافت علي المناصب و التوظيف ليس هو كل شيئ و حتي يتعلم مثقفونا ان يحدثوا مجتمعهم و الحكومات المتعاقبة بوجه واحد و ليس بعدة وجوه . فعلي العسكرالجدد ( الجيل الثاني ) تولي المهام و عليهم ايقاف النهج القديم و تعطيل القصائد و الشعر و حفلات الاستقبال و الزيارات الداخلية و ما ينفق فيها من اموال البلد في حاجة اليها , عليهم رفض تعيين أي شخص يمدحهم او يعمل لهم الدعاية , فقد تكرست تلك الظاهرة و استفحلت حتي اصبحت عرفا لا ينكره احد و هي ظاهرة خطيرة و لا مناص من استئصالها الا بحرمان اهلها من التعيينات بل بوضع بعضهم في السجن ان لم تكن لديه حجة لما يقول , عليهم رفض النهج القديم بكل صوره من مدح و شعر و دعاية و ان فلان او علان ان لم يترشح فان فلان سينتحر او يموت او يسقط في البئر او و … و ان موريتانيا ان لم يترشح فلان او علان فستتلاشي و تختفي و ان الابار ستجف و ان الاشجار و الثمار ستيبس …, و ما شابه ذلك من مظاهر النفاق العديدة التي سمعها و عرفها الجميع , فالولاء لا يعني النفاق , و كذلك عدم الولاء لا يعني السعي الي الفوضي و التخريب , و هكذا يكون العسكر الجدد مطالبون بالحرص علي اظهار ذلك بقدر حرصهم علي الاصلاح و تجسيده علي ارض الواقع . وعلي العسكريين ان وجدوا انفسهم مضطرون لاشراك المدنيين في مناصب الدولة الكبري عليهم التلويح من بين أمور اخري باستخدام مبدأ العقوبات المعنوية ( حلاقة الرؤوس و تنظيف شوارع العاصمة ) , وأن أي وزير او أمين عام وزارة او برلماني او مدير يدخل في الحكومة سيكون معرضا لتلك العقوبة ان هو اخل بمسؤولياته او تلاعب بمصالح الشعب . لقد لاحظ الكل ان العديد من مثقفينا و رجال السياسة فينا مصابون بامراض نفسية , فبعضهم همه الوحيد ان يكون رئيسا لموريتانيا مهما كلفه ذلك و بعضهم همه ان يكون وزيرا للمالية و بعضهم شغله الشاغل ان يكون سفيرا في اليابان و بعضهم يجاهد ليكون مديرا لميناء انواكشوط و بعضهم يناضل ليكون مدير الخزينة العامة و و … وتلك صور اخري من موريتانيا اللغز , فعلي العسكر ايقاف هؤلاء المرضي و سد الطريق في وجوههم و ذلك باعطاء كل الوظائف المهمة في الدولة الي عناصر القوات المسلحة و قوات الامن , و ليستمروا في التمسك بتلك المناصب و الوظائف لسنين حتي يخف هذا الاندفاع و التهافت لدي المدنيين علي مناصب الدولة الحيوية , و من أوجه موريتانيا اللغز أن الرواتب التي تعطيها الدولة الموريتانية كانت دائما رواتب بسيطة و متواضعة ورغم ذلك يشتد التنافس و التسابق علي اقتناء المناصب الهامة في الدولة , فما السر وراء ذلك ؟ اتري في الامر لغزا ؟ ام انه ببساطة لدافع اخر معروف وهو ( السرقة ) , سرقة مال الشعب و ذلك في ظل غياب العقوبة من جهة و من جهة اخري لاحتضان المجتمع و وصفه لمثل اولئك بانهم ابطال و رجال محظوظون بل و صالحون .

وأخيرا علي العسكر التمسك بالحكم و فرض أنفسهم علي الساحة والصمود أمام الرأي العالمي فقد ولي عهد الهيمنة القطبية الأحادية و أصحابها في وحل و أزمة مالية و اجتماعية و سياسية قد تدوم لسنين و ربما الي الأبد , و موريتانيا أرض خير و بها خيرات و شعب طيب عاش لسنين لا يعرف الغرب و لا يعتمد عليه , و إن كان لابد من التعامل مع الآخرين من حولنا فليكن بفتح قنوات اتصال مع المعسكر الثاني و الاستفادة من خبراته و قدراته في المجال العسكري و الاقتصادي و ذلك بتقوية العلاقات و ارسال البعثات الدبلوماسية والعلمية الي كل من روسيا و الصين و فنزويلا وايران و التركيز علي الدولتين الشقيقتين قطر و السودان , فامضوا في طريقكم أيها العسكريون و أوقفوا هذا الصراخ و الضجيج الذي يقال له الديمقراطية أو علي الاقل المتعلق منها بالرئاسيات , و لا تكترثوا لما يقال أو يحاك من ضغوط وعليكم مبادرة الشعب بالقرارات الحاسمة وليكن في مقدمتها الآن إعلان فوري عاجل عن تأجيل الانتخابات الرئاسية لعشر سنين قادمة , علي أن تكون البيعة مع الله أولا ثم أن تكون مصلحة البلاد خط أحمر لدي الجميع و الله الموفق .

البشير ولد سليمان *طيار عسكري سابق benbiya_1@yahoo.com

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button